العناوين الرئيسيةمجتمع

“التسكيج والترقيع”.. أسلوب حياة يفرضه الواقع الاقتصادي للسوريين

“سكّجها بيمشي الحال”، يطلب دانيال من جاره أبو يزن إصلاح صوبيا المازوت المهترئة التي اشتراها منذ عدة سنوات، فالجيبة فاضية على الآخر، حسب تعبيره.

dav

ويقول أبو يزن وهو صاحب محل تصليح وتصويج في حي المهاجرين بمدينة حمص لتلفزيون الخبر إن: “هذا الطلب يتكرر يومياً عدة مرات من قبل سكان الحي، وبكل ما يتعلق في لوازم حياتهم”.

dav

وتابع الرجل الستيني: “تأتي إلى ورشتي المتواضعة كل ما يخطر في بالك من أدوات منزلية قابلة للإصلاح، من الصوبيات والاباريق والقاظانات ومدافئ الكهرباء وغيرها”.

sdr

وأضاف أبو يزن لتلفزيون الخبر: “بطبيعة الحال لا يلجأ السكان إلى تسكيج لوازمهم عن طيب خاطر، لكن تراجع القدرة الشرائية لهم دفعتهم للبحث عن أي وسيلة تمكنهم من توفير المال لأمور أهم وأكثر إلحاحاً”.

dav

وليس ببعيد، تتكدس الثياب والحقائب والأحذية في محل أبو اسكندر في الحي نفسه، بانتظار وضع رقعة في بنطال أو خيط متين حول حذاء ينتظر منه أن يصمد أطول فترة ممكنة.

 

“الترقيع على أبو موزة”، يقول أبو اسكندر لتلفزيون الخبر، فالقلة القليلة من السكان قادرون على شراء الثياب والأحذية الجديدة، في حين تتجه الغالبية العظمى من سكان الحي كما معظم الأحياء إلى ترقيع الثياب القديمة وتعديلها.

 

ويضيف أبو اسكندر، وهو موظف يعمل بعد انتهاء دوامه في مهنة الخياطة، أن: “ترقيع الثياب كان يقتصر على المناسبات فيما سبق، أما الآن فقد بات عادة يومية نتيجة تدهور الوضع المالي للسكان”.

 

من جهته، فضّل مازن (39 عاماً) تغطية “ستوب” سيارته بلاصق شفاف عوض شراء آخر جديد، مع وصول أسعاره في سوق الصناعة إلى مستويات قياسية تتجاوز 500 ألف ليرة.

 

وقال مازن لتلفزيون الخبر: “طول ما اللزيق موجود مارح اشتري ستوب، فمبلغ 500 الف ليرة يعادل راتبين كاملين، وبهذا الثمن اشتري 5 بيدونات زيت، أو كمية جيدة من المازوت”.

 

ويعرف التسكيج بمعناه الشعبي على أنه استبدال تصليح غرض ما جذرياً وتأجيله إلى وقت لاحق بينما يتم إصلاحه مؤقتاً لقضاء الحاجة نفسها، فأصبحت دورة الحياة اليومية للمواطن خاضعة لهذا القانون الجديد على سلم اولوياته و”مجبر أخاك لا بطل”.

 

الجدير بالذكر أن “التسكيج” يعتمد كطريقة عمل في بعض الأمور الخدمية الحكومية، حيث يتم إنجاز الأعمال بأسرع الطرق وأقلها تكلفة ودراسة وعائدية، ولعل أمراس الشبكة الكهربائية المتساقطة كل حين وآخر خير دليل على ذلك.

 

عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى