الشعب الفلسطيني يحيي الذكرى ال48 ليوم الأرض على وقع “الطوفان” الذي أذل الصهاينة
تبنت دولة الاحتلال المزعومة في عام 1950 قانون “أملاك الغائبين” والذي قام على مصادرة الأراضي التابعة للفلسطينيين اللذين هُجروا من أرضهم جراء الاحتلال، إضافة لمصادرة أراضي من تبقى على أرض فلسطين باعتبارها “أملاك غائبة”.
ونص القانون على أن “كلّ أرض لم يفلحها أصحابها لأكثر من عام يحقّ “لإسرائيل” مصادرتها وتوزيعها على جهات أخرى تتعهد رعايتها”، حيث منع الاحتلال بمنطق التجبر العسكري الفلسطينيين من دخول أراضيهم الزراعية لمدة تزيد عن عام ليتسنى له مصادرتها.
وأغلق كيان العدو عام 1956 منطقة “المل” التي تبلغ مساحتها 60 ألف دونم ومنع الفلاحين من الدخول إليها بهدف إفراغها من سكانها وتحويلها لمنطقة عسكرية مغلقة لبناء مستوطنات صهيونية عليها في إطار ما عُرف بخطة “تهويد الجليل”.
وبلغ الاحتلال ذروة الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية عام 1976، حين أقدم على الاستيلاء على حوالي 21 ألف دونم من أراضي الجليل ومنها عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وطرعان وطمرة وهو ما شكل الشرارة الرئيسية ليوم الأرض.
وأعلن رؤساء المجالس البلدية العربية بناءً على قرار “لجنة الدفاع عن الأراضي العربية” الإضراب الشامل في اجتماع يوم 25 آذار 1976 في مدينة شفا عمرو، وذلك رداً على الاستيلاء على أراضي “المل” ومنع الفلسطينيين من دخول المنطقة بتاريخ 13 شباط 1976.
وفي يوم 30 أذار 1976 هب الشعب الفلسطيني وأعلن إضراباً عاماً في كل من مدن وقرى الجليل والنقب واجتاحت المسيرات عموم الأراضي المحتلة واندلعت مواجهات دامية مع العدو أسفرت عن استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات.
واستعانت قوات العدو في مواجهة الثائرين المدنيين بقوات مدعومة بالدبابات والمجنزرات، ثم أعادت احتلال القرى الفلسطينية، ولم تكتفِ بالاستيلاء على أراضي الفلسطينيين الذين أُبعدوا عن أرضهم بفعل الاحتلال بل استولت على أراضي من بقي ضمن الأرض المحتلة.
وتأتي الذكرى 48 ليوم الأرض على وقع الصفعة الفلسطينية التي وجهها أهالي غزة للاحتلال من خلال “طوفان الاقصى” وما تلاه من صمود أسطوري للغزاويين أمام ماكينة الاحتلال الصهيوني وحلفائها الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة.
ورغم كل التخبطات في الواقع العربي عموماً وضمن البيت الداخلي الفلسطيني على وجه الخصوص، أبى الشعب الفلسطيني التفريط بحقه، واستمر في تضحياته رغم العدوان الصهيوني الغاشم المدعوم غربياً لحل قضيته وجعلها في طي النسيان، ولكن الفشل استمر في ملاحقته في كل سنتيمتر من أرض غزة.
يذكر أنه وبحسب معطيات هيئات فلسطينية، استولى الاحتلال على أكثر من مليون ونصف المليون دونم منذ احتلاله لفلسطين حتى العام 1976، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى من أملاك اللاجئين وأراضي المشاع العامة، وذلك كله بعد سلسلة المجازر المروّعة وعمليات الإبعاد القسّري التي مارسها بحق الشعب الفلسطيني.
تلفزيون الخبر