العناوين الرئيسيةمجتمع

بكاء منى واصف على المسرح أعاد طرح السؤال: هل نحن ندعم أطفالنا حقاً؟

ذرفت الممثلة السورية منى واصف دموعها أثناء استلامها جائزة الانجاز مدى الحياة بحفل Joy Awards الذي أقيم في السعودية.
وقالت “واصف” باكية بالعامية السورية: “ياربت أمي كانت معي لتشوف انو طلع معي شي لانه كانت زعلانة مني اني ماكملت دراستي”.
ولاقى رد فعل الممثلة السورية القديرة انتباه معظم المتابعين ورواد وسائل التواصل الاجتماعي، مثيراً الاهتمام والسؤال حول أهمية الدعم النفسي المقدم من قبل الأهل لأولادهم فيما يخص قراراتهم بممارسة مهنة دون أخرى.
وتحدثت الأخصائية النفسية، الدكتورة ولاء الحسن، لتلفزيون الخبر حول تأثير الدعم المقدم من قبل الأهالي قائلة: “اذا عدنا لمسيرة حياة الكثير من العلماء والمشاهير، نجد أن الأسرة كانت المؤثر الأكبر نحو تحقيق مايطمحون اليه”.
وتابعت “الحسن”: “هذا لا يعني أن جميع تلك الأسر كانت داعمة لأبنائهم، فكثير منهم تحدوا الصعوبات والعوائق بما فيها رفض الاهل وإهمالهم لاحتياجاتهم ورغباتهم، ليسعوا بنفسهم نحو طموحهم مع الإصرار على تحقيق الذات”.
وبينت الاخصائية لتلفزيون الخبر أنه: “قد يكون أحد الوالدين أو كلاهما عائقاً في تحقيق طموح أبنائهم لأسباب متنوعة ومتعددة، تبدأ بأسلوب المعاملة التي تتضمن الإهمال، التسلط، التمييز بين الأبناء، بالإضافة الى الحماية الزائدة”.
وأكملت الدكتورة ولاء : “تترك هذه الأساليب أثرها السلبي على شخصية الأبناء وثقتهم بأنفسهم وبقدرتهم على الاستقلالية والاعتماد على الذات، والذي ينعكس على قدرتهم باتخاذ قرارات حياتهم الخاصة وتحقيق أهدافهم في الحياة”.
وأكملت الأخصائية النفسية لتلفزيون الخبر: “كثيراً ما تتردد عبارات على مسمع الأبناء وتترك صداها في حياتهم مثل “لازم تدرس علمي أما الأدبي للأغبياء، لازم تاخد علامة كاملة، كل عمرك فاشل، لنشوف شو رح يطلع منك”.
ولفتت “الحسن” إلى أن: “العادات والتقاليد تلعب دوراً هاماً في وضع طموحات الأبناء في إطار محدود بعيداً عن التنفيذ كأن ترفض الاسرة دعم رغبة ابنهم في الغناء أو التمثيل أو الحلاقة النسائية لأن مجتمعهم محافظ”.
وتابعت “الحسن” : “كما يدعم الآباء طموحات الأبناء التي تتوافق مع طموحاتهم، فاذا كان الاب طبيباً يسعى جاهداً لأن يكون ابنه طبيب بغض النظر عن طموح ابنه أو قدراته”.
وأكملت الاخصائية لتلفزيون الخبر: “كما يميل الآباء لا شعورياً الى زج أبنائهم في مقارنات مع أقاربهم أو جيرانهم ما يجعلهم أقل ثقة بأنفسهم وأقل قدرة على تحديد امكاناتهم”.
واردفت “الحسن”: “كما يميل الأهل الى رفع مستوى توقعاتهم أو خفضه دون المستوى الواقعي متجاهلين قدرات الأبناء أو رغباتهم، فينتظرون منهم تحقيق مايفوق طاقتهم أو التقليل من شأنهم”.
وضربت “الحسن” مثالاً أنه: “كثيراً مانجد طلاباً دخلوا كلية الطب في الجامعة في سبيل تحقيق مكانتهم لدى والديهم ولم يكملوا ما بدأوا به لينتقلوا الى فرع آخر، وينتهي بهم الأمر إلى التوقف عن الدراسة بسبب مشاعر الإحباط والفشل”.
وقالت الدكتورة “الحسن” : “من خلال خبرتي العملية في المجال الإنساني كأخصائية نفسية لسنوات عديدة اتضح أن الكثير من المشكلات النفسية والتجارب الصادمة كانت على ارتباط وثيق بالتنشئة الوالدية والسياق الذي يعيش فيه الفرد”.
وتابعت “الحسن”: “تؤثر التنشئة بشكل كبير في قدرة الفرد على تحدي العوائق والتعامل مع الظروف المتجددة والتي تعتبر عوامل مهمة نحو تحقيق طموح الفرد”.
ونوهت الاخصائية لتلفزيون الخبر أن: “دور الاهل يتجلى في العبارة القائلة “اضبط لهم الإطار ودعهم يرسمون اللوحة”، ومعنى ذلك أن الدور الأكبر للأهل يكمن في توفير إطار آمن وداعم لأبنائهم بما يمنحهم الحرية للتعبير عن أنفسهم وتحديد مايمتلكونه من نقاط قوة وضعف وصياغة أحلامهم وطموحاتهم بالطريقة التي يرغبون بها وتشجيعهم على تحقيقها”.
وأضافت “الحسن”: “الدعم والتشجيع من قبل الأهل يمكّن الابناء من اكتساب ثقة بقدراتهم ليكونوا أكثر مرونة في اتخاذ القرارات ومواجهة التحديات التي تقف عائقاً في تحقيق أحلامهم، كما يساعد الحوار والتواصل الفعال بين الأهل والأبناء على زيادة ثقتهم بأنفسهم وتحديد نقاط ضعفهم وقوتهم”.
وأشارت الدكتورة ولاء إلى أنه: ؛من المهم أن يركز الأهل على الإنجاز بدلاً من التركيز على الدرجات وبعيداً عن المقارنات والتمييز، وأكثر قدرة على تقدير مستوى قدرات أبنائهم بشكل واقعي بدلاً من المبالغة أو التقليل من قدراتهم وإحباطهم”.
وتابعت الاخصائية النفسية: “من المهم أن يساهم الأهل في توفير الفرص التي تدعم طموح أبنائهم كتوفير المصادر التي تطور قدراتهم وتعلمهم والمساهمة في الأنشطة المختلفة وتوفير الدعم المادي والمعنوي”.
وختمت “الحسن” لتلفزيون الخبر بأن: “محيطنا له الدور الأكبر في اكتسابنا أسلوب حياة فعال يمهد لنا الطريق لتحقيق أهدافنا وتعد الأسرة الركيزة الاقوى في هذا المحيط كونها تترك أثرها منذ الطفولة المبكرة ويستمر هذا الأثر في كل مراحل الحياة”.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى