أكاديمي يشرح تبعات سماح الحكومة بتصدير زيت الزيتون .. التجار هم المستفيدون الوحيدون
شرح الأستاذ الدكتورهيثم عيسى، المحاضر في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق، تبعات سماح الحكومة بتصدير زيت الزيتون، مؤكداً أن “التجار هم المستفيدون الوحيدون”
ووافق مجلس الوزراء على توصية اللجنة الاقتصادية بالسماح بتصدير مادة زيت الزيتون المفلترة والمعبأة بعبوات لا تزيد عن حجم (5) لتر أو كغ، وبكمية لا تزيد عن /5000/ طن، وعلى أن يعاد النظر بزيادة هذه الكميات وفق تطورات سعر وكمية المادة في السوق المحلية.
وأوضح الدكتور هيثم عيسى، لتلفزيون الخبر أنه “نظرياً لتتبع الأثر نقيم المتأثرين لثلاث مجموعات: المنتجون والسماح بالتصدير يعني زيادة الطلب على منتجهم (زيت الزيتون في حالتنا هذا) مما يؤدي إلى ارتفاع السعر وتحقيق عوائد أكبر”.
وتابع “عيسى: “المستهلكون ويؤدي ارتفاع السعر إلى تأثر هذه الفئة سلبياً كونها ستدفع سعر أعلى للحصول على السلعة نفسها”.
وأكمل “عيسى”: “والحكومة، تحصل على إيرادات مالية تتناسب طرداً مع الضرائب على الصادرات وفي حال عدم وجود ضريبة لا تحصل على أي عائد”.
ومن الناحية العملية قال “عيسى”: “في سوريا نادراً ما يكون المنتجون هم المصدرون، وبالتالي الفائدة التي أشرنا إليها أعلاه للمنتجين يأكلها التجار المصدرون وممن يعمل معهم”.
وأضاف “عيسى”: “الذي حصل هذا العام وكما في كل عام، اشترى التجار منذ فترة طويلة جداً كميات كبيرة من زيت الزيتون من المنتجين الفلاحين وبأسعار بخسة جداً (كان الحديث في وقتها عن وجود إنتاج متبقي من الموسم السابق ولم تكن فكرة التصدير مطروحة)”.
وأردف “عيسى”: “وقام التجار بتخزينه ولم يُطرح في السوق المحلية وكأنهم يعلمون أنه في وقت لاحق سيتم السماح بالتصدير”.
وبين “عيسى: “الدليل على أنهم لم يطرحوا ما اشتروه من زيت زيتون في السوق، هو الارتفاع الكبير في سعر هذه المادة خلال الأشهر العشرة الأخيرة”.
وأكمل الأستا\ الجامعي: “لو تم تسويق الزيت وطرحه في السوق، فالمنطق الاقتصادي يقول أنه يجب أن يتراجع السعر وهو ما لم يحدث بل حدث العكس وكأن هناك من يعمل على تجفيف السوق ليستغل فرصة مقبلة”.
ومن ناحية الأثر النهائي للقرار قال “عيسى”: لا أعتقد سيحصل الفلاحون على مزايا التصدير إلا من احتفظ ببعض الكمية المنتجة حتى الآن، ستكوى جيوب المستهلكين بارتفاع إضافي في السعر نتيجة الطلب الخارجي الذي ينجم عن التصدير”.
و”سيجني التجار الإيرادات بمعظمها، ومن ثم سيتم استهداف محصول جديد باللعبة نفسها كما زيت الزيتون وكما البصل في العام السابق والثوم في العام الذي سبقه وهكذا”،وفقاً ل “عيسى”.
يذكر أن أسعار زيت الزيتون، شهدت ارتفاعاً كبيراً هذا العام، حيث وصل سعر “بيدون” زيت الزيتون إلى المليون و200 الف ليرة سورية، في الساحل، وإلى مليون و800 ألف في حلب .
بشار الصارم – تلفزيون الخبر