“طلع الفول من عيوننا”. . أمهات تعلنّ انتهاء موسم شوربة العدس وبدء موسم الفول
يطلق غدير (18 عاماً) زفيراً طويلاً كان كافياً ليُسمع على مقربة من والدته في سوق الخضار بحي العباسية في مدينة حمص، مع ملامح تجمع الامتعاض مع عدم الجرأة على النقاش، وهو الذي “طلع الفول من عيونو” كما قال لتلفزيون الخبر.
وأصبح لدى غدير منذ نحو أسبوعين روتين شبه يومي، ليلعب دوره قسرياً كحامل لأكياس الفول الثقيلة، فهو الشاب الوحيد على ثلاثة أخوات و”زلمة البيت” في غياب والده الموظف في مصفاة حمص كما يعتبر نفسه.
وتعترف والدة غدير دون أي تردد بأن الفول بطل الفترة الحالية من العام مع انخفاض سعره في سوق الحي، مع تأكيد ضمنيّ بأنه طلع من عيون أولادها فعلا ً، لكن الكيلو أصبح بألفي ليرة فقط، وهو رقم بسيط جداً وسط دوامة الأسعار المتزايدة يومياً.
والفول كما البطاطا يمكن اختراع الكثير من الأكلات فيه، تقول أم غدير لتلفزيون الخبر، من الفول المقلى باللبن، مفركة بفول مع بيض، مفركة بفول بلا بيض، رز بفول، برغل بفول، فول بزيت، وشو بدك كمان، تضحك السيدة الخمسينية.
وشكّل انخفاض أسعار الفول خلال الفترة الحالية من العام فرصة مناسبة لتأمين كميات منه على شكل مونة يتم تغليفها في أكياس خاصة، إلا في حال عاد وضع الكهرباء إلى سابق عهده الرديء وعندها “كلو بروح عالكب”، تضيف أم غدير.
وبعيداً عن التنبؤ بتحسن واقع الكهرباء من عدمه، تبدي أم غدير رضاها عن أسعار الفول التي كانت عاملا ً مهما في راحة البال التي تتمتع بها مع عدم الحاجة يومياً إلى التفكير مطولاً بالطبخة، فالفول مليان بالبراد والخيارات واسعة، حسب تعبيرها.
ودفع تخبط أسعار الخضار معظم ربات البيوت إلى اتباع السياسة ذاتها، لاسيما وأن الرواتب والأجور تعد ضئيلة مقارنة بالتضخم، وعلينا تدبر أمور حياتنا بالكثير من الحرص حتى وإن طلع الفول من عيوننا مجدداً، تختم أم غدير لتلفزيون الخبر.
عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر