العناوين الرئيسيةمجتمع

ردة الفعل بحسب لون العملة..أطفال يفتقدون “العيدية” والكبار يغصّون

تهز نايا رأسها يميناً ويساراً في رفض واضح على قيمة العيدية البالغة ألف ليرة والمقدمة من خالها الذي لم يبخل عليها في أول وثاني أيام العيد عبر عيديات من فئة 5 آلاف، إلا أنه أخطأ المرة الثالثة، وأخرج من جيبه ورقتين من فئة 500 ليرة.

bty

“لأ لأ لأ”، تكرر الطفلة ذات الربيعين رفضها لقبول الألف ليرة المتواضعة في رأيها، ولعلها تدرك على صغر من خلال زياراتها المتكررة إلى دكان الحارة، أن ثمن أقل بسكوتة بات هذه الأيام ألف ليرة.

تبتعد الطفلة مكررة الرفض والتجاهل رغم إغراءات الخال المغلوب على أمره بقدرة الألف ليرة العجيبة على شراء كل مافي الدكان، دون مرور هذه الحيلة الطريفة على الحفيدة الأولى في العائلة.

bty

يقول إيهاب لتلفزيون الخبر: “رغم أنني قمت بمعايدتها عشر مرات بفئات نقدية مختلفة إلا أنها باتت تدرك فعليا ً دلالات ألوانها وقيمتها الشرائية، فالبنفسجي والرمادي محبب عندها بينما تكره الأزرق بشكل كبير”.

bty

رامي جمعة، والد لطفلين، قال إن: “العيدية من أهم رموز العيد بالنسبة للأطفال كما نعلم ونذكر من أيام طفولتنا، رغم أن هذا التقليد بات مبعث قلق في بعض الأحيان في حال كان عدد الأطفال كثيراً”.

يستذكر كنان (35 عاماً) أيام العيد ما قبل الأزمة، عندما كان الصباح يبدأ بارتداء ثياب العيد التي نامت طوال الليل إلى جانبه في سريره، ومن ثم “الدوارة” على عمومه وأخواله للحصول على الحلوى والعيدية”.

 

“اختلفت الأمور كلياً”، يقول كنان لتلفزيون الخبر، من الشوارع والحارات التي اختفت منها أصوات الأطفال بشكل كبير مقارنة مع الماضي، وصولاً إلى العيدية التي بتنا “نطنّشها” عمداً لتراجع الأحوال المادية، لتقتصر على الميسورين فقط”.

 

أبو علي (من سكان حي المهاجرين بمدينة حمص) قال لتلفزيون الخبر: “بمعادلة حسابية بسيطة، لو طرق باب منزلي 5 أطفال فقط، وقدمت 2000 ليرة لكل واحد منهم، سأكون قد دفعت 10 آلاف ليرة ثمن كيلو سكر منزلي أحق به، كون “حارتنا ديقة” والجميع يعلم صعوبة الوضع الراهن”.

 

وكعادتهم، اعتاد السوريون مواجهة الواقع الإقتصادي بالضحك وكتابة بوستات” فيسبوكية تحكي تراجيديا وكوميديا يومياتهم في الوقت نفسه، وكان منها تصنيف الدعوات بحسب قيمة العيدية، فتبدأ من كل عام وانتم بخير وتنتهي بسيل دعوات في حال كانت العيدية “مدللة”.

 

الجدير بالذكر أن انتظار العيدية لم ينحصر بالأطفال هذا العيد، حيث عاش السوريون والموظفون بشكل خاص على أمل استيقاظهم صباح العيد وتلقيهم منحة أو زيادة تحسن قدرتهم المالية، إلا أن خيبة أملهم كانت تشبه انتظار طفلٍ للعيدية ولم ينل سوى قطعة “برازق”.

 

عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى