بين روسيا وفلسطين وكيان الاحتلال.. كيف تعاطت اللجنة الأولمبية الدولية مع ميثاقها؟

تنطلق في 26 تموز الجاري بطولة الألعاب الأولمبية الصيفية في العاصمة الفرنسية باريس، وتستمر حتى 11 ٱب 2024 القادم.

 

وبرز في هذه النسخة من الأولمبياد حجم الازدواجية الدولية في التعامل مع القضايا السياسية، حيث حرمت اللجنة الأولمبية الدولية روسيا وبيلاروسيا من المشاركة في الأنشطة الرياضية منذ 2022 نتيجة الحرب على أوكرانيا، بحجة خرق البلدين للميثاق الأولمبي.

 

مع السماح للرياضيين من كلا البلدين في الألعاب الفردية بالمشاركة في أولمبياد باريس بصفة حيادية وتحت العلم الأولمبي فقط، شريطة رفضهم للحرب على أوكرانيا وعدم مشاركتهم بها واستبعاد جميع المشاركين بالألعاب الجماعية.

 

وعلى المقلب الٱخر، رفضت اللجنة الأولمبية استبعاد وفد الكيان الصهيوني من أولمبياد باريس رغم جميع المطالبات بذلك بعد الحرب الصهيونية على غزة، على اعتبار أن الكيان لم يخرق الميثاق الأولمبي.

 

ودعا رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية جبريل الرجوب في نهاية حزيران الماضي إلى منع الكيان من المشاركة في أولمبياد باريس، وذلك على خلفية جرائمه في غزة.

 

وقال “الرجوب” إن “حوالي 300 لاعب وموظف في القطاع الرياضي استشهدوا على يد جيش الاحتلال في غزة منذ بداية الحرب الحالية، عدا عن تدمير كافة المنشآت الرياضية في غزة، كما أن بعض الملاعب استُخدمت كمراكز للتوقيف والتحقيق والإذلال بمظاهر معيبة”.

 

واحتجت اللجنة الأولمبية الدولية أن روسيا خرقت الميثاق الأولمبي، وسيتم السماح للاعبين في الرياضات الفردية الذين لا يشاركون في عمليات الجيش الروسي ضد أوكرانيا بالمشاركة ضمن أولمبياد باريس.

 

ودفعت هذه الحجة الكثيرين للتساؤل حول الرياضيين في بعثة الكيان وصلتهم بجيش الاحتلال، حيث يلزم القانون “الإسرائيلي” كل يهودي يحمل جنسية الكيان على تأدية الخدمة العسكرية للنساء والرجال.

 

كما أن كل من هم في سن التجنيد مسجلون كجنود احتياط، ويتم استدعاؤهم في أوقات التعبئة العامة، كما هو الحال الآن في الحرب على غزة، فكيف صُنف الرياضيين الروس كداعمي لجيش روسيا في حرب أوكرانيا بينما لم يُصنف الرياضيين في بعثة الكيان كداعمين لجيشه رغم تجنيدهم به.

 

ما هو الميثاق الأولمبي؟

 

يتألف الميثاق الأولمبي من عدة ثوابت تهدف لجمع الرياضيين على المستوى العالم على قلب واحد لنشر السلام، ومن ضمن هذه البنود بندين هامين يتعلقان برفض العنصرية وإحلال السلام، وهما بندين لم يخرقهما الكيان بحسب اللجنة الأولمبية على الرغم من جميع جرائمه تجاه الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين منذ تاريخ نشأته المزعومة حتى يومنا هذا.

 

وربما اعتبرت اللجنة الأولمبية الدولية مجازر الكيان في دير ياسين واللد 1948 وخان يونس 1956 وصبرا وشاتيلا 1982 وقانا 1996 وجنين 2002 ومشفى المعمداني 2023، وكل ما قام به الكيان منذ قيامه هو محض مشاركات رياضية سامية تدعم نبذ العنصرية وإحلال السلام، وقامت بمساواة الرياضي الصهيوني مع رياضيي العالم أجمع.

 

يذكر أن كيان الاحتلال يشن منذ 7 تشرين الأول الماضي عدوان غير مسبوق في التاريخ على قطاع غزة أدى لاستشهاد وجرح وتهجير أكثر من مئة ألف فلسطيني مدني.

تلفزيون الخبر