العناوين الرئيسيةمجتمع

جيل الثمانينيات المبدع .. سوريون صنعوا “الفتيش” من “البواجي” والكبريت وريش الدجاج

لم تكن بهجة الأيام العادية ومعها العيد تحتاج للكثير من العناء والجهد والتخطيط في طفولة جيل الثمانينات وأوائل التسعينات، فكان من السهل اختراعها إن لم تكن موجودة، يقول زين (35 عاماً) لتلفزيون الخبر.

فخيارات الألعاب البسيطة كانت واسعة وغير محدودة في زمن لم تكن التكنولوجيا تسيطر كما الحال في هذه الأيام، وما أكثر تلك الخيارات، الشعبية منها ككرة القدم وضمن الحارات مثل عالي واطي والطيرة وغيرها الكثير، لكن جيلنا أيضا ً كان محباً للاكتشاف والاختراع، يضيف الشاب ( من سكان حي المهاجرين بمدينة حمص).

“بيخطرلك من البوجية تعمل فتيش”، يطرح زين سؤالاً أقرب ما يكون للتعجب والإعجاب منه شخصياً رغم عدم معرفته بهوية المخترع الأول، لكنه وكما كثيرين من أبناء جيله ورث أسرارها وأتقن صنعها في الحي الذي يعتمد على الدراجة النارية بشكل كبير.

ويعتقد الشاب أن تصميم هذه اللعبة يماثل عمل الصاروخ من حيث المبدأ، من حيث الإطلاق والتوزان في الهواء والسقوط، ومن ثم احتكاك الكبريت والانفجار عند الارتطام بالأرض ليصدر صوتاً شبيهاً ب”الفتيش” الجاهز.

“وشو طلع عبالو يحط ريش جاجة”، مبدياً إعجابه بالمخترع الأول مرة أخرى، يشرح زين أن ريش الدجاج المثبت على أطراف البوجية يلعب دوره في إحكام التوازن على الجسم الطائر بعد وصوله إلى ارتفاع عشرة أمتار ليكون كجناح للصاروخ الصغير محليّ الصنع هذا.

ويتابع الشاب بأنه “من الضروري حفر رأس البوجية ووضع مسمار حديدي وسطه، ومن ثم توضع قشة كبريت بشكل متواز معه ليولد الاحتكاك الناجم عن الارتطام بالارض صوتاً قويا ً يسرّ الناظرين وحتى بعض الخائفين ممن يضعون أيديهم على آذانهم مع ابتسامة لا يمكن اخفاؤها”.

“كانت محال الميكانيكيين المكان المفضل لتأمين البوجيّات بأعداد كبيرة، أما الريش فكان الحصول عليه من أسهل ما يكون، وفي حال تعذر وجوده كنا نلجأ لخدمات دجاجاتنا أو دجاجات الجيران لاستعارة بعض من ريشها وبشكل خاص من الذيل نظراً لطولها وقوتها في تلك المنطقة” يكمل زين.

وعلى الرغم من بساطتها فإن شعور السعادة المرافق لتلك الألعاب لا يمكن وصفه، بحسب زين، إذ كان اللعب طوال اليوم متعة ما بعدها متعة، في كل الظروف المناخية دون استثناء وفي مساحات لا يحدها التعب، على عكس أبناء الأجيال الحديثة، ممن يبقون رؤوسهم منخفضة، محدقين في شاشة جوال لا تتجاوز مساحته كف اليد الواحدة.

عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى