العناوين الرئيسيةمن كل شارع

كرنفال الفقراء يتحول إلى “الفرجة” فقط.. أسعار سوق الجمعة في حمص أقوى من دخل زواره

ما قبلَ موعد صلاة الجمعة وعلى مساحة تمتد مئات الأمتار، في ساحة كبيرة تتوسط حي “باب الدريب” وصولاً إلى دوار “الفاخورة” بمدينة حمص،
يتجمع آلاف الحماصنة للبحث عن لوازم حياتهم في سوق الجمعة الشهير.

في روتينٍ متكرر لم يتوقف حتى في أكثر سنوات الحرب قساوة، تفاوتت كثافة بائعي السوق وأرقام زواره، لكن هذه العادة الأسبوعية لم تتوقف أبداً حتى عندما تنقل السوق وبسطاته عدة مرات.

ومع عودة الهدوء إلى أحياء المدينة منذ عدة سنوات، اعتاد المواطن الحمصي على أن يجد ما يحتاجه في هذا السوق وبأسعار تقل عن تلك المعروضة في أسواق المدينة بنسبة تقارب النصف أحيانا ً.

وشهدت أسعار سوق الجمعة تناسباً عكسياً رغم عودة الأمان إلى “العدية” جراء أسباب متعددة تصدرها التضخم الاقتصادي الكبير المترافق مع ضعف القوة المالية للسواد الأعظم من السكان، ليتحول من مقصد لشراء المستلزمات إلى مجرد مكان لقضاء الوقت و”الفرجة كونها ببلاش”، حسب تعبير أحد المواطنين.

ويفترش مئات الباعة الأرض رغم برودتها هذه الأيام، يعرضون ثياباً هنا وأبواباً وخضاراً وصنابير وطيوراً هناك، ليجد الباحثون أغراضهم دون أي شك في مئات البسطات، ولكن بأسعار لاهبة لا تختلف عن أسعار سوق النزهة القريب.

وترواحت أسعار قطع الثياب ما بين 10_25 ألف للكنزات، و100 ألف للجاكيت والبنطلون، في حين تباع أبواب الخشب مابين 500 ألف وحتى المليون، وباب الألمنيوم 700 ألف، بينما تباع صنابير المياه ما بين 25_ 150 ألف.

وأوضح صاحب إحدى البسطات أن: “سعر النفاضة 10 آلاف والسكينة المخصصة للمطابخ 175 ألف، و وسيخ الشاورما المستعل 400 ألف، ودزدينة الصحون 100 ألف”.

واتفق معظم الباعة على أن ارتفاع أسعار المواد على اختلافها يعود لأسباب يعرفها الجميع، فكل شي طاله التضخم ما أدى لاقترابها من سعر أسواق المدينة، فتتضاعف كل حين وآخر متأثرة بسعر الاخضر، حسب تعبير قاسم (صاحب بسطة أباريق وكاسات) لتلفزيون الخبر.

“متلو متل أي سوق” يقر الشاب بارتفاع أسعار السوق، لكن ميزته الوحيدة هو وجود مختلف المواد العذائية والمنظفات والأدوات المنزلية الجديدة والمستعملة، والألبسة والأحذية في مكان واحد، ويشكل الراغبون بإكساء منازلهم الغالبية العظمى من زواره”ّ.

“من أولى ساعات الصباح وحتى صلاة الجمعة”، يوضح قاسم موعد بدء العمل في هذا السوق مضيفاً أن: “السوق يكتظ بالزائرين في ساعات الصباح الباكر، ما يشكل حركة تجارية نشطة في المنطقة بعد تغيير موقعه من حي المهاجرين إلى باب الدريب”.

“حركة شبه ميتة”، يؤكد قاسم لتلفزيون الخبر، وتختلف حسب المواسم والأعياد، وبعد أن كانت أسعار السوق رمزية مقارنة بالبضاعة في الأسواق، أصبحت لا تختلف عنها كثيراً، فتغيرت أحواله مقارنة بالماضي نتيجة الحرب الطويلة في البلاد، وتدهور الوضع الإقتصادي، فاقتصر مرور السكان على الفرجة والسؤال ببلاش.

وتشهد مختلف أسواق مدينة حمص الشعبية تراجعاً في حركة الشراء مع وصول أسعار مختلف المواد إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، دفعت الكثيرين للاكتفاء “بالفرجة والصفير”.

عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى