العناوين الرئيسيةمجتمع

“الطافوحة”.. وسيلة صيد بدائية انقرضت في الأرياف السورية

تعد “الطافوحة” من أقدم الوسائل البدائية المستخدمة لصيد الطيور في أرياف المدن السورية، والتي كانت فيما مضى تجمع بين الصبر والمتعة والحصول على الطعام بطبيعة الحال.

 

واستخدمت “الطافوحة” للحصول على العصفور الحي دون أذيته، من الدوري والشحرور وغيرهما من الطيور البرية، واستخدمها أجدادنا القدامى منذ مئات السنين قبل وجود الآلات المتطورة المخصصة للصيد، يقول ياسر (50 عاماً، حدّاد من سكان ريف حمص الغربي) لتلفزيون الخبر.

 

“ولا يتطلب نصب هذه المصيدة سوى بلاطة وخيط ودودة بعد أن تحفر حفرة بعمق 20 سم تكون بمثابة القفص، وأذكر تماماً عندما كان والدي يجهز العشرات منها خلال موسم قطف الزيتون في قريتنا”، يتابع ياسر.

 

وبيّن ياسر أن مبدأ عمل “الطافوحة” بسيط يعتمد على جذب الطير عبر دودة التراب الحمراء، وبعض الأعواد الخشبية من أغصان الأشجار المتوافرة في المكان ذاته الذي نريد نصبها، والانتظار ريثما يقع في الفخ”.

 

وأكمل الحدّاد لتلفزيون الخبر: “ثم نزرع وتداً خشبياً في التراب على أوتاد أخف وزناً ونثبته على حافة البلاطة التي تأخذ شكلاً مثلثياً يسقط على العصفور بعد أن يقترب لأكل الطعم، وعند حدوث أي خلل أو حركة يختل توازن جميع الأعواد وتَسقط وتُسقط خلفها القطعة الحجرية لتطبق على الفوهة وتحتجز الطير في الحفرة دون أذيته”.

 

ويشير ياسر إلى أن: “حظ وسرعة بعض الطيور تعيس، حين لا يتمكن من الهرب بسرعة أو السقوط في الحفرة، إذ تسقط عليه البلاطة مسببة موته تحت ثقلها”.

 

وهناك طرق أخرى لصيد الطيور لكنها بغرض الأكل فقط، يكمل ياسر، ومنها ما يعرف بصيد الليل، ويقوم على التجول ليلاً بين أشجار الليمون عند هبوب الهواء الشرقي البارد والقوي، واصطيادها أثناء نومها بواسطة عصا أو بندقية الضغط، وطريقة أخرى بواسطة الشباك التي تنجح احياناً بالتقاط أعداد كبيرة منها.

 

واختفت “الطافوحة” بشكل شبه كامل ليندثر هذا الاختراع محلي الصنع، مع تطور أساليب الصيد كما تغيرت الكثير من تقاليد أيامنا تلك التي كانت بسيطة تعتمد على أبسط الادوات الموجودة حولنا، بحسب ياسر.

 

عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى