كيف نتعامل مع لدغات الثعابين السامة؟.. اختصاصي يوضّح
تسبب الحيوانات السامة مثل الثعبان والعقرب والعنكبوت والدبابير والنحل والخنافس تسممات خطيرة عند الإنسان نتيجة عمليات اللدغ، إذ تفرز هذه الحيوانات والحشرات سموم معقدة تتركب من (أحماض أمينية وببتيدات وبروتينات وإنزيمات وإيونات معدنية)، مسؤولة عن درجات مختلفة من السمية العصبية، الدموية، والعضلية، وتؤدّي إلى وفيات ملحوظة في مختلف أنحاء العالم.
وحول لدغات الثعابين، قال أستاذ الأحياء الدقيقة بكلية الطب في جامعة طرطوس، الدكتور “فهيم عبدالعزيز”، لتلفزيون الخبر، إن “لدغات الثعابين تسبب ألماً وتورماً حول مكان اللدغة، وقد تكون هناك علامات أخرى على الجلد”.
وأوضح “عبدالعزيز”، أن “أعراض دخول سم الثعبان إلى الجسم تشمل الدوخة، عدم وضوح الرؤية، صعوبات في التنفس، غثيان، ضعف العضلات أو الشلل”.
وأضاف الأستاذ الجامعي، أنه “قد تسبب لدغات الثعابين رد فعل تحسسي شديد (تأقية مفرطة)”، منوهاً بـ”ضرورة طلب العلاج الطبّي الطارئ والسريع عند التعرّض للدغات الثعابين، لأنها تهدد الحياة، ومن الصعب معرفة فيما إذا كانت الثعابين سامة وخطيرة أم لا”.
وتابع “عبدالعزيز”، أنه “عند التعرّض لعض الأفعى تجنّب ما يلي: لا تحاول التقاط الأفعى أو اصطيادها والتقط صورة إن أمكن، لا تضع أو تطبق عصبة (ربطة ضاغطة)، لا تجرح العضة بالسكين بأي شكل من الأشكال، لا تحاول أن تمتص السم، لا تضع الثلج أو تغمر الجرح بالماء”.
وأردف “عبدالعزيز”، أن “لا تشرب الكحول كمسكن للألم، لا تتناول مسكنات الألم (الأسبرين والإيبوبروفين)، لا تستخدم الصدمات الكهربائية أو العلاجات الشعبية، لا تقود السيارة، والأهم ألّا تنتظر ظهور الأعراض في حالة العض، وحاول الحصول فوراً على المساعدة الطبية (إسعاف سريع)”.
وحول إسعافات لدغ (عض) الثعبان، أجاب “عبدالعزيز”، أنها “الاستلقاء وتوفير الراحة والهدوء، إزالة الخواتم والأساور والساعات قبل بدء التورم، اغسل بالماء والصابون، تغطية اللدغة بضمادة نظيفة وجافة، تثبيت منطقة اللدغ (الأطراف)، إذا كانت اللدغة على المعدة أو الظهر ولا يمكن وضع ضمادة، اضغط بقوة وثبات مكان العضة”.
وأوصى الأستاذ في كلية الطب بـ”استخدام ضمادة تثبيت الضغط لأي شخص يعضّه ثعبان سام، مع وضع علامة في موقع اللدغة على الضمادة، إن أمكن باستخدام قلم”.
وأشار “عبدالعزيز” إلى أنه “في حالات نادرة، يُعاني بعض الأشخاص من رد فعل تحسسي شديد نتيجة لدغة ثعبان (التأقية المفرطة)، إذ يحدث التفاعل في غضون دقائق ويؤدّي إلى صدمة مفرطة خطيرة للغاية، يمكن أن تكون قاتلة”.
وذكر “عبدالعزيز”، أن “أعراض الصدمة التأقية تشمل صعوبة في التنفس، صعوبة في التحدث، لسان متورم، دوخة، تورم أو ضيق في الحلق، وشحوب خاصةً عند الأطفال الصغار”.
ولفت “عبدالعزيز” إلى أن “هناك نوعين للدغات الثعابين، جافة، تحدث عندما يضرب الثعبان، لكن لا يتم إطلاق السم، وتكون هذه اللدغات مؤلمة، وتسبب تورماً واحمراراً حول منطقة لدغة الثعبان، والثانية، سامة، تحدث عندما يعضّ الثعبان الجسم ويطلق السم في الجرح”.
وعن آلية تلافي لدغة الثعبان، قال “عبدالعزيز”، إن “معظم لدغات الثعابين تحدث عندما يحاول الناس قتلها أو القبض عليها، بالتالي، لا داعي للذعر والخوف إذا صادفت ثعباناً تراجع إلى مسافة آمنة واتركه يبتعد، إذ ترغب الثعابين غالباً في الهروب عند إزعاجها”.
وختم “عبدالعزيز”، أنه “يجب الحذر عند المشي في الغابات والحقول والأدغال، خاصةً في الليل عندما تكون الثعابين أكثر نشاطاً، مع ضرورة استخدام الإضاءة”، ناصحاً بـ”إحداث ضجيج والضرب بالقدمين أثناء المشي لإشعار الثعابين بوجودك، وارتداء ملابس سميكة مثل الجينز والأحذية طويلة الرقبة”.
يُشار إلى أن ما يقرب من 5 ملايين شخص في العالم يتعرّضون للدغات الثعابين سنوياً، ما يؤدي إلى وفاة 94 إلى 125 ألف منهم نتيجة لمضاعفات التسمّم الناتجة عن الثعابين، وإصابة 400 آخر بإعاقات، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية (WHO).
شعبان شاميه – تلفزيون الخبر