قبيل “الطوفان” ما هي أبرز الحروب التي خاضها العرب ضد الكيان؟
خاضت الجيوش والشعوب العربية 6 حروب أساسية مع كيان الاحتلال منذ إعلان إنشائه المزعوم عام 1948 بالإضافة لعدة حروب استهدف خلالها الاحتلال قطاع غزة.
وجاءت معارك “طوفان الأقصى” لتتوج الصراع العربي الصهيوني حيث شكلت صدمة للكيان وكلفته خسائر فادحة وغير مسبوقة في تاريخ الصراع.
ونستعرض في هذا التقرير أبرز الحروب التي خاضتها الجيوش والتنظيمات العربية ضد الكيان.
حرب 1948
اتفق العرب على تأسيس جيش الإنقاذ العربي أواخر 1947 للدفاع عن فلسطين من العصابات الصهيونية التي تُنسق مع بريطانيا حيث تشكل هذا الجيش بقوام أغلبه من السوريين.
وانطلقت المعارك بين مد وجزر وتحقيق إنجازات للجيوش العربية ومحاولات دولية لإيقاف الحرب نصرةً للعصابات الصهيونية وهو ما تم بالفعل حيث أقرت “عصبة الأمم” هدنة بين الجيوش العربية والعصابات الصهيونية استغلتها الأخيرة لتدعيم قواها وترميم خسائرها وعند العودة للمعارك استطاعت العصابات هزيمة جيش الإنقاذ وإعلان قيام الكيان غير الشرعي على أرض فلسطين.
حرب 1956
نفذت القوات البريطانية والفرنسية والصهيونية عدواناً ثلاثياً على مصر في صبيحة 29 تشرين الأول 1956 بقصد احتلال قناة السويس واستمر حتى 7 تشرين الثاني.
واجتاحت القوات الصهيونية شبه جزيرة سيناء بغية احتلال قناة السويس، ونزلت قوات فرنسية وبريطانية في مدينة بورسعيد، وحاولت احتلال مدينة الإسماعيلية لكن المقاومة الشعبية المصرية نجحت في صد الهجوم.
وبدأت الغارات في 5 تشرين الثاني 1956 وفى هذه الفترة أحرقت القوات البريطانية حي “المناخ” بأكمله بـ”النابالم” وكان يمثل ثلث بورسعيد كلها، وفى حي “العرب” دمروا بالطائرات منطقة “الجمرك” القديمة وبعض العمارات السكنية.
وقام البريطانيون بإنزال مظلي في مطار “الجميل” غرب المدينة، ونفذ الفرنسيين إنزالاً في منطقة “الرسوة” جنوب بورسعيد، وفي منطقة “الكارانتينا” جنوب بورفؤاد، علاوة على الإنزال البرمائي البحري والإنزال الرأسي بالهليوكوبتر البريطاني.
وفي 7 تشرين الثاني تقدمت القوات المشتركة 35 كم على امتداد قناة السويس بعد أن احتلت بورسعيد، إلا أن تحذير موسكو باستخدام القوة في حال استمرت العمليات القتالية لعب دوره، حيث اعتُبر البيان السوفيتي “انذاراً نووياً” على الرغم من عدم ورود مفردة “النووي” في أية وثيقة رسمية بهذا الخصوص وتوقف العدوان على مصر.
حرب 1967
خاضت الجيوش العربية بزعامة الجيشين السوري والمصري حرباً مع الاحتلال الصهيوني في الخامس من حزيران 1967، تعرضت على أثرها لخسارة قاسية كلفتها زيادة مساحة الأراضي المحتلة من قبل العدو بمقدار أربع أضعاف ما كان مُحتلاً منذ 1948.
وتابع الجيشين السوري والمصري بعد وقف إطلاق النار معاركهما في الدفاع عن البلاد والتي سُميت “حرب الاستنزاف”، حيث خاض الجيش العربي السوري في الفترة الممتدة من تموز 1969 حتى تموز 1970 عدة معارك على الجبهة السورية من جهة، وعلى جبهات لبنان والأردن ومصر دعماً لقوات هذه البلدان من جهة أُخرى، ما أسفر عن تكبيد العدو خسارة 1027 قتيلاً و27 طائرة و72 دبابة و40 طياراً وملاحاً.
حرب 1973
شن الجيشين السوري والمصري في تمام الساعة الثانية من ظهر 6/10/1973 حرباً مشتركة ضد كيان الاحتلال على امتداد الجبهتين معاً، واستمرت العمليات القتالية حتى يوم 21/10 من ذات العام، وهو اليوم الذي قبلت به مصر وقف إطلاق النار بشكل منفرد، وذلك بعد تحرير القوات السورية لمدينة القنيطرة والقوات المصرية لشبه جزيرة سيناء.
وانطلقت بعدها “معارك الاستنزاف” التي خاضها الجيش العربي السوري منفرداً ضد الاحتلال لمدة 90 يوماً والتي كبدت العدو خسائر فادحة.
حرب 1982
ووقع ما بين 21 نيسان و5 حزيران 1982 قصف متبادل بين الاحتلال والقوات الفلسطينية التي حاولت اغتيال السفير الصهيوني في بريطانيا، ما دفع قوات الاحتلال مساء 5 حزيران لبدء عمليات قصف جوي على صيدا والنبطية وقلعة شقيف، تلى ذلك هجوماً برياً بذريعة حماية الحدود وابعاد خطر “الكاتيوشا” الفلسطينية.
وازدادت مطالب الاحتلال صبيحة 6 حزيران، حيث أعلن الناطق الرسمي باسم حكومته: أن الحل لإيقاف العمليات يكون عبر “إجلاء كل القوات الغريبة عن لبنان، ومن ضمن ذلك الجيش السوري، وتدمير منظمة التحرير الفلسطينية، ومساعدة القوات اللبنانية للسيطرة على بيروت، وتنصيبها كحكومة لبنانية، وتوقيع اتفاقية سلام معها وضمان أمن المستوطنات الشمالية”.
وتقدمت قوات الاحتلال على عدة محاور تجاه بيروت، مع وجود مقاومة شديدة من قبل المقا*ومين من لبنان وسوريا وفلسطين خصوصاً في قلعة شقيف التي سُجل فيها معارك مشرفة.
في 9 حزيران وصلت قوات الاحتلال إلى مشارف بيروت بدعم الكتائب المتطرفة اللبنانية، وذلك تحت ظلال معارك جوية طاحنة بين الطيران السوري والصهيوني، وانتهى الأمر صبيحة 14 حزيران بسقوط القسم الشرقي من بيروت بيد الاحتلال.
وفي منتصف تموز 1982 حاصرت قوات الاحتلال ومرتزقتها بيروت لمدة 76 يوماً، معززةً ذلك بعمليات إجرامية عبر الجو والبحر والأرض مدعومة بغطاء أميركي، حيث ارتكبت أفظع الجرائم الانسانية ومنها مجزرة “صبرا وشاتيلا” في 13 أيلول 1982.
واشتعلت خلال الحصار مقاومة أسطورية سطرها المقاومين من الجيش السوري والفدائيين الفلسطينيين واللبنانيين من مختلف التيارات، منعت الاحتلال من السيطرة على كامل بيروت رغم كل ما قام به من مجازر.
حرب 2006
بدأت العمليات الصهيونية ضد لبنان بعدما هاجمت قوات المقاومة صبيحة 12 تموز 2006 قوة عسكرية صهيونية في منطقة “خلة وردة” بمزارع شبعا المحتلة، حيث تمكن المقاومين من قتل 3 جنود صهاينة وأسر جنديين وذلك لمبادلتهم على الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال.
وقام العدو بعدها وعلى مدار 33 يوماً بتنفيذ أفظع الانتهاكات الإنسانية بحق المدنيين في لبنان، حيث راحت طائراته ومدفعياته تدك بيوت اللبنانيين مخلفةً وراءها الألاف من النازحين والجرحى والشهداء المدنيين بقصد الانتقام لأسر الجنديين وفي محاولة لاسترجاعهم.
إلا أن حسابات العدو لم تنطبق مع الواقع الذي ثبته المقاومين على أرض لبنان، حيث ذاق الكيان وجيشه أمر الخسائر في تاريخه وعلى مختلف الجبهات الجوية والبحرية والبرية وذلك في العدة والعتاد.
حروب غزة
تحرر قطاع غزة ودُحر آخر جندي صهيوني عنه في أيلول 2005 وشكل هذا التحرير علامة فارقة في مسيرة النضال الفلسطيني لكونها المرة الأولى التي يتمكن فيها الفلسطينيون من طرد جنود الكيان عن أرض فلسطينية نتيجة المقاومة بعيداً عن سراديب التسويات واتفاقات العار.
ولم يتوقف الاحتلال عن اعتداءاته على قطاع غزة بعد تحريره، فلا يمضي عقد دون أن يحاول الاحتلال الخلاص من صمود أهالي القطاع عبر شن حروب همجية عليهم أبرزها “حرب الفرقان 2008″ و”حجارة السجيل 2012″ و”العصف المأكول 2014″ و”سيف القدس 2021″ و”الفجر الصادق 2022″ و”ثأر الأحرار 2023”.
يذكر أنه في العقلية الصهيونية فإن الكيان وصل لمرحلة “الخراب الثالث” القائم على وجود صراعات داخلية أهلية مع عدم القدرة على ضبط تمدد القوى المعادية للكيان ما يجعل عمر “إسرائيل” يقترب من الانتهاء وفق تفسيرات تلمودية صهيونية.
جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر