العناوين الرئيسيةكاسة شاي

“دافنينو سوا” قصة حمار تحول لمثل شعبي شهير 

يعد المثل الشعبي القائل “دافنينو سوا” من أكثر العبارات المستخدمة للدلالة على اتفاق ضمني بين شخصين يعرفان سراً لا يمكن لأحدهما البوح به.

 

وتعود حكاية المثل وفق المنقول إلى شقيقين امتلكا حماراً اعتمدا عليه في تسيير أمورهما المعيشية ونقل البضائع من قرية إلى أخرى، وأحباه جداً وكان يظل بقربهما، وأطلقا عليه اسم “أبو الصبر”.

 

وتوفي الحمار في أحد الأيام أثناء سفرهما في الصحراء، فحزن الأخوان عليه حزناً شديداً، ودفناه بشكل لائق وجلسا يبكيان على قبره بكل جوارحهما، بشكل أثار الحزن لكل من رآهما.

 

فكان كل من رأى هذا المشهد حزن وسأل عن المرحوم فيجيب الشقيقن بأنه المرحوم “أبو الصبر” الذي كان يقضي الحوائج ويرفع الأثقال ويوصل البعيد، حتى ظن الناس أنهما يتكلمان عن شيخ جليل أو عبد صالح فيشاركونهم البكاء.

 

وأصبح الناس فيما يعد يتبرعون ببعض المال، ليضع الشقيقان لاحقاً خيمة على القبر فزادت التبرعات، وعمدا لوضع حجرة مكان الخيمة، فأصبحت الناس تزور الموقع وتقرأ الفاتحة على العبد الصالح الشيخ الجليل “أبو الصبر”.

 

وصار الموقع مع مرور الوقت مزاراً يقصده الناس من مختلف الأماكن، وليس هذا فحسب، بل أصبح له معجزات يتحدث عنها الجميع، من فك السحر وتزويج العانس وشفاء المريض وكل انواع المشاكل.

 

وانتعشت أحوال الشقيقين المادية بفضل خدعتهما هذه، وصارا يجمعان الأموال التي تبرع بها الناس السذج ويتقاسمانها بينهما، حتى اختلفا في أحد الايام، فغضب أحدهما وقال: “والله سأطلب من الشيخ الصالح أبو الصبر أن ينتقم منك ويريك غضبه ويسترجع حقي”.

 

فضحك شقيقه وقال : “أي شيخ صالح يا أخي؟ أنسيت الحمار؟ دفنناه سويةً” أو بالعامية “دافنينو سوا”، ومن هنا جاء هذا التعبير ليقال إلى من يختلق الأكاذيب ويصدقها.

 

يذكر أن هذا المثل استخدم لاحقاً في العديد من البلدان العربية بعبارة شعبية أخرى تدل على المعنى ذاته، وهي كذب الكذبة وصدقها.

تلفزيون الخبر 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى