العناوين الرئيسيةمن كل شارع

محال تجارية في حمص تغلق أبوابها باكرا ً نتيجة تردي واقع الكهرباء

بسرعة وغضب وإحكام، ينزل وسام (37 عاماً) غَلَق محله التجاري في حي المهاجرين بمدينة حمص، مطلقاً سيلاً من الكلمات الغاضبة جراء تردي الواقع الكهربائي المتزايد سوءاً يوماً بعد آخر.
“كرهونا تيابنا والله العظيم”، يبدأ وسام حديثه ممتعضاً من طول وكثرة وعود المعنيين في مدينة حمص بتحسن الواقع الكهربائي دون أي ترجمة عملية، فالحكي ما عليه جمرك، حسب تعبيره لتلفزيون الخبر.
ويكمل وسام (صاحب محل لبيع التوابل والبهارات) بأن: “بطارية المحل لم تشحن منذ ثلاثة أيام وبالتالي لم تعد قادرة على إضاءة اللدات، ما تسبب بالضرر كون أغلب المارة يعتقدون أن المحل مغلق لعدم وجود إنارة.
“حتى ضو الفلاش خلص”، يتابع وسام قائلاً: “اعتقدنا أن المشكلة مؤقتة واعتمدنا على ضوء الفلاش في الجوالات للإنارة في المحل، لكنها نفذت بدورها من الشحن نتيجة عدم شحنها طوال اليوم”.
بدوره، أضاف عيسى (صاحب مكتبة) أن: “البيع بات يعتمد على البقبيشة أي البحث غريزياً عن أماكن وتوزع الأقلام والمحايات والمساطر بحكم الخبرة، فالكهرباء لم تزرنا منذ أسبوع دون أي تحرك من طوارئ الزهراء”.
وأكمل عيسى لتلفزيون الخبر: “نحمد الله أن ذروة عملنا في الصباح مع توجه الطلاب إلى مدارسهم، لكن الحركة تنشط ليلاً لشراء اللوازم وتحويل الوحدات، وبالتالي فقدنا عدداً كبيراً من زبائننا كوننا نغلق الساعة السابعة بعد أن تنفذ كل الحيل الممكنة لتأمين الإنارة”.
“صار اسمو فصل “العتمة”، من جهته، يشير أبو ناصر (صاحب محل ألبسة) إلى أن: “الاستعدادات جميعها لم تعد نافعة مع كل فصل شتاء يمر، وحتى الشمع بات مرتفع الثمن كما كل شيء في الأسواق”.
وتابع أبو ناصر: “انتهى الكلام والأمل والتوقع بالتحسن، فالوعود وما أكثرها، ناهيك عن عدم تجاوب مركز الطوارئ مع اتصالاتنا، فالرقم المخصص للشكاوى يبقى يرن حتى فرج الله”، حسب تعبيره.
وتشهد محافظة حمص أسوأ فترة تقنين كهربائي بواقع أقل من نصف ساعة وصل مقابل 6 ساعات قطع، في مسلسل جديد يعيشه الحمصي كل شتاء، مع الأعطال المتكررة وطول فترة إصلاحها.
وحاول تلفزيون الخبر التواصل مع مدير شركة كهرباء حمص، المهندس محمود الحديد للسؤال عن أسباب زيادة التقنين وتراجع مدة الوصل دون أي تجاوب منه رغم معرفته بهوية المتصل، بالإضافة إلى وضع المكتب الصحفي في صورة الشكاوى أيضا ً.
ويشير مصطلح “البقبيشة” إلى البحث عن الأشياء والمشي بالاعتماد على حاسة اللمس والتوقع على العمياني كما يقال، وهي طريقة يتبعها السوريون في الكثير من تفاصيل حياتهم، كحال الطلاب المتوجهين صباحاً إلى مدارسهم على سبيل المثال لا الحصر.
الجدير بالذكر أن جميع شعوب الأرض تستبشر خيراً بهطول الأمطار ما عدا السوريين، الذين فاقوا أيوب صبراً وتحملاً، على شبكة كهربائية تنقطع لمجرد وصول أولى غيوم الشتاء، لتحمل معها صعوبات كبيرة من فساد المونة في البرادات، وتضرر الأجهزة الإلكترونية، وانطفاء البطاريات المنزلية جراء عدم شحنها.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى