“ما بين العلم والخرافة” ماهي أسباب حدوث رفة العين؟
ترّف أعيننا بشكل لا إرادي ومفاجئ أحياناً، وقد تستمر تلك الظاهرة مدة طويلة لذلك تبدو مزعجة عند البعض ومرهقة للعينين، فما هو تفسير حدوثها بين العلم والخرافات؟.
تحدّثت الكثير من المعتقدات والأقوال عن الاستدلال من حدوث رفة العين أو اهتزازها على قدوم الأحداث الجيدة أو السيئة، حيث ربطت رفة العين اليمين بقدوم الخير والبشرى السعيدة للشخص، كون الجهة اليمنى ترمز للخير والسلام، كما كان الاعتقاد سائداً قديماً.
أمّا رفة العين اليسرى فكانت مؤشر لخبر سيء، أو مواجهة موقف غير سار، فالجهة اليسرى اقترنت بالشر والشياطين.
ووثقت الآداب الشعبية في الجزيرة العربية الكثير من الاعتقادات السائدة عند العرب، ومنها تلك الحركة السريعة غير الإرادية لجفن العين، ونستشهد بذلك قول الشاعر الكويتي الراحل صقر النصافي:
اليوم يا عيني علامك ترفّين
ولا أنتِ على العادة بنثر الدموعِ
أما يبي يلفيك علمٍ ما هو زين
وإلا أتذكر ما غدا من رْبوعي
والنصافي يشير في البيتين السابقين إلى (رفّة العين) وهي عنده كما يبدو رمز فراق وإشارة تشاؤم، في حين نجدها في شواهد وبيئات أخرى بشرى لقاء وإشارة تفاؤل كما قال الشاعر:
عيني ترف مبشرتني بغايب
عساه يا عيني من اللي تودين
وأشار عاتق بن غيث البلادي في كتابه “الأدب الشعبي في الحجاز” إلى أن هذا يدل على اعتقادهم بأن العين ترف لمجرد رؤية غريب سواء كان محبوباً أو غير محبوب.
وفي الفولكلور الصّيني والهندي والهاواي والكاميروني والنّيجيري تعدّ رفّة العين نذير بوقوع الأحداث المتغيّرة للحياة، كالوفاة في العائلة وحصول على الأموال والولادة.
وقامت الصّين بتفصيل تفسير رفّة العين بشكل مختلف تبعّا لساعة اليوم، بحيث إن حدثت رفّة العين في السّاعة الرّابعة صباحاً فقد يدل ذلك على أنّ الفرح قريب، في حين أنّ حدوثها في وقت الظّهر قد يشير على كارثة على وشك الحدوث.
ولا بد للعلم من دحض كل تلك الاعتقادات حتى لو صدقت مصادفة، حيث أشارت الدكتورة “أماندا دي هندرسون” إلى أنّ رفة العين حالة شائعة، ووراثية في بعض الأحيان، وفقاً لموقع Johns hopkins midicine.
وصنّفت “هندرسون” نفضان العين إلى فئتين، أولهما عضل عضلي الجفن وهو حالة خفيفة من ارتعاش العين العرضي حيث لا يحتاج معظم المرضى إلى علاج.
والأخرى تشنج الجفن الأساسي الحميد والذي يتضمن تقلصات مستمرة لا إرادية تؤدي إلى إغلاق جزئي أو كامل للجفون.
وحذرت الطبيبة المرضى الذين يعانون من تشنج الجفن الأساسي الحميد قد يعانون من ضعف وظيفي كبير ويتطلبون علاجًا طويل الأمد للحالة.
وحول أسباب رعشة العين، لفتت “هندرسون” إلى أنّ السبب الدقيق غير معروف ولكن يمكن أن يكون سببًا أو يتفاقم بسبب مجموعة من العوامل، بما في ذلك الضغط، إجهاد العين، بعض الأدوية، الكافيين، العيون الجافة أو المتهيجة، وأخيراً قلة النوم.
تلفزيون الخبر