العناوين الرئيسيةصحة

“القراد” وأثره على صحة الإنسان وطرق معالجته

“القراديات” حشرات صغيرة، تتحرك بسرعة عندما تحس بكائن حي حولها لتلتصق به بوساطة خرطوم ثاقب وماص، رأسها صغير وبعد التصاقه بجسم الكائن الحي يصعب نزعه عن الجسم وتسبب أضرار كبيرة، وخاصةً على الإنسان خلال فترات التنزه والتخييم، فما هي أذياتها وطرق معالجتها؟.

 

يوضح الأستاذ في كلية الطب البشري بجامعة طرطوس، الدكتور “فهيم عبدالعزيز”، لتلفزيون الخبر، أن “القراد ينتشر ويتواجد بأنواعه المختلفة في كل أنحاء العالم تقريباً، ويكثر في المناطق الاستوائية والمعتدلة، إذ أن درجة الحرارة العالية ونسبة الرطوبة تساعد على تكاثره، كما يتواجد بالمناطق الباردة ولكن بأعداد أقل”.

 

ويضيف الاختصاصي، أن “القراد يهاجم جميع الحيوانات الزراعية عموماً كالأبقار والجاموس والجمال والغنم والماعز والخنازير، وكذلك الكلاب والقطط والقوارض والطيور المهاجرة، والإنسان مضيف لهذه القراديات، عند الاستلقاء على الأرض، وخلال فترات التنزه والتخييم”.

 

ويتابع “عبدالعزيز”، أن “دورة حياتها تمر بأربع أطوار أو مراحل (بيوض، يرقات، حورية أو خدراء، بالغات)، تفقس البيوض في التربة مع توفر الظروف الملائمة وتهاجم الأطوار اليرقية والبالغات المضيف (حيوان أو إنسان أو طيور) لامتصاص الدم في كل مرحلة من مراحل التطوّر، إذ تتعلّق الأطوار اليرقية والبالغة على الجسم أو الألبسة وبعدها تتثبت على الجلد وتمتص الدم”.

 

أذيات وأضرار القراد

وحول ذلك، بيّن “عبدالعزيز”، أن “تطفل القراد على الإنسان، وقيامه باللدغ وامتصاص الدم يؤدّي إلى حكة شديدة وتورم وألم، كما يظهر طفح جلدي (شري)، وبثرات منتشرة على سطح الجسم”.

 

وتشمل الأعراض المحتملة للأمراض التي تنتقل بوساطة القراد بقع حمراء أو سوداء (متغيّرة اللون)، طفح جلدي بالقرب من اللدغة، حمى، قشعريرة، طفح جلدي في كامل الجسم، صداع، غثيان، آلام عضلات ومفاصل، وتورّم عقد لمفاوية، وفق “عبدالعزيز”.

 

ويشار الاختصاصي إلى أن “بعض أنواع القراد تفرز سموم عصبية مع اللعاب، وتحدث شلل مترقي (متصاعد) يتطوّر حتى يصل الجهاز التنفسي، وقد يُنهي حياة الإنسان بعد عدة أيام من ظهور الأعراض العصبية”.

 

نقل مسببات الأمراض

ويضيف “عبدالعزيز”، إن “القراديات تقوم بأنواعها المتعددة بنقل الكثير من العوامل الممرضة للإنسان من الجراثيم والفيروسات والطفيليات وتسبب حدوث الأمراض، نذكر منها: حمى الجبال الصخرية، حمى كيو، الحمى الراجعة، داء لايم، داء التولاريمية، داء الحمى البرعمية في حوض البحر المتوسط، فيروس التهاب السحايا، وداء البابيزيات”.

 

الوقاية والمعالجة

ويشرح “عبدالعزيز”، لتلفزيون الخبر، أنه “من الضروري إزالة القراد، وهذا يساعد في تجنّب المرض الذي ينقله، إذ يجب أن تتم عملية النزع بخبرة، من خلال مسك الرأس وتجنّب قطعه وبقاؤه في الجسم”، مبيناً أنه “كلّما طالت مدة بقاء القراد على الجسم زادت فرصة الإصابة بمرض ينقله”.

 

ويردف الاختصاصي، أنه “بعد إزالة القراد، تنظف وتطهر المنطقة جيداً باستخدام مرهم صاد حيوي، كما أن حالات الشري والطفح تعالج بمضادات التحسس الموضعية والعامة”.

 

ويلفت “عبدالعزيز” إلى أنه “عند الشك أو الاشتباه بعامل مرض، يوضع القراد في وعاء محكم الغلق ويرسل إلى المخبر لتحديد النوع وكشف العوامل الممرضة”.

 

يُذكر أن القراديات تعيش في التربة، وبعض الأنواع يكثر تواجدها في البيوت والمنازل، وخاصةً في البيوت القديمة وبيوت الخشب وبالقرب من أماكن الطيور والحمام، وتضم أنواع متعددة من القراد الصلب (القاسي)، والقراد اللين، بحسب ما ذكره “عبدالعزيز”.

 

شعبان شاميه – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى