لم يلتزم “أحد” بوعد وزير الاتصالات لاتحاد الصحفيين أن باقاتهم “لن يمسها أحد”
فوجئ العديد من الصحفيين السوريين في مختلف المحافظات، في أول أيام شهر آذار، بارتفاع أسعار الباقات المخصصة لهم إلى أرقام عالية تكاد تصل نصف راتبهم الشهري.
واشتكى الصحفيون عبر حساباتهم الشخصية على “فيسبوك” من وصول تكلفة تفعيل الباقات إلى مستويات قياسية، عكس ما نقله رئيس اتحاد الصحفيين في سوريا مطلع شباط الفائت، على لسان الوزير بأن باقات انترنت الصحفيين مستمرة وهي “خط أحمر لن يمسها أحد”على الصفحة الرسمية لاتحاد الصحفيين على فيسبوك.
ونشرت الصفحة الرسمية حينها أن “رئيس اتحاد الصحفيين موسى عبد النور وخلال اتصال هاتفي مع وزير الاتصالات والتقانة إياد الخطيب حول باقات الصحفيين، قال إنه لن يقترب أحد من هذه الباقات المخصصة للصحفيين بل على العكس سيكون هنالك باقة إضافية بميزات جديدة مطلع الشهر القادم”.
من جانبه، كتب الصحفي “أنطوان بصمة جي” على صفحته الشخصية على “فيسبوك” ما يلي “حدا من الزملاء الإعلاميين شاف باقة الصحفيين تبع (لن يتم المساس بها) أنا شفت أسعار الباقات مضروبة بأربعة أضعاف”
وقال “بصمجي” في اتصال هاتفي لتلفزيون الخبر إن: “هذا الموضوع طرح على رئيس اتحاد الصحفيين خلال المؤتمر السنوي لصحفيي حلب، بالإضافة إلى قضايا أخرى كزيادة الدعم المادي للصحفيين والعاملين في مجال الإعلام القائمين على رأس عملهم و المتقاعدين وإعفاء أو تخفيض جمركة الموبايلات”.
وأضاف “بصمة جي” أن: “رئيس اتحاد الصحفيين أعاد التأكيد بأنه تواصل مع وزير الاتصالات الذي وعد بعدم المساس بباقات الصحفيين مع طرح باقات إضافية، وكان هناك احتجاج بأن ما يهم الصحفي حالياً هو الانترنت وليس الرسائل وباقات ishow، مع الإشارة إلى إمكانية دفع قيمة مضافة لكن ضمن المعقول، لنفاجاً صباح الجمعة بارتفاع أسعار الباقات إلى مستوى عال”.
ولفت “بصمة جي” إلى أنه: “لم يعد ممكناً تفعيل الباقات القديمة، فالشركة تركت خيارين فقط هما (إلغاء وخروج) وطرحت باقات جديدة بتكلفة عالية، ولا يمكن للصحفي أن يبقى في منزله للعمل على الراوتر، وكان من المفترض أن يعقد اجتماع مباشر قبل نهاية شباط لحل هذا الموضوع، ولا ندري الآن ماذا نفعل، هل نذهب لشركات الاتصال ببطاقاتنا الصحفية أو نتوجه بكتاب رسمي من الاتحاد”.
وقالت الصحفية سلاف حمزة لتلفزيون الخبر بأن : “موجات ارتفاع أسعار باقات الانترنت كل حين وآخر باتت معتادة، لكن آخر رفع للأسعار كان مفاجئاً وصادماً، ووصلت التكلفة إلى ما يقارب ثلت راتب الموظف رغم عدم وجود أي مبرر لهذا الرفع”.
وتابعت سلاف: “يعتمد عملنا كصحفيين بالدرجة الأولى على الانترنت، وبدأنا نعاني من غلاء أسعار الباقات بشكل كبير ما شكل عبئاً كبيراً علينا من خلال تغطية الأنشطة والفعاليات التي ننشر ونكتب عنها”.
وكتب عدد من الصحفيين السوريين عبر وسائلهم الإعلامية في وقت سابق حول ارتفاع أسعار باقات الانترنت، ونية شركتا الاتصالات بمنحهم باقة 25 غيغا مجاناً، ووعود مماثلة لتلك التي نقلها رئيس الاتحاد عن وزير الاتصالات بقرب تخصيص عروض خاصة بالصحفيين.
ومع قدوم آذار، كشف المرج بعد ذوبان الثلج عن ارتفاع أسعار الباقات المخصصة للصحفيين بنسبة تفوق المخصصة للشرائح الأخرى .
وكانت ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بداية شباط، بقيام شركتي الاتصالات، “سيرتل” و “إم تي إن”، برفع أسعار باقات الانترنت على اختلافها لتصل إلى أرقام يفوق بعضها قيمة راتب كامل.
وفوجئ العديد من مستخدمي خطوط الشركتين بالتعرفة الجديدة للباقات دون أي اعلان رسمي، في تكرار لقرارات مماثلة اتُخذت سابقاً، ولم تكلف الشركتان نفسيهما عناء الإعلان أو التوضيح والشرح عن الأسباب الموجبة لهذا الرفع، بل استمرتا بعرض باقاتهما وآخر رموزها وكأن شيئاً لم يكن.
يشار إلى أن شركتي “سيريتل – mtn” رفعتا العام الفائت سعر الدقيقة الخليوية للخطوط المسبقة الدفع إلى 47 ليرة سورية وللخطوط لاحقة الدفع إلى 45 ليرة. كما حددت سعر الميغابايت خارج الباقات بـ27 ليرة.
وتذرعت شركتا الاتصالات كما هي العادة، بأهمية رفع الأجور لضمان استمرار العمل وتحسين جودة الخدمة، في حين لا تهدأ شكاوى المواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي وعبر الوسائل الإعلامية بما فيها تلفزيون الخبر من سوء الخدمات المقدمة وأولها التغطية.
ويأتي رفع شركتي الاتصالات لأسعار باقات الانترنت مقابل خدمات متواضعة وشكاوى لا تنتهي من سوء التغطية وضعف الانترنت وغيرها من المشاكل التقنية.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر