العناوين الرئيسيةصحة

ما هو مرض “التصلب اللويحي المتعدد” وكيف يشعر المصابون به؟

يصادف تاريخ 30 أيار، اليوم العالمي للتصلب اللويحي المتعدد، والذي يهدف إلى التوعية بالمرض الذي يُعرف بأنه أكثر الاضطرابات العصبية الأولية شيوعاً لدى الشباب، وفق “منظمة الصحة العالمية”.

وعرّف الاختصاصي في الأمراض الداخلية العصبية الدكتور “منذر سلمان حسين” في حديثه لتلفزيون الخبر مرض التصلب المتعدد بأنه: “مرض عصبي يتميز بوجود بؤر التهابية متعددة في المادة البيضاء الدماغية بشكل أساسي تسبب زوال في مادة النخاعين المغلفة للمحاور العصبية في الدماغ والنخاع الشوكي”.

وبيّن “حسين” أنّ: “المرض مناعي ذاتي غير معروف السبب ولكن هناك عدة عوامل مؤثرة، فيروسات، نقص الفيتامين D، والتدخين، العامل الوراثي”، مضيفاً أن: “تظاهراته الشائعة بصرية، حسية، حركية واضطراب توازن وشناج وأعراض بولية واضطرابات استعرافية، وعادةً الآفات متعددة، إذ يتظاهر المرض على شكل هجمات بداية تتحسن بشكل تام أو شبه تام ومع تكرر الهجمات يترقى العجز العصبي تدريجياً”.

وأوضح “حسين” أنّ: “التشخيص يتطلب معيارين أساسيين هما التبعثر المكاني والتبعثر الزماني للآفات، أي وجود بؤر زوال نخاعين في مكانين مختلفين على الأقل وكذلك تكرر الهجمات مرتين على الأقل”.

 

وشرح “حسين” علاج التصلب اللويحي قائلاً إنه: “يقسم إلى ثلاث عناصر هي العلاج ب(الكورتيكوستيروئيدات) للهجمات الحادة، العلاجات المعدلة لسير المرض اي المناعية للوقاية من تكرر الهجمات، وأخيراً العلاجات العرضية الداعمة لتخفيف المضاعفات”.

 

وعدد الأخصائي مضاعفات التصلب اللويحي، ومنها الشناج و هو عبارة عن تشنج مستمر في العضلات قد يكون شديداً ويعيق الحركات الطبيعية، اضطراب المشي وهو ناجم عن إصابة عدة أجهزة ضمن الجهاز العصبي (الجهاز الحركي الارادي والمسمى بالهرمي، الجهاز الحسي، جهاز التوازن”.

 

وتابع “حسين”: “لذلك يعتبر اضطراب المشي من أهم العقابيل و يدخل ضمن تقييم درجة تطور المرض والذي قد يصل لعدم القدرة على المشي في المراحل المتأخرة، ومن مضاعفاته أيضاً الاضطرابات البولية وبشكل أساسي المثانة العصبية من إلحاح بولي وأحياناً سلس أو احتباس بولي، والتعب و هو عرض مهم، بالإضافة إلى الرجفان و الخدر والألم الانتيابي العصبي بدرجات أقل، وأخيراً الاكتئاب”.

 

وأشار “حسين” إلى: “دور الفيتامين D في الوقاية من التصلب اللويحي، وذلك في إبطاء ترقي المرض وتأتي أهميته من العوامل التي يمكن التحكم بها سواء بالتعرّض للشمس أو بتناول المكملات الغذائية منه و لدوره أيضاً في الاكتئاب وكذلك للوقاية من الترقق العظمي بسبب العلاج ب(الكورتيكوستيروئيدات) وقلة الحركة، مضيفاً أن: “التوصيات الحديثة تدعو لتناول من 600 إلى 4000 وحدة دولية يومياً للوصول إلى مستوى مصلي من 20 إلى 50 نانو غرام/ مل”.

 

ولفت “حسين” إلى أنّ: “المرض يسبب بؤر مبعثرة في الجملة العصبية، وتختلف الأعراض من مريض لآخر حسب موقع الإصابة، وبسبب التبعثر الزماني، وهو تكرر الهجمات كذلك قد تكون متباعدة او متقاربة، مضيفاً: “هذه نقطة مهمة من خلال الممارسة السريرية حيث نلاحظ الكثير من المرضى يتعرضون لهجمات متباعدة لسنوات وهذا ما يحسن الإنذار”.

 

وتحدث “حسين” حول آخر التطورات في علاج التصلب اللويحي، وقال: “تطوّر علاج التصلب المتعدد بشكل مهم و متسارع في العقد الأخير، ولفترة طويلة اقتصرت المعالجات المعدّلة لسير المرض على (الانترفيرون بيتا) على شكل حقن تحت الجلد أو عضلية بشكل متكرر”.

 

وذكر “حسين” أنّ “التطور الجيد هو اعتماد أدوية فموية خففت معاناة أساسية للمرضى وبفعالية جيدة تساوي أو تزيد الانترفيرون مع آثار جانبية مقبولة مثل (Teriflunomide)، و(Dimethyl fumarate)”، مبيناً أنه: “يوجد دواء يستخدم لتعديل المرض فموياً لمدة سنتين فقط هو (Cladiribine)، وكذلك توجد أدوية حديثة وفعالة وريدية بتواتر إعطاء مرتين سنوياً مثل (Ocrelizumab)”.

 

ونوه “حسين” في حديثه لتلفزيون الخبر إلى أنّ: “مرض التصلب المتعدد مرض كغيره من الأمراض ويحظى باهتمام علمي عالمي مع تطور متسارع بالعلاجات المتاحة، والفكرة الحالية على خلاف ما جرى بالماضي (التريث وتأخير العلاج بسبب صعوبة المواظبة)، على العكس تماماً، فكلما بدأ العلاج مبكراً، تأخر تطور وترقي المرض وحصلنا عل جودة ونوعية حياة أفضل”.

 

وختم “حسين” حديثه أنه “يجب الإقلاع عن التدخين الذي يفاقم ويزيد من تواتر الهجمات، الحصول عل مستوى جيد من الفيتامين (D)، المواظبة على الرياضة والنشاط مما يقلل من حدوث الاكتئاب”.

 

بدورها، قالت الصيدلانية أليسار بركات (27 عام) لتلفزيون الخبر إنها: “اتخذت من موضوغ التصلب اللويحي موضوعاً لمشروع تخرجها من كلية الصيدلة خلال عام 2021، وعنونّت مشروعها ب “التصلب المتعدد وأهمية الدعم النفسي في العلاج”، والتي تناولت فيه تعريف المرض، أعراضه، مضاعفاته، آثاره المباشرة والبعيدة، وأهمية الدعم النفسي والرياضة في علاجه”.

وبينت “بركات” أن سبب اختيارها دراسة مرض التصلب اللويحي بسبب انتشار المرض في الفترة الأخيرة، ونقص الوعي بالتعامل معه من قبل المجتمع، بالإضافة إلى التأكيد على أثر الدعم النفسي للمرضى وأهمية دوره”.

 

وتحدّثت لمى شعبان (41 عاماً،خريجة كلية التجارة والاقتصاد) لتلفزيون الخبر عن تجربتها في الإصابة بمرض التصلب اللويحي، قائلة: “خلال شهر آذار من عام 2007، بدأت أشعر بعدم وضوح الرؤية في عيوني، وتم تشخصيه حينها بأنه التهاب العصب البصري، ثم أخبرني طبيب العيون أن مشكلتي تتعلق في الأعصاب وأرسلني إلى اخصائية والتي قالت لي إنه التهاب في العصب”.

 

وتابعت “شعبان” المنحدرة من بلدة دوير الشيخ سعد في طرطوس: “عندما كنت في السنة الثالثة من دراستي الجامعية، كنت أعاني من النمط التاني للتصلّب، كل 4 أو 5 شهور تأتي هجمة، وعندما امسك كاسة تقع من يدي بشكل لا إرادي، وكنت أتلقى إبراً في المصل، ودواء (حبوب)، قمت بقطعها بشكل تدريجي، وشعرت خلال أول هجمة بارتياح واستمريت في دراستي الجامعية”.

 

وقالت “شعبان” لتلفزيون الخبر: “عندما تبدأ هجمة المرض تصبح الرؤية مشوشة عند مشاهدتي للتلفزيون، وأرى الأشياء مزدوجة واذا كان أمامي شخصين أراهم ثلاثة أشخاص، بالإضافة إلى شعوري بالتنميل والتشنج”.

 

وأكملت “شعبان”: “ذهبت إلى دمشق وبحوزتي صورة رنين للدماغ، كان فيها بؤر وزيادة بالكريات البيض وتم إجراء التحاليل وتأكيد إصابتي بمرض التصلب اللويحي، ثم أخذت 1800 أبرة، وكنت أجري تحليلاً كل شهر، ورنين بعد سنة، وكانت نتيجته مُريحة إذ تبين اختفاء بعض البؤر”.

 

وأضافت “شعبان”: “ثم أخبرني الطبيب عدم توافر الأبر، وأنني سأتناول الحبوب وحينها واجهتني صعوبة في أخذها، مضيفة أنه “خلال عام 2009 توقفت الهجمات، ثم جاءت هجمة قويّة خلال 2019، لكن وضعي حالياً مستقر ومستمرة في تلقي المعالجة الفيزيائية”.

 

وختمت “شعبان” التي حصدت المركز الأول خلال دراستها في معهد التجارة وعلى أثر تفوقها نالت فرصة الدراسة في كلية التجارة والاقتصاد في جامعة تشرين،بأن: “مرض التصلّب من أحب الأمراض لقلبي وتعاملت معه بمحبّة، وتعلّمت من مرضي أن تناول ماهو مُفيد، مضيفة أن: “الحياة فيها الحلو وفيها المر، وعائلتي هي من دعمتني ووقفت إلى جانبي”.

 

يذكر أنّه ازداد عدد الحالات المكتشفة بمرض التصلب اللويحي في الآونة الأخيرة في سوريا، بسبب زيادة الوعي بالمرض وتعدّد طرق التشخيص، بحسب تصريح رئيس الرابطة السورية للعلوم العصبية الدكتور “أنس جوهر” لصحيفة “الوطن” المحلية في وقت سابق.

 

فاطمه حسون_ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى