هل تستطيع السفر عبر الزمن؟
سؤال يطرحه كل الناس ولا يستطيع أحد الإجابة بدقة عليه، وتنوعت الأعمال الأدبية الحالمة الشغوفة بإنكانية السفر عبر الزمن والرجوع للوراء أو التقدم أماماً، وأنتجت هوليوود عدداً كبيراً من الأفلام التي تصب في نفس الخانة، ولكن الأدب يختلف عن العلم.
وفي حين يستطيع الأدب أن يروي لك قصص عن السفر عبر الزمن، وأغلبيتها تعود لتقتبس عن قصة الكاتب “هربرت جورج ويلز”، أحد مؤسسي أدب الخيال العلمي، وصاحب أول فكرة للسفر عبر الزمن من خلال روايته “آلة الزمن” التي صادرت عام 1885، فإن العلم يجعلها أكثر صعوبة مع تأكيده أننا قادرون على ذلك.
وآخر من نشر عن الموضوع هو ما نقلته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن مدرس للرياضيات والفيزياء في جامعة “أوكاناغان” في جامعة كولومبيا البريطانية، بن تيبت، الذي نشر دراسة حول جدوى السفر عبر الزمن، قائلاً: “إن الناس يعتقدون أن السفر عبر الزمن هو ضرب من الخيال، ونحن نميل إلى التفكير بأنه ليس ممكناً لأننا لا نفعل ذلك في الواقع، ولكنه من الناحية الرياضية، أمر ممكن”.
وأضاف “تيبيت”، المتخصص في نظرية النسبية العامة لألبرت أينشتاين، أنه والفريق العامل معه “توصلوا إلى وضع صيغة رياضية يمكن استخدامها لتصميم آلة للسفر عبر الزمن”.
وبين “تيبيت” في دراسته أن “الفضاء، المكان الفيزيائي، لا ينبغي أن ينقسم إلى 3 أبعاد مع فصل البعد الزمني للأحداث، لذلك ينظر إلى المكان الفيزيائي مع البعد الزمني للأحداث، على أنهما جزء من تسلسل رباعي الأبعاد متصل لا حدود له”.
وأوضح الباحث، الذي كرس وقته للبحوث المتعلقة بالثقوب السوداء والخيال العلمي، واستناداً إلى نظرية أينشتاين، أن “انحناء الزمكان يعكس انحناءات مدارات الكواكب، وإذا كان الزمكان مسطحاً من دون انحناءات، فإن الكواكب والنجوم ستتحرك في خط مستقيم، بالقرب من نجم كبير”.
وتابع تيبيت: “هناك أدلة على أننا كلما اقتربنا من الثقب الأسود كلما كان الوقت أبطأ، نموذجي لآلة السفر عبر الزمن يستخدم الزمكان المنحني لطي الوقت في شكل دائري للمسافرين وليس في خط مستقيم”.
وأضاف: “هذه الدائرة يمكنها أخذك إلى الوقت المناسب، إلى الوراء وإلى الأمام من خلال الزمان والمكان على طول مسار دائري”.
وبين تيبيت أنه “ما يزال هناك الكثير من العمل للانتهاء من الصيغة الرياضية للآلة، حيث أنه على الرغم من إمكانية صنع آلة الزمن من الناحية الرياضية، إلى أنه ليس من الممكن تطبيق ذلك في الوقت الراهن لأننا بحاجة للمواد التي نسميها المواد الغريبة، لطي الزمكان، والتي لم يتم اكتشافها بعد”.
وإلى ذلك، يبقى حلم السفر عبر الزمن حلماً يراود البشرية، ويقتصر تحقيقه على الأفلام السينمائية، التي غالباً ما تصور المستقبل على أنه مقسوم لقسمين، بشر يعيشون فوق الأرض، وأخرون يعيشون تحتها، ولكل قصة فيلم أسبابها ونتائجها، والتي تستخدم أقصى درجات الخيال، فيما يبقى العلم حالياً حبيس نظرياته التي يقول العلماء أنهم يقتربون شيئاً فشيئاً من تحقيقها.
تلفزيون الخبر