العناوين الرئيسيةموجوعين

تفاقم معاناة المدنيين مع دخول حصار “قسد” لمدينتي الحسكة والقامشلي يومه السابع

تواصل قوات “قسد” حصارها المطبق على الأحياء الواقعة تحت سيطرة الجيش العربي السوري في مدينتي الحسكة والقامشلي لليوم السابع على التوالي مع منع دخول المياه والمواد الغذائية والطحين، وذلك على خلفية الاشتباكات الدائرة بين “قسد” من طرف و”جيش العشائر” من طرف أخر بريف دير الشرقي، وسط صمت كامل من المنظمات الدولية والانسانية العاملة في المحافظة.

وقالت مصادر أهلية بمدينتي الحسكة والقامشلي لتلفزيون الخبر أن ” قطع مياه الشرب والطحين والمواد الغذائية والمحروقات عن الأهالي، دخل يومه السابع على التوالي، وسط زيادة في قائمة السلع المفقودة في المحال التجارية، وانقطاع شبه تام لمياه الشرب مع استمرار منع دخول صهاريج المياه الخاصة والعائدة للمنظمات الدولية”.

وتابعت المصادر أن “حصار قوات قسد للمدنيين يتزامن مع ارتفاع كبير في دراجات الحرارة ومع معاناة مستمرة منذ أشهر طويلة من انقطاع مياه الشرب عن مدينة الحسكة وريفها بسبب توقف العمل في محطة علوك المصدر الوحيد للمياه ، مازاد من الطين بلة كما يقول المثل”.

وأكدت المصادر أن” خزانات المياه الكبيرة المنتشرة وسط مدينة الحسكة والتي يصل عددها إلى حدود الــ 70 خزاناً هي فارغة تماماً منذ 7 أيام نتيجة منع الحواجز العسكرية لقوات “قسد” المنتشرة في مداخل ومخارج، دخول الصهاريج التابعة لمشروع المياه المشترك بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري”.

“هذا الحال المرير دفع الأسر التي يصل عدد إلى الألاف إلى شرب مياه الآبار السطحية الموجودة في المنطقة على الرغم من عدم صلاحيتها للشرب والتي تسبب الأمراض مع تحذيرات جدية من عودة انتشار الكوليرا في أوساط الاطفال وكبار السن”، بحسب المصادر الأهلية.

وأشارت المصادر إلى أن ” غالبية المحال التجارية توقفت عن البيع بسبب نفاد مخازينها من المواد التموينية والغذائية، وأغلقت محال سوق الهال والفروج واللحوم نتيجة توقف توريد مواد الخضار والفواكه والمواد الغذائية الأخرى ، كما اغلقت المحال الأخرى مع توقف الموالدات الخاصة (الامبيرات) عن العمل بسبب نفاذ مادة المازوت”.

 

واستغرب أهالي مدينة الحسكة في حديثهم لتلفزيون الخبر “من الصمت الغريب من قبل الفعاليات الاجتماعية والدينية والعشائرية في محافظة الحسكة، وعدم مبادرتها لفك الحصار عن المدنيين الذين لا ذنب لهم حتى لم يصدروا أي بيان باستثناء بيان واحد من قبيلة طيء ، وهو نفس الصمت الذي يضرب مكاتب منظمات الامم المتحدة في القامشلي والصليب الاحمر في مدينة الحسكة”.

 

وأوضح مدير عام مؤسسة المياه المهندس محمد عثمان لتلفزيون الخبر أن ” المؤسسة تقوم بتشغيل محطات تحلية المياه المنتشرة في عدد من الحدائق العامة، والبالغ عددها 11 محطة موزعة في مختلف مناطق المدينة بشكل متناوب ولساعات محددة لتأمين مياه شرب للمدنيين وعلى فترتين ، مع تخوف من توقفها عن العمل نتيجة انخفاض مخزون المازوت التي تعتمد المحطات عليها في التشغيل”.

 

من جهته، بين مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك علي خليف لتلفزيون الخبر أنه “تم تخفيض كميات إنتاج الخبز في المخابز العاملة في المدينة للحد الأدنى نتيجة الانخفاض الحاد بمخازين الطحين فيها، وعدم القدرة على إدخال كميات جديدة من الدقيق، مع توقف مخبزين خاصين عن العمل بسبب عدم توفر الطحين نتيجة حصار المدينة”.

 

وأضاف “خليف” أن “الكثير من المحال التجارية أغلقت أبوابها نتيجة نفاد المواد الغذائية الأساسية والخضار والفواكه مع وجود عدد محدود من البسطات ضمن سوق الهال التي تبيع عدد قليل من الاصناف وبأسعار مرتفعة”.

 

وبين “خليف” أن ” الموالدات الخاصة الأمبيرات المتبقية ضمن أحياء مدينة الحسكة مهددة بالتوقف بسبب اقتراب نفاذ مادة المازوت المشغلة لها”.

 

من جانبه، حذر مدير صحة الحسكة الدكتور عيسى خلف “من استمرار الحصار، ومنع دخول المياه الصالحة للشرب، ومن المتوقع أن يكون هناك زيادة في الإصابات بالالتهابات المعوية والإسهالات نتيجة الاعتماد على مياه غالبيتها من الآبار السطحية غير صالحة للشرب”.

 

ولفت “خلف” لتلفزيون الخبر إلى “صعوبة في وصول الكوادر الطبية والتمريضية إلى مراكز عملها في مدينة الحسكة، جراء إحكام الحصار والتضييق على الأهالي، كما تم إيقاف غالبية الآليات التابعة للمديرية، حيث أصبحنا غير قادرين على إسعاف أي مريض خارج المحافظة”.

 

بدوره، مجلس محافظة الحسكة أصدر بيان ، الثلاثاء، طالب فيه المنظمات الدولية العاملة في محافظة الحسكة بتحمل مسؤولياتها جراء الحصار المفروض من قبل قوات “قسد” على وسط مدينتي الحسكة والقامشلي وتأمين دخول المواد الاساسية للمدنيين من مياه وطحين ومواد غذائية وصحية.

 

كما تعمل القوات الروسية عبر قاعدتها في مدينة القامشلي بإجراء الاتصالات واللقاءات في سبيل فك الحصار على أحياء وسط مدينتي الحسكة والقامشلي ودخول المياه والمواد الغذائية والمحروقات واطلاق سراح المحتجزين لدى “قسد” من القوات العسكرية.

 

يشار إلى أن قوات “قسد” فرضت حصاراً على المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش العربي السوري على خلفية الهجوم الذي شنه مقاتلو “جيش العشائر” على مواقعها في بلدات وقرى الريف الشرقي من محافظة دير الزور الواقع تحت النفوذ الأمريكي.

 

عطية العطية – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى