اخبار العالم

متجاوزة إصابتها.. “همس الملائكة” مشروع علا قازان المتخصص بالشمعيات في اللاذقية

مقتنعة بشكل راسخ أن الله اختارها كي تكون مختلفة، آمنت علا قازان وعملت على تجاوز إصابتها بمرض “الجنف” لترسم حياتها ومستقبلها ومشروعها بخطى ثابتة.

درست علا (30 عاماً) علم الاجتماع لكنها توقفت لظروف معينة، وتوظفت في مؤسسة مياه اللاذقية، كما عملت في المجال الإنساني بمكتب لدعم أسر الشهداء لمدة سنتين، في مسيرة عمل مستمرة لم تتوقف رغم المرض.

 

“نقطة التحول كانت استشهاد والدي”، قالت علا لتلفزيون الخبر، وكان ذلك الحدث نقطة التحول المركزية في حياتي لأخرج النور من داخلي وأدرك نفسي وقوتها، وأعيش مرحلة التصالح الحقيقية معها وأقدم كل ما استطيع بمحبة خالصة”.

وتابعت علا: “طوّرت من قدراتي في أي مجال أثار شغفي، من الكتابة للتصوير الفوتوغرافي والتنمية البشرية، بالإضافة إلى كورس الكاريزما الذي علمني كيف أخطط لمشروع خاص يشبه شخصيتي، ومن ثم اتباع دورات محادثة باللغة الانكليزية وتعليم الأطفال”.

 

“همس الملائكة خلاصة التجارب”، أكملت علا لتلفزيون الخبر بأن: “نتاج كل تلك التجارب كان البدء بمشروعي الخاص المتعلق بالشموع مع الفضول الذي كان يدور في ذهني حول صناعتها، وكنت في مرحلة رغبت فيها بمساعدة عائلتي مادياً وإشباع نفسي روحياً”.

 

وبينت علا أن: “بداية التعلم كانت عبر قنوات يوتيوب متخصصة بتعليم صناعة الشموع، وكنت أسجل الملاحظات بشكل دقيق كما تواصلت مع محترفين في هذا المجال، وخصصت جزءاً من راتبي لجمع رأس مال بسيط كبداية، ومن ثم انتقلت لمرحلة تأمين المواد الأولية للعمل”.

 

وأشارت علا إلى: “بعض الصعوبات في البداية ومنها عدم توفر المواد الاولية في اللاذقية، لكن عائلتي وأصدقائي ساعدوني للوصول إلى المصادر، كما أنشأت صفحة خاصة للعمل على وسائل التواصل الاجتماعي وشاركت في بازار للمرة الاولى وكانت مشاركة مثمرة ودافعاً كبيراً للاستمرار”.

 

واضافت علا : “لم يخلو الأمر من صعوبات خاصةً بظل ارتفاع الأسعار و عدم ثباتها فكانت تلك مشكلة كبيرة، بالإضافة إلى صعوبات تسويق القطع وهنا كان دور عائلتي المبير في مساعدتي، فهم كانوا وما زالوا الداعم الأول لي”.

 

وبينت علا أن:ّ “العمل يمر بمراحل عديدة، أولها تذويب الشمع الخام على نار هادئة مع إضافة مادة المصلب لشمع البارافين بكمية مدروسة حسب كل شمعة، وما تحتاجه ليبدأ العمل مع وصول الشمع الى درجة مناسبة”.

 

وتابعت علا: “يمكن إضافة الزيوت العطرية حسب الطلب ومن ثم إضافة اللون المطلوب، قبل أن نجهز القالب للصب وثقب مكان الفتيل، ومن ثم صب الشمع بثبات وهدوء وتركه كي يجمد، ومن بعدها نفك القالب بعد أن يأخذ شكله المطلوب”.

 

“كل شمعة أصنعها من روحي”، تؤكد علا أن كل شمعة تصنعها بكل طاقة وحب وأمل، و هذا ما أريده أن يصل لكل الاشخاص الذين يتعاملون معي في الحياة.

 

أما عن اسم المشروع (همس الملائكة ، Angels whisper )، لفتت علا لتلفزيون الخبر إلى أن: “سبب الاختيار شخصي، عندما كنت أشعل شمعة وأتأمل نورها مع يقيني بوجود الملائكة حولي، يسمعونني يحمونني و يرشدوني إلى الطريق الصحيح كي أعيش الجنة على الارض”.

 

وتوجهت علا برسالتها للجميع: “بأهمية تقبل وضعك ومحيطك، وأن تكون صادقاً مع روحك، لتسمح لروحك بأن تكون من نور الله، وأن تحب نفسك و تسعى لتصبح نسخة أفضل منك، وتعلم من أخطائك وكن ممتن الها لأنها الدليل على أنك تعيش وتحاول، وهي البذرة الأولى لثمرة النجاح، والمحبة نور، حافظ على نورك”.

 

عمار ابراهيم- تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى