سوري وتونسي.. تفاصيل هجوم “ليلة الطائرات الشراعية الأولى” على قاعدة للجيش “الإسرائيلي”
استخدمت الطائرات الشراعية في شن عمليات داخل العمق “الإسرائيلي” في مناسبة شهيرة يعود تاريخها إلى 25 تشرين الثاني عام 1987، فيما بات يعرف بـ”ليلة الطائرات الشراعية”.
ولفتت صحيفة “واشنطن بوست” في 9 تشرين الأول الماضي في معرض تغطيتها لمعركة 7 تشرين الأول، إلى أن الطائرات الشراعية كانت استخدمت قبل 35 عاماً، وحينها تمكن طيار في عام 1987 من قتل 6 جنود بعد أن هبط بطائرته الشراعية بالقرب من قاعدة للجيش “الإسرائيلي”.
في حين تذكر المصادر الفلسطينية، أن حصيلة ذلك الهجوم الجوي بالطائرات الشراعية على قاعدة للجيش “الإسرائيلي” تمثلت في مقتل وإصابة أكثر من 35 جندياً.
وروت الصحيفة الأمريكية تفاصيل تلك الحادثة الشهيرة قائلة، إن “طائرتين أقلعتا في وقت متأخر من 25 تشرين الثاني 1987، بالقرب من الحدود الجنوبية للبنان، عازمتين على غزو المجال الجوي الإسرائيلي”.
وذكرت الصحيفة، أنه “لم تكن مقاتلات نفاثة أو طائرات مروحية أو حتى مناطيد، وكان المقاتلون الفلسطينيون يحاولون مهاجمة بلد يحميه أحد أقوى الجيوش في العالم، بطائرات شراعية بالكاد أن تكون طائرات ورقية مجهزة بمراوح ومحركات بحجم آلة جز العشب”.
وشارك في عملية الطائرات الشراعية والتي تعرف أيضاً باسم “شهداء قبية” 4 مقاتلين من منتسبي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، بينهم السوري “خالد أكر”، والتونسي “ميلون بن ناجح”.
وتتحدث المصادر العبرية عن “ليلة الطائرات الشراعية” باعتبارها “هجوماً إرهابياً” على حد زعمها، على الرغم من أن العملية الجوية استهدفت معسكراً لجيش الاحتلال “الإسرائيلي”، سيارة وقاعدة للواء ناحال بالقرب من “كريات شمونة” في 25 تشرين الثاني 1987، والذي انتهى بمقتل 6 جنود “إسرائيليين” وإصابة 8 أو 10.
ووصف ذلك الهجوم الجوي باستخدام الطائرات الشراعية في ذلك الوقت بأنه واحد من أكثر الهجمات غرابة على أهداف “إسرائيلية”، كما أفيد بأن المقاومين السوري والتونسي كانا مسلحين ببنادق كلاشنكوف ومسدسات وقنابل يدوية.
وأفيد وقتها بأن تلك العملية المبتكرة في أسلوبها لم تكن الأولى، إذ سبقتها واحدة في آذار عام 1981، وروت مصادر عبرية تلك الحادثة قائلة: “وصل مسلح على متن طائرة شراعية آلية إلى خليج حيفا وأسقط عدة قنابل محلية الصنع، لكنه اضطر إلى الهبوط بسبب نفاد الوقود وجرى اعتقاله”.
وذكرت الرواية “الإسرائيلية” أن السوري “خالد أكر” لم يتمكن من الوصول إلى الهدف، حيث سُمع ضجيج محرك طائرته الشراعية، وأطلقت صفارات الإنذار، وتعقبته الكشافات الضوئية وأعمت بصره وأجبرته على الهبوط بالقرب من موقع للجيش “الإسرائيلي” داخل الأراضي اللبنانية المحتلة، وهناك تبادل إطلاق النار مع “الإسرائيليين” إلى أن استشهد.
أما التونسي “ميلود بن ناجح” فقد حالفه النجاح وعبر، حسب رواية “إسرائيلية”، “الحدود وهبط في حقل بالقرب من معسكر “غيبور” التابع لواء ناحال بالقرب من “كريات شمونة”، ونزل إلى طريق سريع قريب وفتح النار على سيارة عسكرية عابرة، ونتيجة لذلك قتل جندي وجرح آخر”.
بعد ذلك، هاجم “بن ناجح” بوابة المخيم، التي كانت على بعد حوالي 200 متراً، وألقى قنبلة يدوية وفتح النار من بندقية رشاشة. الحارس “روني ألموغ” (19 عاماً)، لم يتفاعل مع إطلاق النار على الطريق السريع ولم يدق ناقوس الخطر، وتخلّى تماماً عن مكان تمركزه وهرب من دون حتى فتح النار في المقابل.
ونتيجة لذلك، اقتحم المسلح المخيم من دون عائق، وأطلق النار وألقى قنابل يدوية على الخيام، ما أسفر عن مقتل خمسة وجرح سبعة جنود “إسرائيليين”.
العسكري “الإسرائيلي” الذي هرب من موقعه من دون مقاومة، حكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات “بتهمة الجبن”، في حين أفيد بإقالة رئيس قسم العمليات في لواء ناحال من منصبه في وقت لاحق، “على خلفية ضغط عام”.
وشقيق التونسي “بن ناجح” الأكبر كان روى لـ “منصة الاستقلال الثقافية” في كانون الأول عام 2021 أن شقيقه الذي أفرج عن جثمانه عام 2008 ودفن في تونس “انطلق من مخيم الوافدين في سوريا إلى الجنوب اللبناني الذي كان محتلاً في العام 1987، باتجاه معسكر (غيبور) في شمال فلسطين، وكان برفقته اثنين فلسطينيين لا يزالان مجهولي الهوية، والسوري خالد أكر”.
واستنجد المعسكر بقوات الصهاينة في “تل أبيب”، وبدأ إطلاق القنابل المضيئة، وعلى إثر ذلك قرر “ميلود” أن يشكل درعاً واقياً للفدائيين الفلسطينيين، خاصةً بعد استشهاد الفدائي السوري، حتى حلقا كل بطائرته الشراعية، وحين حلّق هو كان دون حماية، فأطلق الصهاينة النار باتجاه طائرته الشراعية وأصابوا جانبها الأيمن بصاروخ، فسقط في جبال حلتة بجنوب لبنان، وهي منطقة محتلة، آنذاك.
وهناك حدثت مواجهة مسلحة بينه وبين مجموعة من الجنود الصهاينة، واستشهد في صباح الخامس والعشرين من تشرين الثاني عام 1987.
يُشار إلى أن الهجوم الجوي بالطائرات الشراعية على معسكرات الجيش “الإسرائيلي” تكرر بصورة أوسع في سياق عملية طوفان الأقصى، انطلاقاً من غزة إلى مستوطنات الغلاف.
تلفزيون الخبر