صوت الثورة وخلافات مع الملكية والرئاسة.. ما دور السياسة في حياة “كوكب الشرق”؟
رحلت أم كلثوم عن عالمنا، قبل 49 عاماً، في 3 شباط 1975، إلا أنها مازالت خالدة فى قلوب وآذان عشاقها بما تركته من إرث فني كبير يليق بمكانة “كوكب الشرق”.
وعاشت “ثومة” كما يحب جمهورها تسميتها، حياة مليئة بالتقلبات خصوصاً على الجانب السياسي منها، حيث خاضت العديد من المعارك السياسية مع كبار القوم على اختلاف أنماط الحكم في مصر، إلا أن القدر في كل مرة ينقذها ويعيدها لموقع الريادة.
وعاصرت أم كلثوم العديد من حكام مصر بدايةً بالملك فاروق الذي عارضها أول الأمر بسبب رغبة خاله بالزواج منها، إلا أنه قرّبها منه فيما بعد بسبب حب الشعب لصوتها، وقلدها وسام “الكمال” من الطبقة الثالثة، وهو الوسام الممنوح لأميرات العائلة المالكة وزوجات رؤساء الوزارة، ما أغضب أغلب الأميرات حينها.
وبعد ثورة 1952 ارتبطت أم كلثوم ارتباطاً وثيقاً بالرئيس جمال عبدالناصر، بالرغم من منع أغانيها في بداية عهد الثورة ليتدخل عبدالناصر شخصياً ويعيد أغانيها مرة أخرى، لتغني له العديد من الأغاني منها “يا جمال يا مثال الوطنية” و” قم” التي غنتها عقب تنحيه و”حبيب الشعب”.
ونشب خلاف بين أم كلثوم وزوجة الرئيس أنور السادات أدى لمنع إذاعة أغانيها لأكثر من سنة وذلك يعود لزيارة قامت بها “ثومة” لمنزل السادات مهنئةً له بالرئاسة، ومن منطلق الصداقة التي بينهما قالت له “مبروك الرئاسة يا أبو الأناور” مما أثار غضب زوجته.
ونُقلت رواية أُخرى عن سبب الخلاف بين أم كلثوم وجهان السادات والذي كان بسبب لقب “سيدة مصر الأولى” التي كانت ترغب جهان السادات بالاحتفاظ به لنفسها وسط اشتهار أم كلثوم به مصرياً وعربياً.
وتنقلت أم كلثوم في عدة عواصم عربية وعالمية تغني لصالح المجهود الحربي عقب نكسة 1967، وقامت بجمع التبرعات، كما اشترت قطعة أرض كبيرة لإقامة مشروع أم كلثوم الخيري لرعاية مصابي الحرب.
وارتبطت “كوكب الشرق” بعلاقة وطيدة مع فلسطين وقضيتها، حيث أقامت العديد من الحفلات في فلسطين قبيل احتلالها، علاوة على غنائها العديد من الأغاني الداعمة للقضية الفلسطينية أبرزها “أصبح عندي الآن بندقية” كلمات الشاعر السوري نزار قباني.
واشتهرت أم كلثوم بالعديد من الإكسسوارات التي أصبحت علامة مميزة أشهرها النظارة، إضافة إلى عقدين من اللؤلؤ أحدهما هدية من شاه إيران، والٱخر هدية من أمير الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر، حيث تمت صناعته يدوياً فى شمال الهند ويُقال أنه كان العقد المفضل لها.
يذكر أن الروايات تعددت خلف إطلاق لقب “كوكب الشرق” على أم كلثوم، حيث قال البعض أن المذيع المصري محمد فتحي هو الذي أطلق عليها هذا اللقب، بينما رجح أخرون أنها حصلت عليه من سيدة فلسطينية من حيفا خلال حضورها حفلة من حفلات “الست” في يافا.
تلفزيون الخبر