عبد الله العكلة.. المخترع الذي حول معاناة الريف إلى اختراعات يحلم بتصنيعها
يستمر عبد الله أحمد العكلة 73 عاماً في أعماله واختراعاته التي انصبت لخدمة مجتمعه وبيئته الريفية القروية، حيث كانت جميع اختراعاته التي عمل عليها من وحي ومنطق القرية.
أصيب “العكلة” وهو طفل لم يتجاوز الخمس سنوات بشلل الأطفال في عام 1955م، وذلك بعد اسعافه للمركز الصحي الوحيد في مدينته آنذاك ليعطى ابرة سببت له شلل في العامود الفقري والأطراف السفلية.
وليعيش طوال حياته مع فكرة ذوي الإعاقة، لتصبح هذه الاعاقة التي اصابته نتيجة خطأ طبي هي الدافع الأول له للابتكار والاختراع.
فهو المخترع السوري عبد الله أحمد العكلة تولد قرية قانا بريف مدينة الحسكة، عام 1950م الذي قدم عشرات الاختراعات.
وتعد مضخة الماء التي لا تحتاج في عملها للمازوت والكهرباء واحدة من أهم اختراعاته، حيث حصل على براءة لاختراعه، وقامت لجنة من المنظمة العالمية للملكية الفكرية في سويسرا (الوايبو) بتسجيل هذا الاختراع باسمه ومنحته شهادة صادرة عن المنظمة تثبت ذلك، كما منحته الميدالية الذهبية مع مكأفاة مالية.
يقول المخترع العكلة لتلفزيون الخبر بأن “معايشته للواقع الذي يعيش ،خصوصاً الواقع القروي بريف محافظة الحسكة، خاصة الفلاح والأم الريفية ، كان منطلق الافكار الأولى لاختراعاتي”.
يتابع “العكلة” :”قمت باختراع مضخة للمياه تعمل على طاقة الهواء المتوفرة والمتاحة دون أي تكاليف إضافية فهي لا تحتاج لا إلى مازوت ولا إلى كهرباء، كما أن مضخة المياه هذه قابلة للتصنيع باستطاعات مختلفة، وهو من شأنه مساعدة آلاف الفلاحين”.
“كما قمت باختراع سرير صغير للأطفال الرضع يفيد الأمهات الريفيات اللواتي يقضن ساعات طويلة في أعمال المنزل والزراعة والفلاحة، حيث يبدأ السرير بالاهتزاز عندما يبدأ الطفل بالبكاء مباشرة ويتوقف عن العمل حال توقف الطفل عن البكاء” بحسب العكلة.
مضيفاً:” وهو اختراع حصلت عليها على براءة اختراع سورية حكومية أيضاً ضمن معرض الباسل للاختراع والإبداع”.
يضيف “العكلة” بأنه “من وحي واقعه وحياته الريفية قام باختراع مجسم لما يسمى (مكبس القطن) والذي يعمل بدلاً عن الفلاح في عملية كبس محصول القطن ضمن الشل الكبير”.
“حيث يقوم هذا الاختراع بكبس 12 شلاً من القطن سعة 100 كغ ، خلال ساعة واحدة فقط ، في حين يحتاج الفلاح أكثر من 12 ساعة لكبس شل واحد فقط وملئه بالقطن من خلال حفر حفرة في الارض”.
وأكد العكلة بأن “لديه الكثير من الاختراعات ومنها مجسم للسفينة التي لا تغرق وجهاز تتبع القمر والكرة الحديدة المتحرجة التي تستخدم مثلاً بكشف الالغام والمتفجرات”.
ولم يخف العكلة “حزنه الشديد لعدم تبيني اختراعاتها واستثمارها وتحويلها إلى صناعات دائمة من قبل الجهات الحكومية أو الجهات الخاصة التي وعدت بذلك لأكثر من مرة ودون أي تحرك في هذه المجال”.
حيث يؤكد بأن “هذا الواقع دفعه لتأسيس جمعية المعوقين المخترعين في سوريا ومقرها مدينة الحسكة وذلك للعمل على إيصال الصوت والصورة للجميع بان ذوي الاحتياجات الخاصة قادرين على صناعة المستحيل والمشاركة في بناء المستقبل لسوريا”.
وبنفس الوقت ابدى المخترع عبد الله أحمد العكلة الحاصل على عدد كبير من براءات الاختراع والإبداع وشهادات التقدير من وزارة التجارة الداخلية ووزارة الإعلام السوريتين فخره واعتزازه بلقب (المخترع السوري) الذي منح له خلال السنوات الماضية خلال مسيرته الاختراعية، وهو ما يعتبره وسام شرف وفخر له.
عطية العطية- تلفزيون الخبر- الحسكة