أمريكا تتبنّى اغتيال قيادي سعودي بارز في تنظيم “حراس الدين” بإدلب.. من هو “المكي”؟
أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)
مسؤوليتها عن استهداف القيادي في تنظيم “حراس الدين”، “أبو عبد الرحمن المكي”، ومقتله جنوبي إدلب.
وقالت القيادة في بيان لها، إن قواتها قتلت “القائد الكبير” في تنظيم “حراس الدين”، “أبو عبد الرحمن المكي” في ضربة حركية مستهدفة في سوريا.
وذكرت القيادة، أن “المكي” كان عضواً في “مجلس شورى حراس الدين وزعيماً كبيراً مسؤولاً عن الإشراف على العمليات الإرهابية من سوريا”.
وزعم قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال “مايكل إريك كوريلا”، إن القيادة المركزية تظل ملتزمة بهزيمة “الإرهابيين” بشكلٍ دائم في منطقة مسؤوليتها، والذين يهددون الولايات المتحدة و”حلفائها وشركائها والاستقرار الإقليمي”، بحسب قوله.
وأضاف الجنرال، أن “حراس الدين” قوة مرتبطة بتنظيم “القاعدة” تتمركّز في سوريا، وتشارك “القاعدة” في تطلعاتها العالمية لتنفيذ هجمات ضد المصالح الأمريكية والغربية.
وجاء تبني أمريكا لاستهداف “المكي” بعد ساعات من استهداف طيران مسيّر تابع لقوات التحالف الدولي، لدارجة نارية كان يقودها على طريق البارة- إحسم، وأدّت إلى مقتله.
وتصدر اسم القيادي وهو سعودي الجنسية عدد كبير من صفحات التواصل، وجرى دفنه، دون أي تعليق من “هيئة تحرير الشام” صاحبة السيطرة العسكرية في المنطقة.
ونعاه بيان حمل اسم “المهاجرون في بلاد الشام“، كما نعاه الداعية السعودي والشرعي السابق في “تحرير الشام”، عبد الله المحيسني.
وقال “المرصد 80″ (أبو أمين)، المتخصص برصد التحركات العسكرية، إن طائرة مسيرة تابعة للتحالف الذي تقوده أمريكا من طراز “MQ9” استهدفت الدارجة بصواريخ من نوع “HELLFIRE”، وأدّت إلى مقتل الشخص الذي يقودها (المكي).
ونقل موقع “عنب بلدي” المعارض، عن مصدر في المنطقة، قوله، إن “الطائرة المسيّرة استهدفت الدراجة النارية بصاروخين، الأول أمام الدراجة، والثاني على قدم الشخص اليسرى، وباتت مهشمة وأشلاء، وأن بقايا الدراجة النارية ابتعدت إثر الاستهداف نحو 75 متراً، من قوة الضربة”.
من “المكي”؟
شغل “المكي” منصب عضو مجلس الشورى في تنظيم “حراس الدين”، وهو فرع تنظيم “القاعدة” في سوريا، وعمل سابقاً قائداً عسكرياً في فصيل “جند الملاحم” خلال عامي 2016 و2017، وقبل إعلان الفصيل تغيير اسمه لـ“حراس الدين”.
وخسر فصيل “حراس الدين”، أبرز القياديين في صفوفه، على مدار أعوام منذ نشأته في سوريا.
وكان “المكي” معتقلاً في سجون “الهيئة” منذ حزيران 2020، وسط مطالبات بالإفراج عنه، لكن دون استجابة من “تحرير الشام”، التي قالت إنه “خطير”، ثم أفرجت عنه في نيسان 2022، دون إعلان رسمي، واقتصر الخبر على إعلام رديف ومقرب منها.
ومع كل استهداف لعناصر “حراس الدين”، تُتهم “تحرير الشام” بأنها تقف خلف هذه العمليات، وأنها تعطي معلومات استخباراتية للتحالف الدولي للخلاص من “الحراس”، رغم نفي “الهيئة” وجود سياسة ممنهجة تجاه المهاجرين “الأجانب” بشكلٍ عام.
يُذكر أن “التنظيم” لا يسيطر على أرض أو منطقة محددة، ويستخدم إلى حد كبير قذائف الهاون والقذائف الصاروخية في اعتداءاته على الأراضي الواقعة تحت سيطرة الجيش العربي السوري.
وتنظيم “حراس الدين” هو تنظيم سلفي جهادي مسلَّح أُعلن عن تأسيسه في 27 شباط 2018، ويُعتبر أحدث فروع تنظيم “القاعدة” في الشرق الأوسط عموماً وفي بلاد الشام خصوصاً، خلفاً للفرع السابق للقاعدة في سوريا المتمثل في “جبهة النصرة”.
وبحسب المعنيين بشؤون الجماعات الإرهابية، فإن تنظيم “حراس الدين” بدأ ظهوره كفصيل ضمن “هيئة تحرير الشام”، التي كانت تسمّى “النصرة” سابقاً، قبل أن يفك ارتباطه بها، بعد تخلّي الهيئة عن تنظيم “القاعدة” وزعيمها أيمن الظواهري.
إذ تشكّل “حراس الدين” بالأساس من كبار قيادات تنظيم “القاعدة” في سوريا، وتركّز وجودهم بشكلٍ رئيسي في مواقع متقدمة على خطوط التماس مع قوات الجيش العربي السوري وحلفائه.
ووفق هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، فإن “حراس الدين” تحوّل إلى تنظيم متشدد لا يستهان به في محافظة إدلب والمناطق المحيطة بحماة وريف اللاذقية، بعد أن تمكّن من ضم عدد من الفصائل الإرهابية في سوريا.
وأشارت “الهيئة” إلى أن “حراس الدين” كان بمثابة الخيار الأمثل لعديد ممن يدينون بالولاء لتنظيم “القاعدة” من قيادات “تحرير الشام”، الذين رفضوا قرار زعيمها “أبو محمد الجولاني” بفك الارتباط بـ”القاعدة”.
تلفزيون الخبر