يا عروسَ المجد تيهي.. شبابٌ “رفعوا العشرة” مع تجاوز غرام الذهب مليون ليرة سورية

يضمّ دانيال الساحلي (25 عاماً) شفتيه حسرة وحيرة وعجزاً، رافعاً عينيه إلى سماء مدينة حمص عند سؤاله عن قدرته على الزواج مع تجاوز سعر غرام الذهب مليون ليرة سورية صباح الخميس 16 أيار 2024.

ولا يجدُ الشاب، ابن حي المهاجرين بمدينة حمص جواباً للرد، فالصمت أبلغ من الكلام حسب قوله، وبشكل خاص أن راتبه طوال الشهر لا يكفي لشراء ربعُ محبسٍ ذهبيٍ قد يفكر باقتنائه يوماً ما.

وقال دانيال لتلفزيون الخبر إن: “وصول سعر غرام الذهب إلى مليون ليرة كان متوقعاً منذ أشهر، لكن تقبل الحقيقة يكون أصعب عند وقوع الفاس بالراس، وفعلاً رأيت بأم عيني تلك الأسعار تكتب على لوحات بائعي الذهب في حمص”.

وأضاف دانيال الذي يعمل في أحد الفنادق بريف حمص: “أتمنى لو كانت صعوبات الزواج تقف عند شراء المحبس فقط، فإن استطعت شراءه بما يقارب 3 ملايين ليرة، كيف يمكن لي تجهيز شقة من غرفتين فقط، وتأمين مستلزماتها الكهربائية والفرش والأهم من ذلك قوت الحياة اليومية”.

“راحت علينا وعليهن”، يكمل دانيال، فصعوبة الزواج أوضح من أن تشرح أسبابه، والمؤسف أن إكمال نصف ديننا كما يقال أصبح من سابع المستحيلات، ناهيك عن نتائج هذا الأمر على الفتيات المقبلات على الزواج وعدم مقدرة الشبان على التقدم لهن”.

ببيت أهلي على مهلي

كان لارتفاع سعر غرام الذهب تأثير خاص على قرار إيهاب ابراهيم (محامي، 30 عاماً) بما يتعلق بالزواج، فالأمر كان موضع تردد لفترة طويلة دون حسمه، لكن زيادة تعقيدات الحياة اليومية دفعته ليكون أكثر استقراراً من الناحية النفسية حيال استمرار عزوبيته، كما قال لتلفزيون الخبر.

وأضاف إيهاب: “ببيت أهلي على مهلي، وعلى الرغم من امتلاكي منزلاً خاصاً بي، لكنني لم أبدأ بتجيز فرشه بعد، وهو ما يتطلب أكثر من عشرة ملايين ليرة دون شراء محبس وتأمين تكاليف حفل الزفاف، ولذلك سأبقى أستمتع بالعزوبية لأطول فترة ممكنة إلى حين تحسن أحوالي أو تحسن الوضع الاقتصادي”.

الحلم المستحيل

يعبر كامل حيدر (محامي، 32 عاماً) عن صدمته من ارتفاع سعر غرام الذهب واصفاً الزواج بأنه أصبح الحلم المستحيل في الواقع المحيل، بعد أن كان من بديهات استمرارية الحياة، لكننا نجدهُ اليوم أصبح من أعبائها أو بالأحرى من مستحيلاتها نظراً لظروف شتى مررنا بها ساهمت بشكل أو بآخر على إطلاق مسمى الحلم عليه لدى الكثير من الشباب”.

وأضاف المحامي لتلفزيون الخبر: “زادت الأعباء ومتطلبات الحياة التي لا يستطيع كل الناس تحملها، لذا نجد مؤسسة الزواج أصبحت عائقاً كبيراً أمام طموح أي رجل أو أنثى يكون حلمها تكوين الأسرة، لذلك نجد دعاوى الطلاق تكثر وتنتشر بسبب عدم القدرة على تحمل أعباء الحياة الصعبة”.

وأكمل كامل: “لاشك أن الحرب التي مررنا بها أثرت كثيراً على هذا القاعدة المؤسسة للحياة لذا نأمل مع الأيام أن يكون هنالك حلول قادرة على النهوض بهذا الجانب وتحويله من الحلم إلى واقع يمكن تحقيقه وعيشه”.

التعليقات على “فيسبوك” تختصر الحالة

يكفي الاطلاع على تعليقات الشبان السوريين في منشورات صفحات “فيسبوك” لكي يدرك المرء موقفهم من الزواج بعد تجاوز سعر غرام الذهب مليون ليرة، والتي يمكن حصرها في عدة عبارات شاركتهم إياها الفتيات أيضا ً.

وجاءت بعض التعليقات “الله يزيد ويبارك”، “بمليون بعت؟”، “عندي نص محبس لروح بيعو”، “عادي من طرف الجيبة”، “ما وقفت عالدهب”، “كلنا أخوات”، وغيرها من الردود الساخرة.

تجاوزت المليون لأول مرة في تاريخها

سجلت أسعار الذهب في سوريا يوم الخميس 16 أيار 2024، رقما قياسياً غير مسبوقاً حيث تجاوز المليون ليرة، بالتزامن مع ارتفاع الاونصة عالمياً إلى 2390 دولار على الرغم من ثبات سعر الصرف محليأ، فارتفع سعر غرام الذهب عيار 21 إلى مليون و 5000 ليرة سورية وسعر شراء مليون و 4000 ليرة، بينما ارتفع الغرام عيار 18 سعر مبيع إلى 861429 ليرة وسعر شراء 860429 ليرة.

كما ارتفع سعر مبيع الأونصة الذهبية السورية عيار 995 إلى 36 مليون و 300 ألف ليرة، وسعر مبيع الليرة الذهبية عيار 21 بـ 8 ملايين و 400 ألف ليرة.

وشددت جمعية الصاغة على أهمية الالتزام بالتسعيرة الرسمية، وحثت أصحاب المحال على عدم شراء قطع ذهبية بدون فاتورة معتمدة ومختومة، مع ضرورة تسجيل تفاصيل البائع في دفتر المشتريات، وذلك لتفادي المشاكل المحتملة.

عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر