العناوين الرئيسيةثقافة وفن

“بائع الحكمة”.. مبادرة إنسانية وثقافية مجانية فريدة من نوعها في طرطوس

بدأ الشاب محمد جبر زاهر (28 عاماً) مشروعاً إنسانياً وثقافياً فريداً من نوعه، ومبادرة جديدة غير مسبوقة بهدف التشجيع على القراءة والثقافة والعطاء أطلق عليها اسم “بائع الحكمة”.

وشارك الشاب، ابن منطقة بانياس بريف طرطوس بالكثير من المعارك في محافظات حماة وحمص وحلب ودير الزور خلال الحرب التي شهدتها سوريا، ونال فيها لقب الجندي المثقف الشجاع، كما قال لتلفزيون الخبر.

وتحدث محمد لتلفزيون الخبر عن حكاية مشروعه الذي أبصر النور من خطوط الجبهة، قائلاً: “كنت أشجع الجنود على القراءة دائماً نظراً لأهميتها، وبعد انتهاء خدمتي العسكرية ترجمت تلك الأفكار النظرية إلى مشروع عملي بمبادرة بائع الحكمة في مدينة طرطوس”.

ويعتمد المشروع، بحسب محمد، على “ستاند” يحتوي مجموعة من الكتب ووضع في الشارع ليقدم مشروبات مجانية مقابل قراءة 15 صفحة من أي كتاب موجود، بالإضافة إلى علّاقة ثياب يضع عليها الناس ألبسة وأحذية لم يعودوا بحاجتها كي يستفيد منها الفقراء دون أي إحراج”.

وأضاف “زاهر” لتلفزيون الخبر: “لاقى مشروعي صدى إعلامياً عربياً وغربياً ومحلياً كبير، وكتب عنه في عدة مجلات وصحف غربية وعربية كونه المشروع الاول من نوعه بالشرق الاوسط خلال الزمن الحديث كانطلاقة فردية من شاب فقير يساعد الفقراء”.

وتابع “زاهر”: “لا أخجل من كوني فقيراً وأسكن بالإيجار إذ أنني انطلقت من واقعي هذا لمساعدة الفقراء، رغم محاولة البعض إحباطي بأن مشروعي سيفشل بعد الشهر الأول، بالإضافة إلى عراقيل البلدية ووضع العصي في عجلة المشروع لكنني تجاوزتها كلها”.

 

وأكمل صاحب المشروع لتلفزيون الخبر: “رخّصت البسطة وحولتها إلى كشك ليتحول بدوره إلى ما يشبه تجمعاً ثقافياً في حي المشبكة بمدينة طرطوس، وشكلت فريقاً تطوعياً من 100 شخص واحتفلت بمرور سنة على انطلاقتي بالمشروع الذي سجل 6500 مستفيد وزاره 23 ألف شخص، ودعمت من خلاله طلاب الجامعة وشرائح السكان عبر تبادل الكتب أيضاً”.

 

وبين “زاهر” أن: “تكلفة المشروع تجاوزت 11350000 ليرة، علماً أن المشروع انطلاقة فردية وتمويل شخصي مع دعم المجتمع المحلي للنهوض بواقع البلاد والشعب والارتقاء بشعوبنا لعرش الشمس، وكان للأستاذين مجد ضاهر ومحمد أسطى دور كبير في دعم المشروع”.

 

وأكمل محمد لتلفزيون الخبر: “لعبنا دورنا بعد كارثة الزلزال بعد الحصول على الموافقات بخمس حمولات التسليم باليد عن طريق الأمانة وجمعية “موزاييك” وحملتي دعم نفسي للأطفال بمنطقة سطامو والصالة الرياضية في اللاذقية، وكل ذلك كان يتم عبر البث المباشر”.

 

واستغرب محمد قيام البعض بمحاربته سابقاً وقال: “تم استدعائي منذ فترة من قبل المعنيين ولجنة المتابعة المختصة بمتابعة المبادرة، وظننت أن ذلك بهدف التكريم لكن الحقيقة أنهم طلبوا إيقاف النشاطات للحصول على ترخيص أو يتم مصادرة الكشك والمعدات الموجودة”.

 

وتابع محمد: “وأوقفت النشاطات لعدة أشهر حتى رخصت مؤسسة باسم ديوان الحكمة للثقافة والخدمات الاجتماعية بهدف دعم الشباب من عمر 18 وحتى 30 عاماً”.

 

ولفت “زاهر” إلى أن: “المبادرة تشمل الجامعيين وأصحاب المواهب والقدرات والمفكرين والمخترعين، إضافة إلى دخولنا للسجون وإعادة تأهيل السجناء وإعدادهم لكسب وخبرات تمكنهم الدخول إلى سوق العمل عند خروجهم وتحويلهم لأشخاص فاعلين في المجتمع، ومن المقرر انطلاق المؤسسة الشهر القادم”.

 

وأوضح “زاهر” لتلفزيون الخبر أن: “الهدف من المشروع النهوض والتطوير المستدام بواقع البلاد وتطوير الأدوات وإدخال العامل التكنلوجي والرقمي واستثمار طاقات الشباب وحشدها في خدمة الوطن، فبلادنا ليست بحاجة للمال ولا للخبرات إنما توظيفهم بالشكل الأمثل واستثمارهم بالشكل الصحيح”.

 

وأضاف محمد : “أهدف لنشر المؤسسة في كل البلاد واستثمار الشباب بالشكل الصحيح والاستفادة من خبرة الجميع على اختلاف أفكارهم وانتمائهم وعاداتهم، والانفتاح لهذا العالم الذي باتت فيه التكنلوجيا معيار تقدم الدول أو تخلفها، وأن نسعى بجهود فردية وانطلاقات فردية وتكثيفها وتطويرها وجمعها وتوظيفها في جعل بلادنا من الدول المصدرة والمتطورة”.

 

وأشار محمد إلى أنه وضع خطة خمسية بدأت بالتشجيع على القراءة وتجهيز بيئة صالحة للنمو الفكري وتنتهي بفريق شبابي قادر على الابتكار والتطوير والمنافسة إذا تم تأمين دعم مناسب ورعاية كريمة من المعنيين.

 

وختم محمد لتلفزيون الخبر: “رسالتي لكل شباب سوريا والوطن العربي

أن نقرأ ونفهم ونتعلم باستمرار وألا نستسلم مهما تعرضنا للعرقلة بل أن ندافع عن أهدافنا أحلامنا فالأشياء العظيمة تحتاج إلى وقت طويل لتحقيقها، وكلما كبر الحلم كان الثمن الواجب دفعه أكبر، وأن نحلق خارج السرب ونفكر خارج الصندوق، وألا نكون نسخاً مكررة لا تقدم أي شيء مفيد لهذا العالم”.

 

عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى