العناوين الرئيسيةمجتمع

مع اقتراب موسم قطافه.. تاريخ الزيتون وفوائده

بات موسم قطاف الزيتون في سوريا على الأبواب، وهو المرتبط بحياة وعادات المجتمع، وأصبح يشكل حيزاً هاماً في تراثه وثقافته، بالإضافة إلى أهميته الاقتصادية المتميزة، حيث يعد مصدر الرزق والمعيشة لشريحة عريضة من الفلاحين.

 

ويعود تاريخ شجرة الزيتون ومنشأها إلى سوريا وفلسطين وجزيرة كريت، حيث بينت بعض الدراسات الأثرية والجيولوجية التي تمت في منطقة إيبلا في سوريا أن أشجار الزيتون كانت موجودة في تلك المنطقة منذ أكثر من 6000 سنة.

 

ودلّت الحفريات والألواح الحجرية على أقدم علاقة تجارية بين إيبلا وإيطاليا، وكان دليل ذلك العثور في حفريات إيبلا على أكثر من جرة زيت إيطالية مصنوعة في ميناء برنيديزي وعليها ختم يحمل كلمة Brindisi، حسب ماورد في “Olive: a “global history.

 

ووفقاً لبيانات مؤسسة “One Tree Planted” الخيرية، تعد شجرة “أوليفيرا دو مواتشاو” في البرتغال برفقة شجرة “فوفيس” في جزيرة كريت اليونانية، من أكبر اشجار الزيتون الموجودة حالياً في العالم وشجرة “أوليفيرا” عمرها 3 آلاف و350 عاماً، ويبلغ عرضها 11.2 متراً، وطولها 7.8 أمتار، ، وما زالت قادرة على منح حبات الزيتون.

 

وللزيتون آثار في الحضارات المتعددة التي نشأت حول حوض البحر المتوسط، حيث وجدت أغصان الزيتون الجافة في مقبرة “توت عنخ أمون” في مصر.

 

وذكر الزيتون في التوراة والإنجيل، وكان علامة الأمن والسلام عندما عادت يمامة بغصن الزيتون إلى النبي نوح، لتخبره بنهاية الطوفان. كما جاء ذكر “جبل الزيتون”، في الإنجيل.

 

ويحتوي زيت الزيتون على الكثير من الفوائد، فهو مستعمل بكثرة لكونه غذاء صحي غني بالدّهون المفيدة والفيتامينات، وتعتبر 85% من الدهون الموجودة فيه صديقة للقلب، كما تساعد في التقليل من نسبة الكوليسترول في الدم.

 

تاريخياً، استخدم زيت الزيتون مع التمر عند الإفطار في أيام رمضان في الجزيرة العربية، كما كانت أوراق أشجار الزيتون تستخدم في صناعة البخور.

 

وكان لزيت الزيتون في اليونان القديمة العديد من الاستخدامات، مثل دهان الجسم، وإضاءة المصابيح الزيتية، وكان يستخدم أيضا في مشاعل الألعاب الأوليمبية، وكانت أغصان الزيتون تستخدم في تتويج الفائزين في تلك الألعاب.

 

وتتوجه نسبة 90 في المائة من زراعات أشجار الزيتون الآن إلى استخلاص زيت الزيتون، فإن هناك استخدامات أخرى لأشجار الزيتون، منها الثمار نفسها، وخشب الأشجار، وأوراقها.

 

ويعد خشب شجرة الزيتون من أصلب وأغلى أنواع الخشب، وهو نادر، نظراً لصغر حجم أشجار الزيتون من ناحية، ولأن زراعة الزيتون تكون أساسا للحصول على الزيت وعلى الثمار، وليس من أجل الخشب.

 

وتعد ثمرة الزيتون مغذية وغنية بالمعادن الضرورية مثل: الكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والحديد و الفوسفور والكبريت والنحاس واليود، وتحوي الفيتامينات والأحماض الأمينية الضرورية.

 

وتحتوي ثمرة الزيتون على مضادات أكسدة قوية نظرًا لاحتوائها على فيتامينات ب وفيتامين أ وفيتامين هـ، كما تحتوي على حمض الأوليك، وهو من الاحماض الدهنية الاحادية المفيدة والضرورية للجسم والذي له خصائص مفيدة لحماية القلب

 

وَينتشر في سوريا عدد كبير من الأصناف التي تم اصطفاؤها وتجنيسها عبر آلاف السنين وتشكل ثروة وراثية للزيتون، ويستخدم بعضها لاستخلاص الزيت وبعضها الآخر للتخليل وتحضير زيتون المائدة.

 

ويسمى الصنف تبعاً للمنطقة التي ينتشر فيها فهنالك الزيتون الصوراني في إدلب، والزيتي في عفرين بحلب، والخضيري في الساحل، والدعيبلي غربي حمص، والدان في جنوب سوريا، بالإضافة لصنف يسمى محزم أبو سطل موجود في منطقة تدمر.

 

يذكر أن عدد أشجار الزيتون في سوريا، وفق إحصائية وزارة الزراعة عام 2022، نحو 106 ملايين شجرة، منها 82 مليوناً مثمرة، وتتوزع زراعة الزيتون في المنطقة الشمالية: إدلب وحلب، بنسبة 46 في المائة، وفي المنطقة الوسطى: حمص وحماة، بنسبة 24 في المائة

 

وفي المنطقة الساحلية: طرطوس واللاذقية، بنسبة 18 في المائة، وفي الشرقية: دير الزور والحسكة والرقة، بنسبة 2 في المائة، لتدخل مناطق الجنوب: درعا والسويداء حديثاً وبوتيرة زراعة عالية، بنسبة 10في المائة.

 

وتشهد أسعار زيت الزيتون في سوريا ارتفاعات كبيرة جدا ً تفوق قدرة المواطن بكثير، مع وصول سعر “التنكة” إلى أكثر من مليون ليرة، ما دفع الكثيرين إلى اعتماد “الكاسة” كمعيار للشراء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى