العناوين الرئيسيةفلسطين

ما حجم خسائر الاحتلال منذ 7 تشرين الأول 2023؟

اقتربنا من الشهر التاسع على العدوان الصهيوني على أهالي قطاع غزة العُزل، بما فيه من همجية صهيونية غير مسبوقة بتاريخ الحروب على مستوى العالم، وذلك رداً على عملية المقاومة الفلسطينية “طوفان الأقصى”.

 

 

وكَثُر الحديث عن فائدة عملية “الطوفان” مقارنةً بالخسائر الإنسانية والعمرانية التي مُني بها أهالي غزة، وهل كان من الأفضل القيام بها مقارنةً مع حجم الخسائر البشرية.

 

 

وفي استعراض سريع وجزئي عن خسائر الاحتلال جراء عملية “الطوفان” وما تلاها من صمود أهالي غزة وثباتهم ضد العدوان، وذلك من خلال متابعة تقارير أجهزة الاحتلال نجد أن هذا الجزء اليسير من المعلومات كلّف الاحتلال خسائر غير مسبوقة بتاريخه، وتفوق أي حرب أُخرى خاضها الكيان منذ نشأته المشؤومة.

 

 

على الصعيد الاقتصادي

 

بحسب تقارير صهيونية، منذ بداية عملية طوفان الأقصى حتى نهاية الربع الأول من 2024 نزح ما يقارب نصف مليون صهيوني من جنوب وشمال فلسطين المحتلة بفعل عمليات المقاومة، وهو ما كلف حكومة الاحتلال 2 مليار دولار حتى مطلع العام فقط.

 

 

وأفاد تقرير “بنك إسرائيل”، بحسب إعلام الاحتلال، أن عجز موازنة الكيان العامة حتى ٱذار 2024 بلغ 6.6%، وارتفعت تكاليف ديون الكيان بمقدار 4%، أما تكاليف الحرب حتى ٱذار الماضي وصلت لحوالي 75 مليار دولار، بالإضافة إلى انخفاض القيمة الإجمالية للأسهم المسجلة على المؤشر الرئيسي لبورصة “تل أبيب” بنحو 19 مليار دولار.

 

 

وأدت هذه التداعيات، بحسب تقرير البنك الصهيوني، إلى ضخ البنك نحو 30 مليار دولار لدعم “الشيكل”، كما قفز الإنفاق الحكومي على الحرب وتعويض الشركات والأسر بنسبة 88.1%، مع إمكانية أن تصل الخسائر الاقتصادية إلى ما نسبته 10% من الناتج المحلي الإجمالي للكيان وهو ما يعادل 52 مليار دولار.

 

 

وبين تشرين الأول 2023 وٱذار 2024، عبرت 38 ألف رحلة دولية الدولية من مطار “بن غوريون” مقارنة ب70 ألف في ذات الفترة بين 2022 و2023، وانخفضت حركة تنقل الأفراد من 10 مليون إلى 4.3 مليون لذات الفترة، مع انخفاض عدد السياح من 300 ألف إلى 50 ألف شهرياً.

 

 

وتراجعت الزراعة والصناعة، بحسب إعلام الاحتلال، بسبب نقص العمالة وتراجعت حركة الملاحة الجوية والبحرية فميناء “إيلات” بات شبه معطل، في حين أن 40% من واردات الكيان تمر عبر هذا الممر الحيوي، وإغلاق 60% من المؤسسات التي تعمل بقطاع التشييد والبناء، كما تراجع حجم التجارة عبر قناة السويس بأكثر من 40% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة.

 

 

وفي مطلع شباط الماضي، خفضت وكالة التصنيف الائتماني “موديز” تصنيف الكيان إلى “A2” من “A1” بسبب المخاطر السياسية المتزايدة وضعف التمويل العام الناجم عن الحرب.

 

 

على الصعيد العسكري والسياسي

 

في حدث استثنائي بتاريخ الكيان أعلن بتاريخ 10 حزيران الجاري 4 من كبار رجالات حكومة الحرب والجيش منهم وزير الدفاع “غانتس”، استقالتهم من أعمالهم احتجاجاً على تصرفات رئيس وزراء الكيان “نتنياهو” وتأكيداً على فشلهم في التعامل مع “طوفان الأقصى”.

 

 

وأصيبت سمعة جيش الاحتلال في مقتل لجهة استمرار المقاومة الفلسطينية بدك مستوطنات الاحتلال على امتداد الخارطة الفلسطينية المحتلة بالصواريخ، رغم كل محاولات الكيان بتدمير المقاومة على مدار أكثر من 8 أشهر دون القدرة على تحقيق أي نصر حقيقي أمام الثبات الفلسطيني في غزة.

 

 

واختلف الرأي العام العالمي في نظرته للقضية الفلسطينية، حيث ظهرت حملات مناصرة جدية وغير مسبوقة في ما يسمى بالعالم الغربي تحديداً في الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، حيث عجت الجامعات باعتصامات مطالبة بإيقاف الحرب على غزة وصلت لحدود الصدام مع الشرطة في كلا البلدين.

 

 

واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة ٱيار الماضي بغالبية ساحقة قراراً يوصي مجلس الأمن بإعادة النظر في عضوية فلسطين بشكل إيجابي الأمر الذي يواجه “فيتو” أمريكي، كما اعترفت كل من سلوفينيا وإسبانيا والنرويج وأيرلندا وأرمينيا بدولة فلسطين.

 

 

فيما يتعلق بقتلى الاحتلال، قال زير الدفاع المستقيل “غانتس” بخطاب استقالته أن “ألف عائلة صهيونية خسرت أبنائها” فإن الحد الأدنى للقتلى هو ألف منهم، وبحسب تقارير جيش الاحتلال هناك حتى نيسان 2024 أكثر من 650 بين جندي وقائد والجرحى بالٱلاف جلهم مصابين بإعاقات دائمة.

 

 

وتعرض الكيان خلال انخراطه بالعدوان على غزة لاستهدافات متكررة من جبهات العراق ولبنان واليمن، كما أُصيب بحالة إعماء أمني وعسكرية تامة على الجبهة مع لبنان عدا عن عمليات نوعية للمقاومة اللبنانية لم يجرؤ الكيان على الاعتراف بخسائرها، بحسب إعلامه.

 

 

سلاح المقاطعة

 

بحسب تقرير ل”فوربس الشرق الأوسط” فإن أرباح شركات مثل “بيبسيكو” و”كوكاكولا” و”بروكتر آند جامبل” و”ستاربكس” و”ماكدونالدز” بلغت مجتمعة 9.9 مليار دولار خلال الربع الأخير من 2023، مقارنة بـ14.3 مليار دولار خلال الربع السابق له، ما يعني خسارتها ل4.4 مليار دولار.

 

 

وأعلنت شركة “بيبسيكو” الأمريكية الداعمة للكيان التي يعتبر مشروب “بيبسي” أحد منتجاتها عن خسائرها خلال الربع الأخير من 2023، حيث تراجعت أرباحها بنسبة 57.7%، وذلك بشكل رئيسي نتيجة حملات المقاطعة في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا وإفريقيا.

 

أما شركة “كوكاكولا”، حققت تراجع بنسبة 35.6% خلال الربع الأخير من 2023، وتراجعت مبيعاتها في الشرق الأوسط وجنوب آسيا وإفريقيا بنحو 18.2% خلال الربع الأخير من 2023.

 

 

وشركة “بروكتر آند جامبل” حققت نسبة تراجع 23.3% خلال الربع الأخير من 2023، وشركة “ستاربكس” أعلنت عن تراجع صافي أرباحها بنسبة 16% خلال الربع الأخير من 2023 مقارنة بالربع السابق له.

 

 

وشركة “ماكدونالدز” التي بلغت نسبة خسائرها 12% خلال الربع الأخير من 2023، وبلغت إيراداتها 6.4 مليار دولار بمعدل تراجع 4.3% خلال الفترة ذاتها، وفي شباط 2024 أعلنت الشركة عن فشلها في تحقيق أهدافها الربحية للمرة الأولى منذ 4 سنوات.

 

 

وأصبحت “ماكدونالدز” من أكثر الشركات المستهدفة من حملات المقاطعة بالعالم العربي بعد إعلان الشركة الأم عن تقديم وجبات مجانية لجنود الاحتلال، وتبرعت بـ4 آلاف وجبة يومياً لجيش الاحتلال وقوات الأمن والمستوطنات، بالإضافة إلى تقديم خصم نسبة 50% للشرطة الصهيونية.

 

 

وعانت مجموعة “أمريكانا” التي تدير امتيازات الشرق الأوسط لسلاسل الوجبات السريعة مثل “هارديز” و”كنتاكي” و”بيتزا هت” من انخفاض أرباحها الفصلية بنسبة 50% تقريباً في المنطقة، كما أعلنت الشركة الأم عن انخفاض صافي الربح الفصلي العام بنسبة 15%.

 

 

يذكر أن الكيان يهدد بإشعال حرب إقليمية عبر شنه عدواناً على لبنان وحلفاء فلسطين نتيجة استمرارهم في عمليات الإسناد لدعم غزة من جهة، ولفشله في إيجاد أي نصر عسكري ضمن القطاع، ما دفع “نتنياهو” لمحاولة تصدير المعركة للإقليم لضمان استمراره في رئاسة الحكومة.

 

جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى