شاعر الأساطير اليومية.. رياض صالح الحسين في ذكرى وفاته
يصادف يوم 21-11-2023، ذكرى وفاة الشاعر السوري رياض صالح الحسين الذي يُعد من أهم رواد الشعر العربي الحديث وتميز بقصائده النثرية ذات الكلمات البسيطة والجمال الشعري بالرغم من كونه عاش معظم حياته غير قادر على السمع والنطق.
وولد “رياض” في درعا جنوب سوريا لعائلة تنحدر من قرية “مارع” بريف حلب، وكان والده يتنقل بين المحافظات السورية، ولم يكمل “رياض” تعليمه بسبب اصابته بالصم والبكم المبكر، ودفعته الإصابة لتعليم نفسه بنفسه، حيث أجبرته الظروف المعيشية على العمل بسن مبكر، وعمل كعامل وموظف وصحفي، كما عانى من البطالة في بعض مراحل حياته.
واستمر “رياض” بكتابة الشعر والموضوعات الصحفية من عام 1976 إلى حين وفاته وفي عام 1978، انتقل رياض الحسين من مدينة حلب ليعيش في دمشق، وكان قد تحول نهائياً إلى كتابة قصيدة النثر.
وصدرت للشاعر الراحل قبل وفاته ثلاث مجموعات شعرية هي خراب الدورة الدموية 1979، أساطير يومية 1980، بسيط كالماء واضح كطلقة مسدس 1982.
وقبل صدور المجموعة الرابعة التي صدرت بعد وفاته بعام أصاب الراحل صدمة عاطفية جراء هجر حبيبته له، تسببت باعتزاله أصدقائه والناس وصيامه أيام عن الطعام والشراب، تسببت بفقدانه الوعي، ونقله لمشفى المواساة بعدها.
وأثار غيابه حفيظة صديقيه الشاعرين، مهدي محمد علي وهاشم شفيق، فذهبا لتفقده في غرفته، حيث وجداه على شفير الموت، أمضى رياض الحسين الليلة الأخيرة من حياته غائباً عن الوعي، وكان مساء السبت 20/11/1982، موعده مع الموت بعد حياة لم تتجاوز ثلاثة عقود.
وصدرت مجموعته الرابعة والأخيرة (وعل في غابة)، بعد عام من وفاته، وكان قد وجدها مهدي محمد علي في غرفة “الحسين”، مخطوطًا جاهزًا للطباعة، من الإهداء الموجه إلى هيفاء أحمد، حبيبة رياض صالح الحسين.
يشار إلى أنه عام 2016، أشرف الشاعر عماد نحار على طباعة وإصدار كتاب الأعمال الكاملة للشاعر رياض الحسين الذي ضم مقدمة وسيرة قصيرة كتبها الشاعر السوري منذر مصري ثم قصائد مجموعات “الحسين” الأربعة وقصائد بخط يد الشاعر إضافة لشهادات مهمة من شعراء وابنة اخته.