العناوين الرئيسيةمجتمع

“بس تصير ورقة التين قد إجر البطة نام ولا تتغطى”.. ورقة التين فاقت حجم قدم الفيل ولا يزال البرد حاضراً في البلاد

تناولت الأمثال الشعبية في سوريا كل ما يخص تفاصيل حياة السكان عبر التاريخ، ولم تترك أي أمر يمر دون أن تعبر عنه بلهجة الأهالي المحليين.

 

وشكلت تلك الأمثال حالة خاصة في حياة السوريين، وتداولتها الأجيال كنوع من الإرث الثقافي، ليكون المثل الشعبي في حد ذاته مضرب مثل يقول “أهل أول ما تركوا شي ما قالوه” في دلالة على كثرة استخدامه للتوصيف والتشبيه.

 

وكان للفصول والطقس نصيب كبير من تلك الأمثال التي اتخذها البعض كنوع من الحكم والنصائح المقدمة من كبار السن، ممن عاشوا واكتسبوا من الحياة خبرات في شتى مجالات الحياة.

 

ومن بين تلك الأمثال الشعبية الرائجة المرتبطة بالفصول “بس تصير ورقة التين قد رجل البطة نام برا ولا تتغطى”، في إشارة إلى انحسار موجات البرد بشكل نهائي وإمكانية النوم دون أي غطاء مع ارتفاع درجات الحرارة.

 

وما حصل هذا العام كان مخالفاً لنصائح الأجداد وتوقعاتهم الصحيحة إلى درجة كبيرة فيما مضى، إذ أن أيار انتصف ولا يزال السوريون يلتحفون بغطاء واثنين في بعض الأيام الباردة.

 

وقال جورج (طالب في جامعة البعث) لتلفزيون الخبر إن: “هذا المثل لا ينطبق على ما يحصل حالياً بشكل واضح، اذ أصبح حجم ورقة التين يساوي قدم الفيل ولا نزال نشعر بالبرد ونختبئ من الأمطار وبردها حتى اليوم”.

 

“ما زبطت مع ستي”، يضيف الشاب الذي يقطن في ريف حمص الغربي: “فلتسامحني جدتي، فالوقت ما يزال مبكراً كي تصدق نصائحها وتنبؤاتها لأن البرد حاضر وبقوة والسماء ملبدة بغيوم الأمطار”.

 

أما سلام (65 عاماً)، فعددت بعض الأمثال المرتبطة بالطقس، ومنها “شباط اللبّاط.. ما على كلامو رباط”، ويدل على تقلبات الطقس في شهر شباط، بين الأجواء الربيعية والشتوية الباردة، حتى أنه يطلق على الأشخاص المترددين وأصحاب المواقف والآراء المتبدلة، كما قالت لتلفزيون الخبر.

 

وتابعت سلام: “كثيرة هي تلك الأمثال ومنها خبي حطباتك الكبار لعمك آذار، مطر نيسان يحيي قلب الإنسان، في تموز بتغلي المي بالكوز.. وآب اللهاب، أيلول دنبه مبلول وغيرها”.

 

من جهتها، أشارت فاتنة (صيدلانية في حي المهاجرين بمدينة حمص) لتلفزيون الخبر إلى أن: “عدداً كبيراً من السكان يتوجه يومياً لشراء الدواء الخاص بالرشح والكريب جراء تبدل الطقس اليومي واختلاف درجات الحرارة بين فتراته”.

 

وبينت الصيدلانية أن: “معظم السكان يطلبون أدوية كريب ستوب وسيتامول، وأدوية الالتهاب الخاصة بالصدر البلعوم مع انتشار العدوى بشكل كبير بين أفراد الأسرة الواحدة والأطفال بشكل خاص نتيجة المناعة الضعيفة لديهم”.

 

يذكر أن السوريين قسموا الطقس قديماً إلى فترات مرتبطة بالزمن وأطلقوا عليه تسميات مثل “أربعينية الشتاء” و”خمسينيته” وضمنها “السعودات”، وجميع هذه التسميات والتقويمات مستمدة من تسميات الفلاحين وعلاقتهم مع الأرض وفهمهم لها قبل وجود علوم المناخ والأرصاد الجوية، وبنسبة كبيرة تصدق قصصهم وأمثالهم الشعبية أكثر من توقعات الفلكيين.

 

الجدير بالذكر أن توقعات الأرصاد الجوية وعدد من الباحثين في هذا المجال أكدوا أن احتمالية استمرار هطول الأمطار ستمتد حتى نهاية أيار الجاري، وربما “تكون قدم البطة حينها تساوي حجمها بالكامل”.

عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى