“مايكروسوفت” تقطع اتصال الغزيين عن العالم.. فصل جديد في رواية الحرب على غزة
قطعت شركة البرمجيات الأمريكية “مايكروسوفت” التواصل بين سكان قطاع غزة في فلسطين المحتلة وذويهم ممن يقطنون في الخارج، وذلك عن طريق إيقاف حسابات تطبيق “سكايب” التي يتم من خلالها إجراء مكالمات إلى داخل القطاع.
وأجرت محطة ال”BBC” حديثاً مع 20 فلسطينياً يعيشون في الخارج، قالوا خلاله أن شركة مايكروسوفت أغلقت حساباتهم البريدية الإلكترونية وبالتالي حُظروا من استخدام تطبيق “سكايب” دون سابق إنذار.
وأضاف المتحدثون أن هذا الأمر يدمر حياتهم الرقمية وتواصلهم مع ذويهم في القطاع، بعد أن أصبح تطبيق سكايب الوسيلة الوحيدة للاتصال في ظل ارتفاع تكاليف المكالمات الدولية والانقطاع المتكرر للإنترنت في القطاع.
وأشار المتحدثون إلى أن هذا القرار المفاجئ، أدى لحرمانهم من الوصول الى العديد من الخدمات الأساسية على الإنترنت، مثل الخدمات المصرفية ومواقع عديدة مهمة، وخسارة حسابات يستخدمها بعضهم منذ عقدين من الزمن.
وصرح المتحدث الرسمي باسم مايكروسوفت في حديثه لـ”BBC”، أن شركته لا تحظر المكالمات أو المستخدمين على أساس مناطق الاتصال، ولم يقدم أي تفاصيل إضافية أو يتطرق للاتهامات الموجهة للشركة.
وأضاف، أن الشركة تقوم بحظر الأشخاص ممن ينتهكون شروط الخدمة الخاصة بها، دون أن يتطرق لهذه الشروط أو يذكرها، وأن قرار إغلاق الحسابات هو قرار نهائي لا رجعة فيه.
وقامت العديد من الشركات البرمجية الأخرى بمحاولات عديدة للتضييق على سكان قطاع غزة والمتضامنين معهم في الخارج، فمؤخراً أعلنت شركة “ميتا” أنها ستقوم بحظر كل ما يشير “للصهيونية” من وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لها.
ويعاني واقع الاتصالات في قطاع غزة كغيره من القطاعات، حيث صرح وكيل وزارة الاتصالات الفلسطينية في وقت سابق أن 65% من البنى التحتية للاتصالات دمرت نتيجة الحرب “الإسرائيلية” المتواصلة على القطاع.
وبدأت حملة استهداف قطاع الاتصالات في غزة من قبل الكيان “الإسرائيلي” منذ بدايات طوفان الأقصى، فبعد 20 يوماً فقط من الحرب توقفت خدمة الإنترنت بالكامل وتضرر 60% من البنى التحتية، بحسب وزارة الاتصالات الفلسطينية.
وأعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية “بال تل” في 28 تشرين الأول من عام 2023، أن القصف الشديد أدى لتدمير جميع المسارات الدولية المتبقية والتي تصل غزة بالعالم الخارجي، وبالتالي انقطاع كامل خدمات الاتصال والإنترنت في القطاع.
وتعمّد الاحتلال قطع الاتصال عن القطاع لمرات عديدة، حيث أعلنت وزارة الاتصالات الفلسطينية بتاريخ 5 تشرين الثاني 2023، أن الاحتلال يفصل المسارات الدولية للاتصال للمرة الثالثة عن القطاع.
ولجأ سكان القطاع بحسب وكالات، إلى استخدام ميزة الشرائح الإلكترونية “eSIM” كحل ثابت لانقطاع الانترنت بسبب القصف “الإسرائيلي” العنيف، واستهدافه المتكرر لخدمات الاتصالات.
ووصل الأمر إلى معاناة حقيقية دفعت المهتمين إلى مطالبة “ايلون ماسك” مالك شركة “ستارلينك” المتخصصة في الاتصالات، بأن تقدم شركته الإنترنت والاتصال عبر الأقمار الصناعية للقطاع، كونها مختصة بهذا النوع من الخدمات.
وردّ “ماسك” على المطالبات المتكررة عبر تغريدة على موقع “إكس”، تضمنت موافقته على تقديم خدمات شركته “ستارلينك” للمنظمات الإغاثية المعترف بها دولياً والعاملة في قطاع غزة.
وبدأت “ستارلينك” بالعمل بعد التواصل مع المعنيين داخل الكيان المحتل، اللذين بدورهم منحوا الشركة الموافقة على العمل والدخول إلى القطاع بعدما أكد مسؤولو الأمن أن الشركة وعملها لا تشكل مخاوف على أمن “إسرائيل”.
وذكرت مصادر في وزارة الاتصالات “الإسرائيلية”، أن قطع خدمات الاتصال سبب مشكلة للدولة، فالقائمين على الوضع لا يريدون خسارة العلاقة مع “ستارلينك” وفي نفس الوقت يخشون من وصول تقنيات الإنترنت الفضائي إلى فصائل المقاومة الفلسطينية.
ويستخدم الكيان “الإسرائيلي” موضوع الاتصالات كورقة ضغط على سكان القطاع، فلا تلبث الخدمات أن تتوفر لتعاود الانقطاع بعد أيام قليلة، ففي الفترة الممتدة بين 16 إلى 28 نيسان من هذا العام، شهدت خدمات الاتصال انقطاع عدة مرات.
والجدير بالذكر أن النص المنشور لاتفاقية أوسلو ومن ثم برتوكول باريس، منح الحق الكامل للكيان “الإسرائيلي” بالتحكم في قطاع الاتصالات على كامل جغرافية فلسطين المحتلة، وأن ” لإسرائيل ” الحرية الكاملة بالتحكم بالكابلات الدولية والكابلات التي تربط الضفة بالقطاع.
تلفزيون الخبر