سوريون وسوريات في مهب العيد .. عيد بأي حال عُدت
اشتكت “حسناء” وهي سيدة من حلب خلال حديثها لتلفزيون الخبر، الغصة في حنجرتها، وقالت “كيف بدي عيد وولادي بعاد عني أصلا شو يعني عيد بلا ضوجة البيت وشقاوة الأحفاد، لمين بدّي اعطي عيادي؟ كيف بدّي ابعتلن العيدية بالنت؟ العيد فرحة والفرح هجر بيوتنا، صفيان يوم العيد متله متل غيره”.
وتحدّث “جواد” مُغترب دمشقي مُقيم في ألمانيا لتلفزيون الخبر أنه “لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن أنجح في تجسيد طقوس العيد هنا، اختلاف البيئة والظروف والتفاصيل قضى على كل محاولة يمكن أن أقوم بها ليشعر أطفالي بما كنا نعيشه في طفولتنا”.
وتابع “جواد” حديثه “حتى أنا لم يعد يربطني بالعيد سوى اتصال هاتفي مع الأهل في أغلب الأحيان لا يكتمل، بسبب سوء وضع النت فيذهب نصف الاتصال ما بين (مافي تغطية) و(راح النت) و(علّقت الشبكة)، فتتحول معايداتنا إلى (كلمة إي ولأ)”.
وبعبارة “ما في بنزين” اختصر “علاء” وهو مُحامي من دمشق تأثّر السّوريين بالعُقوبات خلال العيد عبر كلامه لتلفزيون الخبر “أشعر بالحرج من أولادي، فكلّما طالبوني بمشوار خلال الأعياد كان جوابي لا يوجد بنزين، الرسالة لم تصل والبنزين الحر سيكلفني أغلى من تكلفة المشوار لذلك في كل مرة تكون وجهتنا في الأعياد منزل خالتهم في الشارع الخلفي لشارع منزلنا”.
وأوضحت “علياء” وهي في العقد الرابع وأم لطفلين لتلفزيون الخبر أن “العيد بالنّسبة لي سيران المطعم على طريق المطار أو بلودان أو الزبداني أو الربوة مع العائلة، اليوم لا يمكننا أخذ عائلتنا لأي مطعم فالأسعار (فلكيّة) ولا تُناسب أي طبقة سوى (5 نجوم) وعليه استعضنا عن سيران العيد بالطعام المنزلي المكلف في حد ذاته”.
وتحدّثت “جيهان” وهي ربّة منزل من مدينة القامشلي لتلفزيون الخبر أنه “في صغرنا كانت السيّدات تجتمع في أحد المنازل ليلة العيد لتجهيز المعمول وباقي سفر العيد، وتتساعد في ذلك أغلب نساء العائلة فيخبزن المعمول ويأتي الشباب ويأخذونه للفرن”.
وأكملت “جيهان” أن “اليوم لا تستطيع أكثر من 90% من العائلات صنع حلويات العيد نتيجة ارتفاع التكلفة ولا يمكنها شراؤه من الأسواق لذات الأسباب، الأمر بات يقتصر على ما يوجد في المنزل وفق مبدأ (ورجي عذرك ولا تورجي بخلك)”.
وكانت ساحات العيد الشعبية هي ملاذ مُعظم الأطفال، فمع بداية يوم العيد تمتلئ الساحات بأغاني مثل “يا ولاد محارب لولوه” أو “اليوم عيدي لولوه ولبست جديدي لولوه” و”كلمة لولوه” تقال بأكثر من طريقة بحسب المنطقة، بعضهم يقولونها “يويو”، وكل ذلك لا يكلّف الطّفل أكثر من 50 ليرة يقضي بها ساعات من يومه بين المراجيح و”القليبة”.
أما اليوم فقدت ساحات العيد الشعبيّة بريقها ولم تُعوّض صالات المولات المُتعة المفقودة، فالألعاب الإلكترونية لا تُعطي ذات حماس الألعاب التقليدية، إضافة لارتفاع أسعار اللعبة الواحد بشكل لا يتيح للموظف أو غيره أن يوفّق ما بين الراتب والعيدية والحوافز وتكلفة قضاء يوم العيد في أحد المولات.
يذكر أن أعياد هذا العام تحديداً جلبت معها الكثير من القلق والحزن على السوريين نتيجة الوضع الاقتصادي الحالي، فلا قدرة على شراء ثياب جديدة للأطفال ولا على تحضير الحلويات لما شهدته الأسواق من ارتفاعات مُتتالية جعلت تلك المناسبات وكأنها “كابوس” لا ينتهي.
جعفر مشهدية- تلفزيون الخبر