العناوين الرئيسيةمحليات

من لبّ الكوسا والبرغل.. أكلة “البُلُغْجي” تعود إلى الموائد الرمضانية في حمص

يُشهد لربات البيوت السوريات “النفسُ الطيّب” في إعداد أشهى المأكولات والحلويات على امتداد المحافظات واختلاف الأكلات ومسمياتها.

إضافة إلى ذلك، تُعرف السوريات بقدرتهن على التأقلم مع مختلف الأوضاع الاقتصادية، فتفوح رائحة الأطعمة الشهية من مطابخهن، وقدرتهن على إعداد بعضها بتكاليف متواضعة دون أي إسراف في الوقت ذاته.

ومع تراجع القوة المالية لشريحة كبيرة من سكان المحافظات السورية، إثر التضخم الاقتصادي الكبير وارتفاع أسعار الخضار إلى مستويات قياسية، وجدت الكثيرات من ربات البيوت أنفسهن في واقع جديد يتطلب ترشيد الاستهلاك قدر الإمكان.

“حرام أي شي ينكب”، تحت هذه القاعدة تدبّر ميساء (50 عاماً) أمور حياتها اليومية وطبخاتها أيضاً، فمع ارتفاع أسعار الخضار أصبح رميُ أي قطعة منها محطّ تفكير جديد، لمَ لا طالما أنها تصلح للأكل، وفق السيدة الحمصية.

 

وعادت ميساء، وهي أم لثلاثة أبناء، إلى تحضير الأكلات الشعبية القديمة التي مضى عليها وقت طويل من الزمن لعدة أسباب، كما قالت لتلفزيون الخبر، أولها أن مذاقها اللذيذ المحبب لأبناء جيلنا، وثانيها للتوفير الاقتصادي وتكلفتها المقبولة نوعاً ما.

 

فمن لبّ الكوسا وبعض البرغل والبصل المفروم يمكن تحضير أكلة أقرب ماتكون تراثية، تدعى بلغْجي بضم الباء وسكون الغين، وهما المكونان الرئيسان لإعدادها مع بعض التوابل، والخضار التي يمكن أكلها “قرش”، كالبصل الأخضر والفجل، تضيف ميساء.

 

وتشير السيدة الحمصية أبا ً عن جد، أن سماع كلمة بلغجي قد يثير استغراب الكثيرين، بل وربما سيفاجأ البعض إن عرف دلالتها، فهي أكلة شبه مندثرة لا يعرفها إلا محبو الطقوس القديمة.

 

ويتم تحضير البلغْجي في كل مرة أشتري الكوسا، تقول ميساء، حيث أحضر طبخة المحاشي لأبنائي بينما استفيد من الللب بطبخه لاحقاً مع البرغل لأتناول إحدى أكثر الوجبات الشهية بالنسبة لي، علماً أنه يمطن الإستفادة من هذا اللب في صنع أكلة أخرى تسمى “العجة”.

 

وتكمل ميساء بأن كيلو الكوسا وصل 9 آلاف ليرة في أسواق حي العباسية الذي تقطن فيه، وبطبخ البلغجي أكون قد وفرت طبخة إضافية مع المحاشي، فتضاف إلى قيمة الأكلة الشهية المغذية فائدة أخرى وهي التوفير، وبشكل خاص خلال أيام شهر رمضان.

 

وبينت ميساء أنه يمكن تزيين الأكلة ببعض البقدونس المفروم والفلفل الأحمر، ويؤكل إلى جانبها مخلل الخس والخيار واللفت، أو صلصة الحصرم بعد إضافة الثوم والفليفة الحمراء والنعنع اليابس والماء، ما يسبب العطش الكبير بعد الشبع.

 

يذكر أن الأمثلة كثيرة عن قدرة المرأة السورية على التوفير وابتكار الأكلات، فمن لب التفاح تستخلص الخل، وتضيف البطاطا إلى الكبة عوض اللحمة، فهي لا ترمي شيئاً يمكن الاستفادة منه.

 

عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى