العناوين الرئيسية

“عشرين مرة اجا وراح التلج”.. من هو “شادي” الذي ضاع في أغنية السيدة فيروز؟

تحمل أغاني السيدة فيروز معانٍ ودلالاتٍ وقصصٍ عدة، ولا يكاد يخلو منزل عربي من ترانيم صوت “جارة القمر”، والاندماج مع كلمات أغانيها، حتى الوصول إلى الفضول والتساؤل عن حكاية هذه الأغنية وتلك، ومن المقصود فيها، فمن هو “شادي” الذي ضاع، كما غنّت سيدة الصباح؟.

وشكّلت السيدة فيروز تصوّرات كثيرة في أذهان مستمعي هذه الأغنية، وتخيّلات عديدة عن شكل الطفل شادي، وما هي هويته، ومن يمثل وكيف تاه في طريقه حتى ضاع؟.

كُتِبت ولحنت أغنية ” أنا وشادي”، من قبل الأخوين رحباني عام 1968، مُنطلقة من واقع فلسطيني منكُوب، للدلالة على مرور عشرين عاماً على نكبة فلسطين (1948) وتهجير أهلها، وهذا ما حملته جملة “عشرين مرة اجا وراح التلج”.

ويمثل “شادي” الذي تاه وضل طريقه حتى فقد، حكاية أطفال فلسطين، للإشارة إلى أنّ القتال والعنف يحصده الصغار، والأطفال هم الضحية.

“علقت عأطراف الوادي.. شادي ركض يتفرج”، أي أن شادي تخيّل بطفولته البريئة أصوات المدافع، كأنها أصوات للألعاب النارية، فذهب متلهفاً لرؤيتها، بكل براءة الأطفال في الحروب.

وكانت المغنية والمنتجة الفلسطينية “دلال أبو أمنة” نشرت عبر حسابها الرسمي خلال عام 2022، “أنا وشادي من بين الثلوج على سفح جبل الشيخ في الجولان السوري المحتل”.

وذكرت “أبو أمنة” في منشورها، “ذهبت لجبل الشيخ أنا وأطفالي ليلعبوا بالثلج، فحضرتني أغنية أنا وشادي فدندنت مطلعها، وهي الأغنية التي تحمل في طياتها عمق قضيتنا الوجودية في منطقة بلاد الشام”.

وقالت “أبو أمنة”: “كتبها الأخوين رحباني في عام 1968 بعد عشرين عاماً على النكبة كتحية للشعب الفلسطيني، سنعود يوماً يا شادي..لنلعب سويا في الثلج ولنغني لبلاد الشام قاطبة أهازيج فرح وحب”.

“المضحك المبكي”

ورغم قساوة حكاية أغنية “أنا وشادي”، التي تمثل هجرة أطفال فلسطين، وبراءة الأطفال في الحروب، إلّا أنها تحولت إلى “رمز” يستخدمه الناس، ولا سيما السوريون، للكناية عن الاشياء المفقودة عبر جملة “ضاع شادي”.

وتداول السوريون جملة “ضاع شادي”، للتعبير عن مشاعر كثيرة ارتبطت بالمزاح، الألم، وحتى الفقد.

ومع سطوة “السوشال ميديا” وتوالي الأزمات بالنسبة للمواطن السوري، وفقدان الكثير من الحاجات الأساسية، صارت جملة “ضاع شادي” من أكثر الجمل المتداولة بين السوريين، وتجاوزت دلالتها التقليدية لتصل للتعبير عن الكهرباء، الغاز، البنزين، وغيرها.

فاطمة حسون – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى