بين الشائعات والنفي.. ما حقيقة انتشار مرض شبه طاعون الدجاج في سوريا؟
انتشر الحديث مؤخراً عن انتشار مرض (النيوكاسل) المعروف باسم شبه طاعون الدجاج، وتسببه بنفوق أعداد كبيرة من الدواجن في المحافظات.
وفي توضيح حول حقيقة الأمر، قال مدير الصحة الحيوانية في وزارة الزراعة، الدكتور باسم محسن، لتلفزيون الخبر: “لا ننفي وجود المرض، لكن ما حصل هو أن الحالات انتشرت مع موجات الحر بالشهر السابع والثامن خلال فصل الصيف، وتسببت ببعض المشاكل والاجهاضات للطيور”.
وأوضح الدكتور “محسن” أن: “مرض (نيوكاسل) أو شبه طاعون الدجاج هو مرض فيروسي يصيب جميع أنواع الطيور، ويحدث فيها إنتاناً دموياً أو أعراض تنفسية أو عصبية أو هضمية انتشاره سريع يؤدي إلى نفوق أعداد من الطيور و انخفاض إنتاجيتها”.
ولفت الدكتور “محسم” إلى أن: “الطيور المعرضة للعدوى هي الدجاج في جميع الأعمار والديك الرومي والطيور المائية مثل البط والإوز والحمام والطيور البرية أيضاً”ّ.
أوضح مدير الصحة الحيوانية في وزارة الزراعة خلال حديثه لتلفزيون الخبر أن: “طرق انتقال المرض متعددة، فهي تنتقل من طائر مصاب إلى سليم عن طريق الهواء ويمكن أن يصل الفيروس إلى مسافة 1-2 كيلو متر اذا كانت منطقة التربية بها رياح شديدة”.
وتابع الدكتور “محسن”: كما تنتقل العدوى عن طريق الأدوات والعلف والإنسان والطيور البرية والفئران والكلاب و القطط و مخلفات الدواجن والطيور النافقة أيضا ً”.
وأضاف الدكتور “محسن” لتلفزيون الخبر: “لوحظ عدم الالتزام الجدي والفعلي بإجراءات الأمن الحيوي في المزارع من حيث وضع مغاطس للمواد المعقمة على مداخل الهنغارات أو مداخل المزرعة لتعقيم سيارات توزيع الصوص”.
ولفت الدكتور “محسن” إلى أن “معظم الإصابات تتركز لدى مداجن الفروج أكثر من البياض نتيجة إهمال استخدام برامج تحصين وطرق تحصين تؤمن الحماية المناعية الكاملة، في حين أنه عند تربية البياض يتجه المربون إلى برامج تحصين أكثر نجاعة وتنظيماً”.
وتابع الدكتور “محسن”: “تسبب قيام بعض الجهات غير الفنية بتقديم نصائح عن غير دراية بتطور بعض الحالات في العديد من المناطق، وهنا نشير إلى أهمية دور الطبيب البيطري أو المهندس الزراعي المشرف على المزرعة في أهمية التوجيه والإشراف”.
وأكد مدير الصحة الحيوانية أنه: “تم التواصل مع دوائر الصحة الحيوانية في المحافظات وتعقيم بعض المزارع التي حدثت فيها الإصابات والتعاون مع الجهات المعنية للتخلص الفني من الطيور النافقة المرمية بطرق غير فنية”.
وبين الدكتور محسن لتلفزيون الخبر أنه: “لايمكن التكهن بدقة بحجم الآثار الاقتصادية الناجمة عن حدوث هذه الحالات، لاسيما أنه تم تضخيم المشكلة في بعض الحالات، بالإضافة إلى ارتفاع مدخلات الإنتاج جراء الحصار وبالتالي يصعب تحديد الخسائر بدقة لارتباطا بعوامل متعددة”.
وأشار مدير الصحة الحيوانية إلى أن: “المؤشرات الحالية والتقارير الواردة من المحافظات إلى تراجع الحالات بشكل كبير جداً ولا تتجاوز نسبة الاصابة 15% بالنسبة إلى عدد المزارع، وخاصة بعد أن تم الالتزام من قبل المربين بإجراءات الأمن الحيوي و برامج التحصين المناسبة”.
وأكد الدكتور “محسن” بأن: “هذه الحالات أصبحت في طورها الأخير وأمور التربية تعود إلى حالاتها الطبيعية، وبشكل خاص مع صدور القرار المتضمن السماح باستثمار كافة المزارع المرخصة و غير المرخصة بناء على وثيقة استثمار تنظم لهذا الغرض مع تقديم كامل الدعم اللازم من محروقات ومقننات علفية”.
وأضاف مدير الصحة الحيوانية لتلفزيون الخبر: “تم التواصل مع المربين والقيام بجولات من قبل البيطريين وتقديم النصائح وتم اعتماد برنامج تحصين جيد”.
وكان أكد عضو لجنة مربي الدواجن، حكمت حداد، أن أسعار الفروج سوف تشهد ارتفاعات جديدة قادمة، نتيجة لنفوق عدد كبير منها جراء انتشار مرض “شبه طاعون الدجاج”، الذي أثر بشكل كبير على معظم المداجن في مختلف المحافظات.
وأضاف حداد، وفق صحيفة “البعث”، أن الخسائر كبيرة، ومن الطبيعي انعكاسها على الأسعار، لأن العرض سيصبح أقل بكثير من الطلب، كما وتلعب الأعلاف والأدوية دوراً بالتسعير، يضاف إليها تكلفة التدفئة”.
ولفت “حداد” إلى أن هذا المرض أكثر انتشاراً في بعض المناطق مثل ريف دمشق ودرعا وحماة وحمص، مضيفاً أن “التحصين باللقاحات ضد المرض ضعيف في هذه الظروف، مما يزيد من تعقيدات الوضع.
يذكر أن وزارة الزراعة دعت إلى الابتعاد عن الشائعات كونها تضر بمربي الدواجن ويستخدم لرفع الأسعار إلى مستويات غير منطقية وأنها مستعدة لتقديم كافة النصائح اللازمة والدعم الفني للأخوة مربي الدواجن من خلال كوادرها البيطرية المنتشرة في المحافظات.
وأكدت الوزارة أنه لاجائحة لفيروس شبه طاعون الدجاج والوضع تحت السيطرة، ونسبة النفوق التي سجلها الفيروس ضمن المعدلات الطبيعية، كما نفت تماماً انتقال العدوى إلى الإنسان وفقاً للإثباتات العلمية التي قدمها أهل الاختصاص.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر