العناوين الرئيسيةمحليات

خبير زراعي يوضح أسباب وحلول ارتفاع معدلات الحرارة والتصحر بمحافظة الحسكة

تشهد محافظة الحسكة ومنطقة الجزيرة بشكل خاص ارتفاعاً غير مسبوق بدرجات الحرارة منذ أكثر من شهر، حيث وصلت الارتفاعات إلى 7 درجات مئوية عن المعدلات المعتادة مثل هذه الفترة من العام، جراء غزو التصحر لمساحات واسعة من المحافظة.

وتتزامن موجات الحر الشديد مع انقطاع تام لمياه الشرب عن مدينة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر وقراها وريف الغربي لمحافظة الحسكة منذ أربع سنوات إبان احتلال منطقة رأس العين من قبل الاحتلال التركي، وانقطاع شبه تام للتيار الكهربائي الذي رفع من حرارة الجو حرارة أخرى وزاد الطين بلة.

ورأى الخبير الزراعي ورئيس دائرة التخطيط والتعاون الدولي في مديرية زراعة الحسكة، المهندس “محمد خلف العطية” في حديثه لتلفزيون الخبر بأن: “محافظة الحسكة تعتبر من أكبر المناطق السورية المهددة بالتصحر، وأهم مؤشرات هذه الحالة هو الارتفاع الكبير في معدلات درجات الحرارة التي تزداد عام تلو الأخر”.

وتابع “العطية” بأن: “مدينة الحسكة مثلاً وهي مركز المحافظة كانت محاطة قبل الحرب التي تعيشها البلاد بسور من الاشجار الحراجية والمثمرة من الجهة الغربية تعرف بموقع الحمى، وكانت تصل مساحته المزروعة بالأشجار لحدود الــ 400 هكتار”.

وأضاف “العطية” لتلفزيون الخبر: “أما من الجهة الجنوبية كان موقع سد الباسل وغابة الأسد التي كانت تبلغ مساحتها المزروعة بالأشجار الحراجية 1050هكتاراً، إضافة إلى مساحة كبيرة من الأشجار الحراجية من الجهة الشرقية للمدينة وكانت تسمى موقع كوكب”.

 

وأشار “العطية” إلى أن: “كل المواقع المذكورة تعرضت لعمليات قطع جائر بسبب تناوب سيطرة المجموعات المسلحة وخروجها عن سيطرة الجيش العربي السوري، إذ لم يبق من هذه المساحات الخضراء أقل من 20 % فقط”.

 

وأكمل “العطية” حديثه أن: “جفاف السدين الغربي والشرقي من المياه التي كانت تصلها من نهر الخابور منذ عام 2013 التي كان يعتمد عليهما في مياه الشرب، وقبلها جفاف الجريان في نهر الخابور منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، وعدم الاهتمام من المجتمع المحلي بعمليات التشجير، جميعها أدت لتفاقم التغيير في المناخ العام المحلي للمنطقة وارتفاع مؤشرات التصحر”.

 

وأوضح “العطية” أن: “المنطقة الجنوبية والشرقية من المحافظة سريعة التأثر بالتصحر، فعلى مدى سنوات ما قبل الحرب كانت وزارة الزراعة تضع خططاً سنوية لوقف زحف التصحر عن طريق إحداث مشروع تطوير البادية، حيث تم التوسع في إعادة الغطاء النباتي وإنشاء المشاتل الرعوية والمشاتل الحراجية”.

 

ولفت المهندس “العطية” إلى أنه: “تم إحداث العديد من الغابات الاصطناعية والاهتمام بالغابات الطبيعية لتصل مساحة الغابات المزروعة بمختلف صنوف الأشجار ما قبل الحرب إلى 32 ألف هكتار موزعة في مختلف مناطق المحافظة بما فيها المنطقة الجنوبية والشرقية”.

 

ويضاف إلى ذلك، بحسب المهندس “العطية” أن “الانتشار الكبير لما يسمى الحراقات البدائية التي تستخدم في تكرير النفط الخام، والاعتماد الكلي في جميع مناطق محافظة الحسكة والجزيرة السورية على ما يسمى مولدات الأمبيرات التي زادت من تلوث البيئة وتدمير مساحات زراعية كبيرة، كان لها دور كبير في زيادة التصحر وارتفاع الحرارة”.

 

وبين الخبير الزراعي لتلفزيون الخبر بأنه: “يجب العمل على إعادة زراعة المساحات والمواقع التي تعرضت للقطع الجائر بالأشجار الحراجية المعروفة والتوسع بتلك المساحات بشكل سنوي، وعدم الاعتماد على الزراعات التي تستهلك المياه الجوفية والسطحية بشكل كبير ومنعها بشكل تام مثل القطن، والحفاظ على المياه الجوفية والاعتماد على طرق الري الحديث من رش ورذاذ”.

 

ونوه المهندس “العطية” إلى: “ضرورة زيادة الوعي لدى المجتمعات المحلية من أجل الوقوف مع الجهات الحكومية من أجل أيجاد الحلول العاجلة لهذه المشكلة الخطيرة، والتي تهدد الحياة للإنسان والكائنات الحية الاخرى”.

 

وطالب المهندس “العطية” المنظمات الدولية وخصوصاً المعنية بالزراعة وحياة الانسان بضرورة العمل والتعاون مع الجهات الحكومية والمحلية للقيام بحملات تشجير كبيرة في المدن والقرى الريفية.

 

الجدير بالذكر أنه خلال فترة ما قبل الحرب كان يوجد في محافظة الحسكة 5 مشاتل حراجية، ومشتلان رعويان ينتجان مختلف أصناف الغراس الرعوية إضافة إلى 7 محميات رعوية والعديد من الغابات الطبيعية والصناعية.

 

عطية العطية – تلفزيون الخبر- الحسكة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى