في يوم الشكولاتة العالمي.. تعرّف على أصل وفوائد صانعة السعادة
يحتفل العالم كل عام في 7 تموز باليوم العالمي للشوكولاتة، والتي تعد أكثر الحلويات شعبية في العالم، بالإضافة لكونها واحدة من رموز المناسبات الرومانسية والسعيدة.
وتأسس اليوم العالمي للشوكولاتة في عام 2009 ، وهو يصادف الذكرى السنوية المفترضة لليوم الذي دخلت فيه هذه الحلوى الشهيرة لأول مرة إلى أوروبا.
ويعود تاريخ ظهور الشوكولاتة إلى حوالي 4 آلاف سنة مضت، وقد اعتمدت في البداية كمشروب روحاني مرير المذاق مخالف تماماً للطعم الحلو واللذيذ الذي نتمتع به حالياً.
وكشفت أبحاث علماء الأنثروبولوجيا المعاصرين، أن الشوكولاتة التي تشتق من الكاكاو، ظهرت لدى ثقافات ما قبل الأولمك بأميركا الوسطى حيث لقّبت شجرة الكاكاو خلال تلك الفترة بشجرة الآلهة، وأن أصل شجرة الكاكاو يعود إلى غابات الأمازون ، حيث لعبت الببغاوات دوراً هاماً في نقل بذورها نحو أميركا الوسطى.
واستخدمت حضارات الأولمك والأزتك بأميركا الوسطى الكاكاو لغرضين أساسيين، كان أولهما إعداد مشروب يلقب بـ XOCOLATL متكون من حبات الكاكاو المطحونة التي يتم خلطها بالماء والفلفل الحار وعدد من التوابل الأخرى، وقد نتج عن ذلك مشروب مقدس رديء المذاق تناولته شعوب أميركا الوسطى للتقرب من آلهتها.
وأعجب الكونكيستدور والمغامر الإسباني مدمر حضارة الأزتك، هرنان كورتيس خلال فترة تواجده بأميركا الوسطى، بشراب الكاكاو الذي أعده السكان الأصليون حتى أدمن عليه، فنقل الكاكاو وطريقة إعداد الشراب إلى البلاط الملكي الإسباني، حيث لم يرق هذا الشراب الجديد للجميع حيث تجنب الملوك والأمراء تناوله بسبب مذاقه السيئ والمر.
وعمد بعض الرهبان الإسبان إلى إدخال تغييرات على تركيبة مشروب الكاكاو الأصلية من أجل تغيير طعمها، حيث تم تعويض الماء بالحليب، بينما عوّض الفلفل والتوابل بالعسل والسكر.
وأقدم الرهبان على تسخين هذا المزيج الجديد ليتم الحصول في النهاية على وصفة جديدة حلوة المذاق سرعان ما انتشرت في إسبانيا، واحتفظ بوصفة مشروب الكاكاو لحوالي قرن من الزمن.
وأحدث عالم الكيمياء الهولندي كونراد يوهانيس فان هوتن سنة 1828، ثورة حقيقية في مجال صناعة الشوكولاتة عقب نجاحه في اختراع آلة ضغط الكاكاو التي ساهمت في استخراج زبدة الكاكاو من حبّات الكاكاو المحمصة، مخلفة مسحوقاً رقيقاً تضاف إليه بعض المكونات الأخرى لتصنع منها الشوكولاتة
وتأتي كلمة شوكولاتة أو Chocolate من اللغة الإسبانية، أو على وجه الخصوص مشتقة من لغة ناواتل التي كانت تستخدم في حضارة الأزتيك بالمكسيك، وتعني “الماء المر”.
وتتمتع الشوكولاتة مع محتواها العالي من الكاكاو، بفوائد صحية مذهلة، بما في ذلك غناها بالعناصر الغذائية، حيث تحتوي على بعض العناصر النادرة مثل المغنيسيوم والحديد والزنك.
وتعتبر من المواد الغذائية الغنية بالمركّبات النباتية التي لها خصائص واقية من مضادات الأكسدة، وتشمل هذه البوليفينول والفلافانول ومضادات الأكسدة، فضلاً عن دورها في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية.
ويساعد تناول الشوكولاتة على إفراز هرمون “الأندرومورفين” وهو هرمون فعال يهدئ الجسم ويحسن الحالة المزاجية ويخفف من حدة الإكتئاب، كما أنها غنية بمادة التربتوفان، التي تسهم في رفع مستويات هرمون السعادة، وتقليل نسبة الاكتئاب عن طريق التأثير على الناقلات العصبية المرتبطة بالحالة المزاجية في الدماغ.
وتظهر الدراسات أيضاً أن مركبات الفلافانول الموجودة في الشوكولاتة توفر بعض الفوائد الوقائية للأعصاب، مما يشير إلى أنها قد تكون مفيدة في المساعدة على الحفاظ على الوظيفة الإدراكية لدى كبار السن.
الجدير بالذكر أن اليوم ليس الاحتفال الوحيد بالشوكولاتة حول العالم، فالولايات المتحدة الأمريكية تحتفل بيوم وطني للشوكولاتة في 28 من تشرين الأول كل عام، كما يعتبر الاتحاد الوطني للحلوانيين في الولايات المتحدة الأمريكية يوم 13 من أيلول ليكون يومهم الخاص للاحتفال بالشوكولاتة.
تلفزيون الخبر