ذات المسلسل بذات السيناريو.. انقطاع جديد لبعض الزمر الدوائية فهل هنالك رفع قادم للأسعار؟
اعتاد المواطن السوري على التعامل مع معطيات رفع أسعار الحاجات الأساسية، حيث بات يجهز نفسه لتقبل الأمر دون الحاجة لجهود “لجنة تهيئة الرأي العام”.
ويعود هذا السلام الذي يعيشه السوري مع بوادر رفع سعر مادة ما، ليس لقناعته بالأمر، بل لأن أساليب الجهات المعنية والتجار باتت واضحة ومكشوفة كما كان يحدث في المسلسلات العربية القديمة التي تفتقد للحبكة الذكية في تخريج المشاهد.
وأصبح موضوع نقص الدواء وارتفاع أسعاره جزء من طقوس السوريين الفصلية فكل “كم شهر” تنقطع مجموعة من الزمر الدوائية ثم بعد “لفة ودورة” تعود هذه الزمر بأسعار مضاعفة ثم بعد مدة وجيزة يعود ذات السيناريو.
وتحول الموضوع لمادة دسمة للتجاذب بين الجهات المعنية من جهة وأصحاب المعامل الدوائية من جهة أُخرى، والحجة ثابتة لا تتغير وهي الحرب ونقص المواد الأولية وأسعار التكلفة وإلى ما لا نهاية له من الشماعات التي بات يحفظها المواطن عن ظهر قلب.
وبحكم العادة، ونتيجة قرار مسبق من قبل نقيبة صيادلة سوريا وفاء كيشي بعدم التصريح لوسائل الإعلام، فإن السؤال حول قضايا الدواء والصيادلة لا نجد له من سبيل سوى لدى الصيادلة أنفسهم ليكونوا هم أمام المواطن (الخصم والحكم).
وأفاد مصطفى علي أحد صيادلة دمشق لتلفزيون الخبر أنه “هنالك بوادر رفع أسعار لبعض الزمر الدوائية التي فُقدت أو قل توريدها للصيدليات خلال الفترة الماضية وذلك وفق ما جرت عليه العادة سابقاً”.
وتابع “علي” أن “من الأدوية المفقودة أو القليلة هناك خافض الحرارة والنفخة للأطفال وبعض زمر أدوية البلغم والموسعات القصبية والضغط إضافة للأدوية التي أصبحت نادرة بشكل معتاد كالأدوية العصبية والنفسية وحليب الأطفال الذي يوزع علينا بالقطارة”.
وأشار “علي” إلى أن الحلول المتاحة أمام الصيدلاني لتأمين الدواء في مثل هذه الحالات ينقسم إلى طريقين الأول “السوق السوداء” وهو ما يحمل الصيدلاني والمستهلك التفاوت السعري الكبير الحاصل إضافة لعدم الثقة بالدواء من “السوق السوداء” بسبب عدم معرفة الجودة والأمان.
وأكمل “علي” أن “الطريق الثاني الذي يسلكه الصيدلاني لتأمين الدواء هو عبر موزعي مستودعات الأدوية أنفسهم حيث يتبعون سياسة تحميل الصيدلاني زمر دوائية غير مطلوبة وبكميات وأسعار غير منطقية مقابل تزويده بكميات قليلة من الأدوية المطلوبة”.
وعن سبب الأزمة الحالية قال الصيدلاني “علي” أن “السبب المعلن دوماً هو نقص المواد الأولية وظروف الحصار لكن نتيجة الخبرة والعادة أصبحنا نعلم أن هنالك نشرة أسعار جديدة ستصدر خلال أيام تشمل الزمر موضوع الأزمة”.
يذكر أن شماعة الحرب في سوريا باتت عنواناً لحقبة لا تنتهي، فمهما اشتعلت أزمات ووصلت مساعدات وأُقيمت مؤتمرات وجرت انفتاحات سياسية تبقى شماعة الحرب هي الحل الوحيد أمام الجهات المعنية لتبرير تقصيرها دون التفكيربإيجاد حلول ناجعة .
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر