عودة رجل المهمات المستحيلة
في رحلته الأسطورية التي استمرت لثلاثة عقود مذهلة، عبر ابن بطوطة قارات وأقاليم، من الأطلس الشاهق في المغرب الأقصى إلى تضاريس آسيا الساحرة، وفي كل خطوة كان يحمل في قلبه عزماً لا يلين، كان يعلم أنه سيعود إلى موطنه الأصيل، الأندلس، هنا حيث يمكن للإنسان أن يجد ذاته بلا جهد ودون أي عناء.
قد تكون المسافة الجغرافية قصيرة بين أرجاء الأندلس ومناطق تجوال ابن بطوطة، ولكن الفارق الحقيقي يكمن في الروح والعواطف، بين الاحتفالات المستفزة في رامون سانشيز بيثخوان وبين الوقت البدل الضائع في لشبونة، تظل الفجوة بينهما واحدة وجامحة.
في العصور السابقة، اعتاد أبناء الأندلس على مواجهة التغييرات مع كل مرحلة تاريخية، سواءً كانت الفتوحات الإسلامية أم الاحتلال الصليبي. واليوم، يجدون أنفسهم مجدداً في موقف مماثل ينبغي عليهم أن يستقبلوا هذا التحدي بنفس الشجاعة التي عرفوا بها في قصة “عودة الإبن الضال”، كما في فيلم يوسف شاهين.
عبارة “عدو في المنزل” تنطبق تماماً على هذا السياق، فالخصم قد عاد وأحضر معه تحديات جديدة إلى ساحة صراعنا، وهما الرياضة والتنافس.
علاقتي مع سيرخيو راموس تشبه تلك الأخلاق الجليلة في مسلسل “Suits”. إنه يدرك تماماً موهبته وقيمته، ولكنه يمتلك تواضعاً يناسب شخصيته الكبيرة، هو يعلم أن مهاراته بمثابة المعدن النفيس ويتطلب الحفاظ عليها بعناية فائقة لذلك لا داعي للقلق.
طوال حياتي، أعجبت بشخصيته كمجرم حرب على الملعب ورجل يعشق الموضة خارجه، فالرجل لم ينس أبداً أهمية احترام برشلونة خارج الكامب نو، الــ Big mind اختار العودة إلى الأندلس ليحمل راية التنافس والحماس بدلاً من الرحلات البسيطة إلى جدة.
في الصيف نفسه الذي انتقل فيه عمدة بريطانيا جود بيلينغهام إلى ريال مدريد بدلاً من ليفربول، قررت أن أجري مكالمة هاتفية مع مديري في العمل وأخبره أن الغراندي سيرخيو راموس سيحطم جدران السانتياجو برنابيو الجديد.
تلفزيون الخبر