مختص يوضح تأثير موجات الحر على أجسادنا والأعراض التي تصل حد فقدان الوعي
يعاني الكثيرون من أعراض مختلفة نتيجة التعرّض لأشعة الشمس بشكل مباشر أو غير مباشر، تصل في بعض الأحيان إلى فقدان الوعي، سيّما مع ارتفاع درجات الحرارة والخروج في أوقات الذروة، فما أسباب ذلك طبياً وماذا تفعل موجات الحر في أجسادنا؟.
حول ذلك، أوضح الإخصائي في أمراض وجراحة القلب الدكتور قصي محفوض لتلفزيون الخبر أنّه “مع ارتفاع درجة حرارة الجسم، تتوسع الأوعية الدموية، وهو ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم ويجعل القلب يعمل بجهد أكبر لدفع الدم في جميع أنحاء الجسم”.
وأضاف “محفوض” أنه “يمكن أن يسبب ذلك أعراضاً خفيفة مثل الطفح الجلدي الناتج عن الحرارة، أو تورم القدمين نتيجة حدوث تسرب في الأوعية الدموية، وفي الوقت نفسه يؤدي التعرق إلى فقدان السوائل والأملاح، والأهم من ذلك أن هذا يؤدي إلى تغير في التوازن بينهما”.
وتابع الإخصائي في أمراض القلب أنه “يمكن أن يؤدي ذلك إلى انخفاض ضغط الدم، والإنهاك الحراري والذي تشمل أعراضه الدوخة والغثيان، الإغماء، الارتباك والتشنجات العضلية والصداع، التعرق الشديد والإرهاق”.
وبيّن “محفوض” أنه “وإذا انخفض ضغط الدم بشكل كبير، فإن خطر الإصابة بالنوبات القلبية يرتفع”.
لماذا تتفاعل أجسامنا بهذه الطريقة أثناء موجات الحر؟
ذكر الدكتور “محفوض” أن “الجسد يسعى جاهداً للحفاظ على درجة الحرارة عند حوالي 37.5 درجة مئوية، سواء كنا في عاصفة ثلجية أو موجة حر، فهذه هي درجة الحرارة التي تطورت أجسامنا للعمل بها”.
وقال “محفوض”: “لكن مع ارتفاع درجة حرارة الطقس، يتعين على الجسم أن يعمل بجهد أكبر للحفاظ على درجة حرارته الأساسية منخفضة، فيفتح المزيد من الأوعية الدموية بالقرب من الجلد للتخلص من الحرارة ويبدأ التعرق، وعندما يتبخر العرق، فإنه يزيد بشكل كبير من الحرارة المفقودة من الجلد”.
ماذا أفعل إذا رأيت شخصاً يعاني من الإنهاك الحراري؟
قال “محفوض”: “من الممكن تقليل درجة حرارة جسده في غضون نصف ساعة، فإن الإنهاك الحراري لا يكون خطيراً في العادة، كما يجب نقله إلى مكان بارد، وجعله يستلقي مع رفع قدميه قليلاً، وشرب الكثير من الماء، ووضع كمادات باردة حول الإبطين أو الرقبة”.
ولفت “محفوض” إلى أنّه “في حال لم يتعاف الشخص في غضون 30 دقيقة، فهذا يعني أنه قد تعرض لضربة شمس، وهي حالة طبية طارئة ويجب حينها الاتصال بالطوارئ”.
من هي الفئة الأكثر عرضة للخطر؟
أشار “محفوض” إلى أنه “يمكن أن يؤدي التقدم في السن أو المعاناة من بعض الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب، إلى جعل الأشخاص أقل قدرة على التعامل مع الإجهاد الذي يلحق بالجسم نتيجة ارتفاع درجة الحرارة”.
وأكمل إخصائي أمراض القلب أنه “يمكن لمرض السكري أن يجعل الجسم يفقد الماء بشكل أسرع، ويمكن أن تؤدي بعض مضاعفات المرض إلى تغيير الأوعية الدموية والقدرة على التعرق”.
وقال محفوض” أن “الأطفال والأشخاص الأقل قدرة على الحركة قد يكونوا أكثر عرضة للخطر، ويمكن لأمراض الدماغ، مثل الخرف، أن تجعل الناس غير مدركين للحرارة أو غير قادرين على فعل أي شيء حيالها”.
ما العلاقة بين التدخين وارتفاع درجات الحرارة ؟
أوضح “محفوض” أن “التدخين في الحر يمكن أن يؤدي إلى تضيق الأوعية الدموية وارتفاع مستوى ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية”.
وأضاف “محفوض” أنّ “التدخين يزيد من لزوجة الدم ويرفع مستوى الصفائح الدموية، ما قد يؤدي إلى تجلط الدم خاصة عند توفر ظروف ملائمة مثل الحر”.
هل ارتفاع درجة الحرارة يقتل؟
بيّن “محفوض” أنّ “معظم الوفيات الناجمة عن النوبات القلبية والسكتات الدماغية ناتجة عن إجهاد الجسم أثناء محاولته الحفاظ على استقرار درجة حرارته”.
لكن تشير الدلائل إلى أن الوفيات تنجم غالباً عن ارتفاع درجات الحرارة في الربيع أو أوائل الصيف، وليس في “ذروة الصيف”، بحسب “محفوض، وقد يكون السبب في ذلك هو أننا نبدأ في تغيير سلوكنا اليومي مع تقدم الصيف، بتعودنا أكثر على التعامل مع الحرارة المرتفعة”.
كيف يمكنني البقاء بأمان في درجات الحرارة المرتفعة؟
نصح “محفوض” “بالبحث عن الأشخاص الذين قد يعانون من أجل الحفاظ على برودة أجسادهم، مثل كبار السن، والذين يعانون من ظروف كامنة، والذين يعيشون بمفردهم”.
وأردف “محفوض”: “والحفاظ على البرودة بالداخل عن طريق إغلاق الستائر في الغرف التي تواجه أشعة الشمس، وشرب الكثير من السوائل، وعدم ترك أي شخص وخاصة الأطفال الصغار والحيوانات، في سيارة مغلقة”.
يذكر أنّ درجات الحرارة ارتفعت الأسبوع الفائت إلى أعلى من معدلاتها حتى 8 درجات مئوية، بحسب تقرير المديرية العامة للأرصاد الجوية.
فاطمه حسون_ تلفزيون الخبر