مبقرة ديرالزور تعود للخدمة بعد توقف استمر 13 عاماً
عادت مبقرة ديرالزور للخدمة بعد توقف استمر 13 عاماً، بسبب تعرّضها للتخريب الممنهج من قبل المجموعات المسلحة خلال سنوات الحرب، علماً أنه تم الانتهاء من إعادة تأهيلها قبل ثلاث سنوات.
وقامت الشركة العامة للبناء والتعمير بالتعاقد مع المؤسسة العامة للمباقر لإعادتها للخدمة، عام 2019، وتم الانتهاء من عمليات التأهيل في نهاية عام 2021، إذ توقفت عن العمل طيلة السنوات الثلاث الماضية بسبب عدم وجود قطيع في ديرالزور لتشغيلها.
وقال مدير مبقرة ديرالزور، “داوود المحيميد”، لتلفزيون الخبر، إنه “تم التوجيه من الإدارة العامة للمباقر لتزويد منشأتي مسكنة وديرالزور بنواة لقطيع جديد، إذ تم تزويد كل منشأة بـ51 رأس أبقار من فئات مختلفة من المباقر العاملة في المحافظات السورية، على أن تتم تكملة حاجة هذه المنشآت في المراحل القادمة”.
وأكمل “المحيمد” حديثه، أنه “بتاريخ 30 أيار الجاري تم رفد مبقرة ديرالزور بـ51 رأس من الأبقار مختلفة الفئات، وذلك بعد انقطاع استمر لمدة 13 عاماً من توقف المبقرة عن العمل”.
وأوضح “المحيميد”، أن “تتضمن الـ51 رأس بقر نوعين من الأبقار وهم (بكاكير الحوامل وبكاكير تحت الثور)، وهذه المجموعة هي أساس العمل والتربية في المنشأة، إضافة إلى تزويد المبقرة بعشر بقرات حلوب الغاية منها تعويد البكاكير بعد الولادة الدخول إلى المحلب لتسهيل عملية الحلبة”.
وأكّد “المحيميد”، أن “الأبقار في هذه المرحلة تعتبر في وضع الاستقرار والتأقلم والتعافي من حمى السفر وحمى المكان، ومن المبكر الحديث عن الإنتاج”.
أما بالنسبة للتسويق، شرح “المحيميد”، أنه “سيتم الإعلان عن كميات الحليب وإبرام عقد مع الجهة التي تحصل عليه لتوريدها”.
ونوّه “المحيميد” إلى أن “مبقرة ديرالزور من المنشآت الإنتاجية المهمة، من حيث إنتاج الحليب واللحوم وتوفير اليد العاملة إضافةً لتأمين السماد العضوي الضروري للأرض، خاصةً في ظل ارتفاع أسعار الأسمدة وتكاليف الإنتاج”.
وبيّن “المحيميد”، أنه “تم استثمار الأراضي المحيطة بالمبقرة وتجهيزها وتسويتها ليتم استثمارها وزراعتها بالمحاصيل الزراعية لتزويد الأبقار بالأعلاف الخضراء، والفائض منها يستخدم لتصنيع السيلاج كمخزون يتم استخدامه وقت الحاجة، إضافة للأعلاف الحبّية من ذُرة صفراء وشعير وغيرها من المحاصيل الحبّية الأخرى”.
وتعتبر مبقرة ديرالزور مشروع حيوي وإنتاجي مهم جداً للمحافظة كونها تقوم بتزويد المحافظة بالمادة الأساسية لصناعة مشتقات الأجبان والألبان، إضافةً لرفد المحافظة بلحوم الأبقار، كونه يوجد قسم لتسمين العجول.
ولفت “المحيميد” إلى أن “تشغيل المبقرة سيوفّر فرص عمل للعديد من أبناء محافظة ديرالزور ريفاً ومدينة كونها منشأة إنتاجية ضخمة وبحاجة ليد عاملة تتواجد فيها بشكلٍ مستمر”.
وقال “المحيميد”، إن “هذه الخطوة تعتبر بادرة جيدة للاستفادة من خبرة الكوادر الموجودة في المنشأة، كونهم يرغبون بإنجاح العمل وتطوير ورعاية القطيع لتحسين وضعهم المعيشي”.
وتابع مدير المبقرة، أنه “بالأخص في ظل النقاط الإيجابية التي قدمتها الحكومة للمنشآت الإنتاجية من الحوافز الإنتاجية، مما يخلق جو من التنافس الإيجابي بين العاملين لإنجاح العمل”.
أما عن سبب تأخّر تزويد مبقرة ديرالزور بالأبقار بعد 3 أعوام من إعادة تأهيلها، أجاب “المحيميد”، أنه”بسبب الصعوبات التي واجهت عمليات الاستيراد بسبب قانون قيصر المفروض على سوريا وارتفاع الأسعار بشكلٍ مستمر ما بين عرض السعر والأسعار الجديدة التي تُطرح في الأسواق”.
وأشار “المحيميد” إلى أن “منشأة أبقار ديرالزور كانت من أقدم المنشآت في سوريا، إذ تم تأسيسها في زمن الوحدة عام 1958، وانطلق العمل فيها عام 1963 بنظام الرعاية المقيدة (المرابط)”.
“وكانت تتبع لها حظيرتين للأبقار الحلوب، إذ كانت سعة الحظيرة الواحدة بحدود 100 رأس، ويلحق بالحظيرة حظائر للولادات والعزل، إضافةً إلى ثلاث حظائر للإناث، وحظيرة مقسمة إلى ثلاث أقسام للذكور وحظيرة تسمين ومحلب فردي لجمع الحليب”، بحسب “المحيمد”.
يُذكر أن مبقرة ديرالزور تعتبر من الأبنية الخرسانية القديمة وتم إحداثها عام 1958، لذلك يعتبر عمرها الاستثماري بالعلم الهندسي منتهي، وخلال عمليات إعادة تأهيلها تم تغيير بعض التفصيلات المعمارية كون نوعية الأبقار أصبحت مختلفة، بالتالي تحتاج إلى تفصيلات تتناسب مع الوضع الراهن.
حلا المشهور – تلفزيون الخبر – ديرالزور