ناشط بيئي ينفي ما يتداول حول انتشار الضباع في اللاذقية
نفى الناشط البيئي، من فريق “هواة الحياة البرية السورية”، “يمان عمران”، في حديث لتلفزيون الخبر، ما وصفها بـ”مزاعم انتشار الضباع في اللاذقية”، مؤكّداً أن الأصوات التي ترصد في المنطقة بين الحين والآخر هي لـ”بنات آوى”، والمتواجدة بشكلٍ طبيعي في الساحل السوري وبقية المحافظات.
وأُثيرت مؤخراً قضية انتشار حيوانات مفترسة وتحديداً الضباع في البساتين المحيطة بمدينة اللاذقية، إذ تم الاستناد بذلك على إفادات بسماع أصواتها بكثره في مناطق مأهولة.
وقال “عمران”، إن “القضية تم اختلاقها إعلامياً، كما أنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة”، لافتاً إلى أن “نفيه جاء بناءً على استقصاءات قام بإجرائها بعد إثارة الموضوع، ويستند إلى تسجيلات ومشاهدات تؤكّد أن الأصوات والمشاهدات التي جرى الحديث عنها هي لبنات آوى، وليس للضبع السوري المخطط”.
وأشار الناشط البيئي، إلى أن “النوع من الضباع الذي جرى الحديث عنه (السوري المخطط) لا يصدر أصوات نداءات كتلك التي نلحظها عند عائلة الكلبيات مثل الثعالب، الذئاب، الكلاب.. وغيرها”.
ماذا تعرف عن الضبع السوري المخطط؟
حول هذا الموضوع، شرح “عمران”، أن “الضبع السوري المخطط هو نوع فرعي من الضبع المخطط واسع الانتشار، وهو مختلف تماماً عن الضبع الإفريقي الأرقط والأكبر حجماً، ذو الحياة الاجتماعية، وهما مختلفين في الجنس”، مبيناً أن “الضبع المخطط حيوان انعزالي، ويجتمع بضبع آخر في حال التزاوج أو مجموعة العائلة فقط”.
وأضاف الناشط البيئي، أن “الضبع المخطط حيوان رحّال يقطع مسافات كبيرة بحثاً عن الماء والطعام، معتمداً على حاسة شمّه القوية جداً، وغذاؤه الجيف وعظامها، ودائماً ما يكون آخر الواصلين للجثة، فلا يحصل منها إلّا على العظام”.
وأردف “عمران”، أن “لدى الضبع المخطط فكين قويين جداً، والأضراس القوية لديه لطحن ومضغ العظم، وليست أنياب كما يعتقد كثر، كما أنه يفترس الثديات الصغيرة وبعض الفواكه البرية”.
ووصف “عمران” الضبع المخطط بـ”الجبان جداً، فهو أجبن الحيوانات الكاسرة محلياً، بالتالي لا يهاجم إلّا إذا تمّت محاصرته”، كاشفاً أنه “عند محاصرته كثيراً ما يحاول خداع نفسه بأنه قادر على الطيران وتسلّق الجدران، ما يعني أنه حتى في وضعية الحصار نجده شديد الجبن ويخاف المواجهة”.
ولفت “عمران” إلى أن “الضبع مثل باقي الحيوانات الكاسرة لدينا، تخاف رائحة الإنسان بالذات وترهبه جداً، فرائحة الإنسان أو صوته قد يكون كافٍ لتغيير مسار حركته”، موضحاً أن “هذا لا يمنع كونه انتهازي كبقية الحيوانات اللاحمة، وإن حظي بحيوان مصاب أو عالق لن يرفض مهاجمته أو قتله”.
وذكر الناشط البيئي، أن “الضباع قليلة العدد في مناطقنا، لكن حالات مصادفتها على قلّتها، تعود إلى انعدام طعامها في البرية، وفي القمامة، نتيجة للأوضاع والظروف الاقتصادية السيئة التي يعيشها مجتمعنا”.
وتابع “عمران”، أن “مخلّفات المداجن انخفضت جداً مع تراجع طاقتها الإنتاجية، كما أصبحت مخلّفاتها من الطيور والحيوانات النافقة، إضافةً إلى مخلّفات القصابين من العظام وأقدام الدجاج تُباع بهدف صناعة الأعلاف وأغراض أخرى، بالتالي فقدت الضباع معظم مصادر غذائها”.
وأردف “عمران”، أن “ما سبق، إضافةً إلى توسّع الإنسان في الأراضي الزراعية على حساب الأحراش، القطع الجائر للأشجار، وحرائق الغابات المفتعلة، لم يبق للضبع مكان يختبئ فيه ويأويه”.
وأضاف “عمران”، أن “الصيد الجائر قضى على معظم الثديات الكبيرة، وآخرها الخنازير البرية في مناطق كثيرة من سوريا، والتي توفّر فرص غذاء مناسبة، يمكن أن يدفع بالضبع إلى جوار المنازل، متحسساً لروائح الحيوانات الداجنة، رائحة السماد الطبيعي، وما يطبخه الإنسان ويخلّفه من قمامة”، وألحقَ “الجوع كافر”.
وشدد “عمران” على أنه “لا يريد أن يتم الفهم بأنه يحاول إظهار الضبع وغيره من الكواسر على أنه حيوان أليف أو وديع، فهو حيوان برّي وحشي ينتهز أي فرصة سهلة تظهر أمامه لكي يستمر بالعيش، في معركة البقاء، ضمن الظروف البرية القاسية الموجود فيها”.
واستطرد “عمران”، أنه “في الوقت نفسه، لا يعني ذلك تطهير البرية وتعقيمها من أي شكل للحياة، ببساطة يستوجب علينا احترامها، دون الإفراط بالخوف منها أو الاستهانة بها واستئمانها بشكلٍ أعمى”.
ودعا الناشط البيئي المواطنين عبر تلفزيون الخبر إلى “تأمين الممتلكات وتحصينها، ولندع هذه المخلوقات للعيش بسلام، وللطبيعة أن تأخذ مجراها عليهم”.
يُشار إلى أنه يتم الخلط عادةً بين الضبع المرقط المتواجد في النصف الجنوبي من قارة إفريقيا والضبع السوري المخطط، إلّا أن هناك العديد من الفروقات بينهما، وفق “عمران”، فالضبع الإفريقي ذو فرو خشن رمادي اللون، يميل إلى الصفرة مع بقع سوداء، لديه رقبة طويلة ورأس عريض وأذنين مستديرتين، ويصل طول البالغ منه إلى 165 سم وارتفاع الكتفين 91 سم.
والضباع المرقطة هي حيوانات اجتماعية تعيش في مجتمعات كبيرة، تُدعى “العشائر”، والتي يمكن أن تتكوّن من 80 فرداً، ويختلف حجم المجموعة مع الاختلاف الجغرافي ونوع الفرائس وسلوكها (قطعان مهاجرة ومقيمة).
ويمتاز الضبع “المرقط” عن باقي أنواع عائلة الضبعيات بصيحاته القوية المتنوّعة، والتي تستخدم للتواصل وفي المعارك، إذ تُخيف وتربك المنافسين الآخرين.
يُذكر أن مختار مروج دمسرخو باللاذقية، “محمد قبلان”، أكّد لوسائل إعلام محلية، قبل أيام، “وجود ضباع في البساتين المحيطة”، مستنداً في تأكيداته إلى الأصوات التي تسمع ليلاً من مختلف الجهات في البساتين، وفشل جميع محاولات أهالي المنطقة للقضاء عليها.
تلفزيون الخبر