علماء: إنسان الغاب يعالج جروحه باستخدام النباتات الطبية
اكتشف علماء أوروبيون وإندونيسيون أول دليل على أن إنسان الغاب يعالج جروحه باستخدام “مرهم” نباتي، يستخدم في الطب التقليدي لمحاربة الالتهاب والألم، بحسب ما نقلته وكالة “تاس”.
وقالت الباحثة في معهد دراسة سلوك الحيوان (ألمانيا)، “إيزابيلا لومر”، إنه “خلال مراقبة إنسان الغاب، لاحظنا أن ذكراً يدعى راكوس أُصيب بجرح في وجهه نتيجة عراك مع قرد آخر، وبعد ثلاثة أيام من ذلك، بدأ في مضغ أوراق نبات من النوع Fibraurea tinctoria، ومن ثم وضعها على الجرح لعلاجه”.
وأوضحت “لومر”، أن “هذا النبات يستخدم على نطاق واسع في الطب التقليدي في جنوب شرق آسيا، بسبب خصائصه المسكنة والمضادة للالتهابات”.
وتوصل العلماء إلى هذا الاكتشاف خلال مراقبة حياة إنسان الغاب الذي يعيش في متنزه “جونونغ ليسر” الوطني الإندونيسي، شمال جزيرة سومطرة، الذي فيه أحد الموائل المتبقية لإنسان الغاب السومطري المهدد بالانقراض، التي يعمل علماء البيئة والرئيسيات بنشاط لإنقاذها.
ووجد العلماء أثناء مراقبة القرود المحلية، أن “إنسان الغاب يستخدم أوراق نبات متسلّق من نوع Fibraurea tinctoria، الذي ينمو في غابات الهند وجزر الهند الصينية ومناطق أخرى في جنوب شرق آسيا، كمواد خام لإنتاج مسكنات الألم والمضادات للالتهابات”.
واتضح للعلماء، أن هذه العملية أسرعت في التئام جروح “راكوس” ومنعت تطوّر الالتهابات، إذ شفت الجروح تماماً بعد أسبوع، واختفت آثارها بعد أسبوعين. لكن أين تعلّم راكوس هذه المهارة؟ هذا ما لا يستطيع علماء الطبيعة حتى الآن تحديده، لأن العديد من إنسان الغاب السومطري جلبت إلى “جونونغ ليسر” من مناطق مختلفة من الهند الصينية.
وإنسان الغاب هو أضخم الثدييات التي تعيش في الغابات، إذ تقضي 90% من وقتها في ظلال الغابة تنام وتبحث عن الطعام، ومكان سكنها المفضل هو المستنقعات المنخفضة للغابات الاستوائية، ونظراً لما تفضله من طعام، يندر أن تجدها على ارتفاع يزيد عن 500 متراً، وهي تحتاج إلى غابات واسعة وممتدة للتزاوج والعثور على طعام كافٍ.
ويأتي الاسم الانكليزي لإنسان الغاب “orangutan” من دمج كلمتين بلغة الملايو أو اللغة الماليزية، وهما: “أورانغ” والتي تعني شخص، و “هوتان” والتي تعني غابة، والترجمة الكاملة لهذا الاسم إلى “إنسان الغاب” ملائمة، إذ يشترك البشر مع هذه القرود بنسبة 97% من الحمض النووي.
تلفزيون الخبر