9 سنوات على اغتيال عالم الآثار السوري خالد الأسعد في تدمر
تسع سنوات مضت على واحدة من أسوأ جرائم تنظيم “داعش” الإرهابي في عروس الصحراء السورية تدمر، حين اغتال التنظيم عالم الآثار السوري خالد الأسعد.
ففي 18 آب عام 2015، أعدمت “داعش” العالم خالد الأسعد، الذي رفض التخلي عن المدينة التي عشقها، ودرس آثارها، وقدم عنها موروثاً باقياً للتاريخ.
كان الراحل أحد أهم الباحثين التاريخيين ممن قدموا مؤلفات عن تدمر والمناطق الأثرية في البادية السورية كما شغل منصب المدير العام للآثار ومتاحف تدمر منذ عام 1963 إلى أن أحيل إلى التقاعد عام 2003.
وتأثر الراحل بمقولة المفكر اليوناني شيشرون “من لا يعرف التاريخ يبقى طفلاً أبد الدهر”، من هنا جاء اهتمامه بحماية المواقع الأثرية والحفاظ عليها كنزاً جميلاً للأجيال القادمة، ونشر تاريخ تدمر ومكتشفاتها، والمشاركة بالمعارض الدولية والندوات الأثرية بكل اللغات.
وقدَّم الراحل تدمر بأبهى حالاتها للزوار، وشرح لهم عن مقدرة الإنسان العربي بتشييد هذه الحضارة، وكيف استطاع أن يخلق من الحجارة الصماء الصروح والأوابد، والمنشآت العسكرية والمائية في قلب البادية وبعيدًا عن الأنهار الكبيرة ويحولها إلى جنة وارفة الظلال.
واكتشف الراحل بنفسه مقابر أثرية عدة وأشرف على أعمال حفريات عدة وترميم آثار في المدينة، كما أسهم وأثر في إدراج آثار تدمر ضمن لائحة التراث العالمي.
وأثر الشهيد خالد الأسعد في تجميع كثير من الوثائق التاريخية والأثرية خلال حياته، وله أكثر من 20 كتاباً عن المنطقة، ونذر حياته لحماية المدينة القديمة، حتى لحظات حياته الأخيرة.
ورفض “الأسعد” الخروج من المدينة الأثرية، بعد سيطرة “داعش” عليها انطلاقاً من إيمانه بأن “تدمر لا بد أن تُحمى من أي أذى”، وتوجه إلى قصر الحير الشرقي، حيث اختطفه هناك ملثمون في 20 حزيران عام 2015.
وحكمت “داعش” بعدها على العالم “الأسعد” بالإعدام، وقبل تنفيذ الحكم، طلب الأسعد أن يزور متحفه للمرة الأخيرة، بعدها، أخذه إرهابيو التنظيم حافي القدمين إلى وسط المدينة وقطعوا رأسه.
وعلق التنظيم جثمان العالم السوري على عامود، واضعين عليها لافتة صغيرة كتب عليها أنه “مرتد” وأنه مثّل سوريا في “مؤتمرات تكفيرية” وأنه “مدير أصنام تدمر”، ثم تركوا جثمانه معلقاً لمدة ثلاثة أيام مع حراسة عليها، ثم أخذوا الجسد ورموه في مكب نفايات خارج المدينة.
وتتبع هناك بعض الأصدقاء الشاحنة، وأخذوا الجثة ودفنوها بطريقة لائقة، أما الرأس فدفن في مكان آخر، بعدما كان معلقاً على أحد الأعمدة التدمرية في الساحة الرئيسية، بحسب ما وصف طارق خالد الأسعد، نجل الراحل في حديث سابق لتلفزيون الخبر.
يذكر أنه في شباط 2021، أشيع عن العثور على رفات الشهيد خالد الأسعد، حيث عثر في شرقي تدمر على عظام تعود لرجل سبعيني، فيما لم تذكر أي نتائج أخرى حول الموضوع لاحقاً.
تلفزيون الخبر