مظاهرات جامعة كولومبيا الداعمة لفلسطين تفجّر الوضع في الجامعات الأمريكية
فجّرت المظاهرات التي اندلعت في جامعة كولومبيا، الأربعاء الماضي، دعماً للقضية الفلسطينية وتنديداً بالعداون الصهيوني على غزة، الأوضاع في جامعات عدة على مستوى الولايات المتحدة.
وبدأت القصة عندما أقام مجموعة طلاب من المؤيدين للقضية الفلسطينية مخيماً مكوناً من 50 خيمة في حرم الجامعة، تحت اسم “مخيم التضامن مع غزة”، احتجاجاً على الاستثمارات المالية المستمرة للجامعة في الشركات التي تدعم الكيان والإبادة الجماعية في القطاع.
وأذنت رئيسة الجامعة “نعمت شفيق”، ذات الأصول المصرية، في اليوم التالي، لقسم شرطة نيويورك باقتحام الحرم الجامعي وفض الاعتصام وإجراء اعتقالات جماعية، أسفرت بحسب “وكالة الصحافة الفرنسية” عن اعتقال أكثر من 133 طالباً، ما فجّر الأوضاع على مستوى الولايات المتحدة.
وامتدت مظاهرات الطلاب المؤيدين للقضية الفلسطينية إلى جامعات رائدة أخرى في الولايات المتحدة، مثل جامعات نيويورك وييل وتكساس وجنوب كاليفورنيا وهارفرد وبراون وميشيغن ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
واقتحمت الشرطة حرم الجامعات ومراكز الاعتصامات الداعمة لفلسطين، ونفّذت اعتقالات بحق الطلاب، إذ اعتقل أكثر من 90 طالباً في جامعة جنوب كاليفورنيا، و 40 في جامعة تكساس، و 47 في جامعة ييل، وفضت اعتصام جامعة مينيسوتا.
وعلّقت جامعة كولومبيا المحاضرات داخل أسوار الجامعة، عقب انطلاق مظاهرات في عدة جامعات أمريكية، ردّاً على تصاعد التوترات بين الطلاب والأمن في الحرم الجامعي.
ودعا وزير دفاع الاحتلال “غالانت” إلى وقف المظاهرات الداعمة لقطاع غزة في الجامعات الأمريكية، فيما وجّه وزير الأمن القومي المتطرف “إيتمار بن غفير” بإقامة مجموعات مسلحة لحماية الجاليات اليهودية هناك.
وبالتزامن مع كلام قيادات الاحتلال أطلق حكام الولايات التي تشتعل في جامعاتها المظاهرات المؤيدة لفلسطين تصريحات تصف المعتصمين بـ”معاداة السامية”، وتدعو لفض الاعتصامات أو التهديد بتدخل أكبر لقوى الأمن.
ودخلت جامعة كولومبيا في مفاوضات مع اللجان الطلابية المشرفة على الاعتصام ضمن الجامعة لفض الاعتصام المستمر منذ 9 أيام، مع التهديد بإدخال الحرس الوطني للجامعة والبحث عن خيارات بديلة في حال فشل المفاوضات.
وخرجت منذ بداية العدوان الصهيوني على غزة مئات المظاهرات المؤيدة للقضية الفلسطينية في عموم الولايات المتحدة الأمريكية، دون توقف، ما يعكس تغيير كبير في المناخ الأمريكي العام، والذي لم يبدي أي تعاطف سابق مع قضايا فلسطين لكن إمعان الاحتلال في عدوانه خلق تغييراً في النظرة الغربية للصراع مع الكيان.
يُذكر أنه منذ مظاهرات 1968 المناهضة للحرب على فيتنام لم تدخل قوى الأمن للجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية وتقوم باعتقال طلاب.
تلفزيون الخبر