بواسطتها يستخرج “حليب السباع”.ّ. “الكلكة” ورحلة العنب وصولاً إلى العرَق
يثبّت يزن وعاء كبيراً يسمى “الدّست” في أرضية محله بحي المهاجرين بمدينة حمص، ويجهزه ليكون أولى مراحل تصنيع الكلكة الشهيرة في المحافظة.
“منها يستخرج حليب السباع كما يحلو لمحبي العرق وصفه”، يقول يزن، وهو المشروب الكحولي المحبب في سوريا وبشكل خاص لدى سكان منطقة الساحل السوري وحمص وحماه وغيرها الكثير من المناطق.
وشرح يزن لتلفزيون الخبر عن أجزاء الكلكة التي يفضل أن تصنع من النحاس، نظرا ً لقدرته العالية على نقل الحرارة وسهولة التعامل معه، فيتألف جهاز الكلكة أولا ً من طنجرة أو قدرٍ كبير يُسمى بـ”الدست”.
“وبعدها الطربوش”، يتابع يزن، فيتصل الدست بغطاء قُمعي الشكل، نطلق عليه اسم الطربوش، الذي يتصل بدوره بأنبوب نحاسي ينتهي إلى خزان يتم فيه حبس البخار المتصاعد ويشكل العامل الأساسي في عملية التقطير”.
وعن عملية التقطير تحدث يزن قائلاً: “يُملأ الدست بنسبة ثلاثة أرباع استيعابه من العنب ويضاف مع 10 ليترات من الماء، و15 كيلو من اليانسون حصرا ً لنقائه وخلوه من الشوائب”.
وأكمل يزن لتلفزيون الخبر: “يُركّب القمع فوق الدست ويغلق بإحكام منعاً لنفاذ البخار. ومع بدء عملية الغليان يتقطر العرق عبر أنبوب يصل بين “الكلكة” وعبوة مخصصة لتعبئة العرق يسمى السبع.
وعن الوقت المستغرق، بين يزن أن العملية هذه تستمر لمدة أربع ساعات ينتج خلالها 6 ليترات من العرق الصافي.
وأشار يزن إلى أنه: “يتم استبدال النار بشكل دائم تحت الكلكة ويتم تبريد السائل بشكل مستمر حتى الانتهاء من تقطير كل الكمية الموجودة في الدست، حيث يتم إفراغه ثم القيام بالعملية مجدداً، ولذلك يسمى بعض العرق بالمثلث، لكونه مر بثلاث عمليات تقطير.
ولفت يزن لتلفزيون الخبر إلى أنه: “لا يجوز استخدام دست مصنوع من براميل حديدية بسبب الصدا الناتج عنتفاعل لخمر مع الحديد، بل يفضل أن تكون نحاسية وفي حال عدم توفر النحاس يمكن استخدام الستانلس.
“النصية والبطحة والألفية”، يبين يزن أن هناك عدة عبوات لوضع العرق فيها، فالبطحة تتسع ربع لتر، وللنصية نصف لتر، أما أكبرها وهي الالفية وتتسع خمسة لترات”.
وختم يزن لتلفزيون الخبر إلى أنه: “يمكن استخدام الكلكة في تقطير الزيوت العطرية، مثل زيت حبة البركة واليانسون، لكن ذلك يتم باستخدام كلكة أصغر حجماً من تلك المخصصة لتقطير العرق”.
يشار إلى أن الكثير من العائلات في سوريا تصنع العرق ويصنف ضمن المونة، إما لشربه في ليال الشتاء الباردة أو كنوع من الضيافة وإكرام الضيف.
ويُعد العرق واحداً من أقدم المشروبات الروحية في العالم، كما يعتبر مشروبا رئيسياً على موائد الطعام في منطقة بلاد الشام، ويرتبط غالباً بالمناسبات الاحتفالية كالأعراس، والجلسات العائلية الخاصة.
يذكر أن العديد من الشعراء العرب كتبوا في وصف العرق، ويعتبر أبو نواس شاعر الخمر الأشهر، وقال فى قصيدة له: ألا فاسقنى خمراً، وقل لي: هي الخمر.. ولا تسقني سراً إذا أمكن الجهر.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر