عمليات تبادل الأسرى بين العرب و”إسرائيل”
وصلت عدد عمليات تبادل الأسرى، بين العرب والكيان المحتل، إلى ثمان وثلاثين عملية تبادل، منذ عام 1948، وحتى نهاية عام 2011.
بعد إعلان المملكة المتحدة، إنهاء انتدابها على فلسطين، ومغادرة القوات البريطانية منطقة الانتداب، أصدرت الأمم المتحدة قراراً بتقسيم فلسطين، لدولتين يهودية، وعربية الأمر الذي عارضته الدول العربية، فكانت حرب 1948.
ووقع حينها في أيدي المصريين 156 جندياً صهيونياً، وفي أيدي الأردنيين 673 جندياً، وأسرت سوريا 48 جندياً، وفي لبنان تمّ أسر 8 جنود، أما عن العدو فكان يحتجز 1098 مصرياً، 28 سعودياً، 25 سودانياً، 24 يمنياً، 17 أردنياً، 36 لبنانياً، 57 سوريّاً، و5021 فلسطينياً.
نفذ العدو عمليات التبادل، مع كل دولة على انفراد، فعقد صفقة “الفالوجة” مع مصر، بتاريخ 27 شباط 1949، ومع لبنان في نيسان 1949، وكانت الصفقة الأخيرة مع سوريا بتاريخ 21 تموز 1949.
أسرت القوات المصرية، بتاريخ 30 أيلول 1954، عشرة ملاحين صهاينة، على متن السفينة “بت جاليم”، في قناة السويس، وبعد تدخل مجلس الأمن أطلق سراح العشرة في 1 كانون الثاني 1955.
في كانون الأوّل 1954، تسللت مجموعة من كتيبة المظليين وفرقة “غولاني”، من مستوطنة “دان”، في الجليل الفلسطيني المحتل، بهدف زرع أجهزة تنصت، بالقرب من موقع ” تل الفخار” العسكري السوري.
حدث خلل فني بين أفراد المجموعة، المكونة من خمسة جنود، ممّا أدى إلى اكتشافها من قبل الجيش العربي السوري، الذي حاصرهم، ونجح في أسرهم.
في 13 كانون الثاني 1955، انتحر الجندي الصهيوني “أوري أيلان”، داخل السجن السوري، وأرجعت جثته ل “إسرائيل”، بينما أرجع الأربعة الآخرون في 30 آذار 1956 في مقابل الإفراج عن 41 أسيراً سورياً.
في 21 كانون الثاني 1957، بدأت الصفقة الرابعة، وانتهت بتاريخ 5 شباط 1957، وأطلق بموجبها سراح 5500 مصري، كان قد أسرهم العدو في حرب عام 1956، مقابل إفراج مصر عن أربعة جنود صهاينة.
في 17 آذار 1961، سيطر جنود من لواء “غولاني”، على مواقع سورية، وقد أسر السوريون جنديين صهاينة، خلال الهجوم، وأرجعوهما لاحقاً.
في 12 كانون الأوّل 1963، جرت عملية تبادل بين العدو الصهيوني، وسوريا، وتم بموجبها إطلاق سراح 11 جندياً ومدنياً صهيونياً، مقابل تحرير 15 أسيراً سورياً.
في حرب حزيران 1967، أسرت القوات العربية، 15 جندياً يهودياً، 11 أسير منهم في مصر، ستة من أعضاء كوماندوز بحري، أسروا خلال هجومهم على ميناء الإسكندرية، وطياران والبقية أعضاء في شبكة تجسس.
بينما أسر العدو 4338 جندياً مصرياً، بالإضافة إلى 899 مدنياً، و533 جنديا أردنياً و366 مدنياً، و367 جندياً سورياً، و205 مدنيين سوريين.
وفي 15حزيران 1967، بدأت عمليات تبادل أسرى حرب 1967، وانتهت في كانون الثاني 1968، أفرج خلال العملية عن طياريَن اثنين في العراق، وهما “يتسحاق جولان” و”وجدعون درور”،وفي المقابل أفرج العدو عن 428 أردنياً.
كما أفرجت حكومة الاحتلال عن 572 سوريّاً، مقابل طيار وجثث ثلاثة جنود آخرين، يذكر أن دمشق رفضت – ولحتى الآن – تسليم جثة “إيلي كوهين”، الذي عمل كجاسوس للعدو في سوريا بالفترة ما بين (1961–1965)، منتحلاً اسم “كامل أمين ثابت”، والذي أعدم شنقاً في دمشق عام 1968.
في 2 نيسان 1968، سلم العدو 12 أسيراً للأردن، بينما سلمت الأردن جثة جندي، قتل في معركة “الكرامة”، بين جيش الاحتلال، والقوات الأردنية، ومنظمة التحرير الفلسطينية أثناء حرب الاستنزاف.
في 23 تموز 1968، نجح مقاتلون فلسطينيون من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بقيادة “يوسف الرضيع”، و”ليلى خالد”، في تنفيذ أول عملية اختطاف لطائرة “إسرائيلية”.
كانت الطائرة متجهة من روما إلى “تل أبيب”، حيث أجبروها على الهبوط في الجزائر، وعلى متنها أكثر من 100 راكب.
وأطلقت “الجبهة” سراح الركاب، مقابل الإفراج عن 37 أسيراً فلسطينياً، من ذوي الأحكام العالية، بينهم أسرى اعتقلوا قبل عام 1967، وذلك بوساطة “اللجنة الدولية للصليب الأحمر”.
في نهاية 1969، خطفت مجموعة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بقيادة ليلى خالد، طائرة “العال” الصهيونية، وحطت الطائرة في بريطانيا، وقتل خلالها أحد افراد المجموعة الخاطفة، ويدعى “باتريك اورغويللو”، وتمَّ اعتقال ليلى خالد.
ليتمّ بعدها اختطاف طائرة بريطانية، من قبل مجموعة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأجريت عملية تبادل، أطلق بموجبها سراح ليلى خالد.
في بداية عام 1970، أسر المصريون 12 جندياً يهوديّاً، ووقع ثلاثة آخرون بأيدي السوريين، وفي 16 آب 1970 أرجعت مصر للعدو طياراً مصاباً، وفي 29 آذار 1971، أفرجت مصر عن جندي آخر مقابل الإفراج عن عدد من الجنود، والمدنيين المصريين.
في 28 كانون الأوّل 1971، جرت عملية تبادل أسير مقابل أسير، ما بين حكومة الاحتلال، وحركة فتح، وأطلق بموجبها سراح الأسير “محمود بكر حجازي”، مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي “شموئيل فايز”.
وفي آذار 1973، أفرج العدو عن خمسة ضباط سوريين، إضافة إلى عضو مجلس الشعب السوري “كمال كنج أبو صالح”،مقابل إطلاق سوريا سراح أربعة طيارين صهاينة.
في 3 حزيران 1973، أفرجت سوريا عن ثلاثة طيارين يهود، وهم “جدعون ماجين”، “بنحاس نحماني”، “بوعاز ايتان”، بعد ثلاث سنوات من الأسر، وأفرج العدو مقابلهم عن 46 أسيراً سورياً.
في حرب1973، أسرت مصر 242 جنديّاً صهيونياً، وأسرت سوريا 68 جندياً، ولبنان 4 جنود، بينما أسر العدو 8372 جندياً مصرياً، و 392 سورياً، و 6 من المغرب، و 13 عراقياً.
تمت الصفقة مع مصر، بين 15 و 22 تشرين الثاني 1973، حيث أطلقت مصر سراح 242 جندياً وضابطاً صهيونيّاً، مقابل أن أطلقت حكومة الاحتلال، سراح ما تحتجز لديها من جنود وضباط مصريين.
وفي 4 نيسان 1975، تم مبادلة جثث 39 جندياً صهيونياً، مقابل 92 أسيراً مصرياً.
بتاريخ 14 آذار 1979 جرت عملية تبادل سميت “عملية النورس” بين العدو ومنظمة التحرير الفلسطينية، حيث أطلقت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، سراح الجندي “أبراهام عمرام”، وأفرج العدو بالمقابل عن 76 معتقلاً من كافة فصائل الثورة الفلسطينية كانوا في سجونها، من ضمنهم 12 فتاة فلسطينية.
في منتصف شباط 1980 أطلقت حكومة العدو سراح الأسير “مهدي بسيسو”، مقابل إطلاق سراح جاسوسة للعدو، كانت محتجزة لدى حركة فتح.
في 23 تشرين الثاني 1983م، تمت عملية تبادل بين حكومة العدو، وحركة فتح، أطلق العدو سراح جميع أسرى معتقل “أنصار” في الجنوب اللبناني، وعددهم 4700 أسيراً فلسطينياً ولبنانياً، و65 أسيراً من السجون “الإسرائيلية” مقابل إطلاق سراح ستة جنود صهاينة.
وفي عام 1984، أعاد العدو ثلاثة من جنوده وخمس جثث لجنود آخرين، كانوا قد أسروا من قبل سوريا، مقابل الإفراج عن 291 جندياً سورياً، و85 أسيراً لبنانياً من المقاومة الوطنية اللبنانية، و13 أسيراً، عربي سوري من الجولان السوري، ورفات 74 جندي آخر.
في عام 1985م أجرت حكومة الاحتلال عملية تبادل مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والتي سميت بعملية “الجليل”، وأطلقت “إسرائيل” بموجبها سراح 1155 أسيراً، مقابل ثلاثة جنود يهود، كانوا بقبضة الجبهة الشعبية.
في أيلول العام نفسه، أفرجت “إسرائيل” عن 119 لبنانياً، معتقلين في سجن “عتليت”، مقابل إطلاق سراح 39 رهينة أمريكية، كانوا محتجزين على متن طائرة “بوينغ” أمريكية، احتجزتهم منظمة الجهاد الإسلامي، وقامت “إسرائيل” أيضاً بتسليم رفات تسعة مقاتلين، من حزب الله.
شهد عام 1991 عمليتي تبادل بين حزب الله وحكومة الاحتلال، الأولى تمت في 21 كانون الثاني 1991، أفرج بموجبها عن 25 معتقلاً من معتقل “الخيام”، بينهم امرأتان.
والثانية بتاريخ 21 أيلول 1991، وأفرج كيان الاحتلال، عن 51 أسيراً من معتقل الخيام، مقابل استعادة جثة جندي صهيوني، كانت محتجزة لدى حزب الله.
وفي 13 أيلول 1991، استلم العدو جثة الجندي “سمير أسعد” من “بيت جن”، والتي كانت تحتجزها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، منذ العام 1983، في مقابل سماح “إسرائيل” بعودة أحد مبعدي الجبهة، وهو “النقابي علي عبد الله”، والذي أبعدته “إسرائيل” في العام 1986.
في 21 تشرين الأول 1991، أفرجت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية عن أستاذ الرياضيات في الجامعة الأمريكية في بيروت “جيسي تيرتر”، في مقابل إطلاق العدو سراح 15 معتقلاً لبنانياً، بينهم 14 من سجن الخيام.
وفي 21 تموز 1996 م، أُرجِع للعدو جثة الجنديين “يوسف بينيك” و”رحاميم الشيخ”، مقابل الإفراج عن رفات 132 لبنانياً، كما أطلق حزب الله سراح 17 جندياً، من “جيش لبنان الجنوبي العميل”، وأطلق الأخير سراح 45 معتقلاً من حزب الله.
في عام 1997، جرت اتفاقية تبادل ما بين حكومة العدو، والحكومة الأردنية، أطلقت بموجبها الحكومة الأردنية سراح عملاء الموساد، الذين اعتقلتهم قوات الأمن الأردنية بعد محاولتهم اغتيال “خالد مشعل”، مقابل إطلاق سراح الشيخ “أحمد ياسين”، مؤسس حركة حم*اس.
في عام 1998 م أعاد كيان الاحتلال 40 جثة لشهداء لبنانيين، من بينهم جثمان الشهيد “هادي نصر الله”، نجل الأمين العام لحزب الله، وأطلق سراح 60 معتقلاً لبنانياً، وبالمقابل سلم حزب الله جثة الرقيب “إيتامار إيليا”.
في عام 2003 أفرجت سلطات الاحتلال عن رفات شهيدين من حزب الله، هما “عمار حسين حمود”، و”غسان زعتر”، مقابل السماح للوسيط الألماني بزيارة العقيد “إلحنان تانينباوم”، المحتجز لدى حزب الله.
في عام 2004، تمت صفقة تبادل بين حزب الله، وحكومة الاحتلال، عبر الوسيط الألماني، أفرج العدو بموجبها عن 462 معتقلاً فلسطينياً ولبنانياً، كما أعادت جثث تسعة وخمسين شهيداً لبنانياً، والكشف عن مصير أربعة وعشرين مفقوداً لبنانياً، وتسليم خرائط الألغام، في جنوب لبنان وغرب البقاع.
كما أفرج بموجبها عن 431 فلسطينياً من الضفة الغربية وقطاع غزة، معظم الأسرى اعتقلوا خلال انتفاضة الأقصى 2000، كما أن القائمة تضمنت 60 معتقلاً إدارياً.
بالمقابل تم الإفراج عن قائد في جيش الاحتلال، هو “إلحنان تانينباوم”، وجثث 3 جنود يهود، كانوا قد قتلوا في تشرين الأول عام 2000.
يذكر أن العدو رفض أن تتضمن هذه الصفقة إطلاق سراح الأسير اللبناني “سمير القنطار”، الذي تم أسره في 22 نيسان عام 1979، وربط ذلك بمعرفة مصير الطيار الإسرائيلي “رون آراد”، الذي أسقطت طائرته عام 1986.
وفي كانون الأوّل من نفس العام، أفرجت الحكومة المصرية عن الجاسوس “الإسرائيلي” “عزام عزام”، مقابل الإفراج عن 6 طلاب مصريين كانوا معتقلين لديها، بالإضافة إلى إطلاق سراح 165 أسير فلسطيني كانوا قد اعتقلوا خلال انتفاضة الأقصى.
بتاريخ 15 تشرين الأول 2007، جرت عملية تبادل محدودة بين حزب الله والعدو الصهيوني، استعاد بموجبها العدو جثة أحد مواطنيه، فيما استعاد حزب الله جثتي شهيدين من حزب الله، استشهدا خلال حرب تموز2006 والمواطن “حسن عقيل”، الذي اعتُقِل خلال حرب تموز.
في عام 2008، أطلق العدو سراح الأسير “نسيم نسر”، مقابل إعادة أشلاء لجثث تعود لأربعة جنود صهاينة قتلوا خلال حرب تموز عام 2006.
في الشهر السابع من نفس العام، أعاد حزب الله جثتي الجنديين “الدار ريغيف” و”اهود غولدسوار”، وسلمها تقريراً حول الطيار المفقود “رون اراد”، مقابل إطلاق سراح سمير القنطار، و4 أخرين من المقاومين، وتسليم لبنان عشرات الجثث لشهداء فلسطنيين وعرب.
في 11 تشرين الأول 2011، جرت أكبر صفقة تبادل بين الفلسطينيين والعدو منذ عام 1985، عرفت بصفقة “الوفاء للأحرار”، بوساطة مصرية، أفرِج عن 1000 أسير، و50 أسيرة، من سجون الاحتلال، مقابل الجندي اليهودي، المحتجز لدى حماس، “جلعاد شاليط”.
وكشف جيش العدو في بيان له في 30/10/2023، مقتل ما يزيد عن 1400 شخصاً، بينهم 312 عسكرياً، فيما تم أسر أكثر من 200 “إسرائيلي”، منذ بدء عملية “طوفان الأقصى”، في السابع من تشرين الأول الجاري.
يذكر أن قيادات المقاومة الفلسطينية صرحت بقبولها الفوري لعملية تبادل أسرى كاملة أو على دفعات بين جميع ما تملكه من أسرى للاحتلال مقابل تبييض سجون الكيان من الأسرى الفلسطينيين لكن العدو ما زال يناور رافضاً تسليم أي أسير ظاناً أنه بقوته النارية سيكسر صمود الغزاويين.
تلفزيون الخبر