يارا بوفي..رحلةُ الكتابة منذ الصغر ومشاركاتٌ أبعدُ من حمص وسوريا
بدأتْ حكاية الشابة يارا بوفي، ابنة حي النزهة بمدينة حمص، مع الكتابة مُنذ أن كانت في السّابعة من عمرها، عندما كانتْ لا تزالُ تمشي أولى خطواتها الثقافية.
روت يارا (19 عاماً) لتلفزيون الخبر بعضاً من ذكرياتها في مجال الأدب قائلة: “كُنتُ أهوى قراءةَ القصص منذ الصغر، ولطالما كان اقتناؤها إحدى هواياتي المُفضلة، إلا أنني بدأتُ بنقش أولى كلماتها يومَ أُهديتُ دفترَ مُذكّراتٍ قيّمٍ للغاية مازلتُ أحتفظُ به حتّى الآن”.
“كان الجزء الأمتع في يومي حين أُمسكُ الدّفتر وأبدأ بكتابةِ الأحداث الّتي جرتْ معي خلال اليوم”، تضيف يارا، ووصل الأمر بي للإعتذار من أوراق مذكراتي عندما كنتُ أنشغلُ لفترةٍ عن الكتابة بغرضِ السّفر أو قضاء وقتٍ خارج المنزل”.
وأكملت يارا لتلفزيون الخبر: “كنتُ مُهتمّةً وشغوفة بالموسيقا أيضاً، لدرجةٍ دفعتني الرّغبةُ في اكتشافِ عالمها إلى محاولةِ كتابةِ كلماتٍ لأغانٍ أقومُ بتأليفها ثمّ أُحاولُ تلحينها بمفردي، لأعرضها لاحقاً على معلمةِ الموسيقا في المدرسة التي كانتْ دائماً ما تُعجبُ بمحاولتي” .
وتابعت “بوفي” حديثها: “أمضيتُ عدة سنوات أستمعُ إلى ثناءِ أساتذتي على طريقتي في الكتابة والتّعبير فضلاً على خطّيَ الجميل الّذي مازال حاضرا ً في أذهانهم”.
أما عن مشاركاتها في مجال الموسيقا، قالت يارا: “انتسبتُ إلى جوقةِ “إيماني فيك كبير” عامِ 2018 بقيادة مُغنية الأوبرا السّورية جولي موسى، وكانتْ هذه العائلةُ المُفعمة بالحبّ و الفرح كفيلة أنْ توقدَ في قلبي شُعلةَ الإلهام”.
“كانتْ الكلماتُ تتدافعُ في عقلي بعشوائيّة وقوّة”، تقول يارا، “و عندها شعرتُ أنّ هناك الكثير لأتحدّث عنه وأن الوقتُ قد حان لأُطلقَ سراح كلماتي ليملأ صداها العالم بأسره”.
وعن أولى تجاربها الفعليّةِ في عالم الأدب، قالت يارا: “بدأت فعلياً في عمرِ السّادسة عشر عام 2019، عندما جذبتني رواياتٍ الكاتبِ والرّوائيّ البرازيليّ “باولو كويلو” الّذي كان مُلهمي الأوّل، وبشكل خاص في بداياتي الأدبيّة” .
وأردفت ابنة مدينة حمص: “بدأتُ بكتابةِ ما يجولُ بخاطري وكتبتُ العديد من القصص الّتي كنتُ أستهلُّها من الواقع المُعاش بالدّرجة الأولى بالإضافة إلى كتابة بعضِ الأشعار، ونشرتُ أولى أعمالي في شهر تشرين الاوّل في “مجلّة الأطلس الإلكترونيّة ” المغربية.
وأضافت “بوفي”: “شاركتُ في العديدِ من المسابقات الأدبيّة الّتي ضمّتْ أدباءً من مُختلفٍ أنحاءِ الوطن العربيّ وعلى رأسها المسابقة الّتي أقامها دار ديوان العرب للنّشر و التّوزيع في محافظة بور سعيد في مصر”.
وعن تلك المشاركة في مصر، قالت يارا: “تأهلتُ في المرحلتين الأولى والثّانية حتّى وصلتُ النّهائيات ونلتُ المركز التّاسع، وكان من الصّعب تصديق الأمر بالنّسبة لي لأنّي كنتُ أصغر المنافسين و أقلّهم معرفة مقارنةً بأُدباءٍ مُخضرمين” .
وأوضحت يارا: “حصلتُ بعد إحراز تلك المرتبة على فرصةٍ لنشر كتابٍ مجانيّ على نفقةِ الدّار للمشاركة في معرض القاهرة الدّولي للكتاب لعامِ 2024، فكان أوّل عملٍ لي هو مجموعة قصصيّة بعنوان “الهاوية” الصّادرة عن الدّارِ ذاتها و الّتي تمّ طباعتُها ورقيّاً في شهر نيسان من العام الجاري”.
وأشارت “بوفي” إلى أنها نالت العديد من الشّهادات من قِبَلِ الدّار ، بالإضافة إلى تكريمها من قِبَلِ الرّابطة الموريتانيّة للأدب والثّقافة، ومجلة “ناس بلدنا” لمشاركتها في العديد من المسابقات والفقرات الأدبيّة بهدف إغناء الحركة الثّقافيّة في الوطن العربيّ، ونيلها المراكز الأولى فيها لأكثر من مرّة على التّوالي”.
أما عن آخر نشاطاتها الأدبية، قالت يارا: “بدأتُ مؤخرّاً بالمشاركة في بعضِ فقراتِ الإلقاء الصّوتي على صفحة “القلم السوريّ” بالإضافة إلى مقاطع فيديو خاصة مُترجمة عن نصوصي ومُلقاة باللّغةِ الإنكليزيّة”.
وفيما يتعلق بالهوايات الأخرى، تابعت يارا: “أتعلّم عزف الغيتار في “معهد ياني للموسيقا” تحت إشرافِ مدير الثّقافة الأستاذ حسّان لبّاد مع تفوقي في مادة الصّولفيج ،كما أعمل بالتّدقيق اللّغويّ لبعض النّصوصِ المسرحيّة من حينٍ إلى آخر” .
وختمت يارا لتلفزيون الخبر حديثها باقتباس للرّوائيّ” باولو كويلو ” يقول فيه: “عليكَ أن تُصدّقَ بأنّ أهدافكَ قابلة للتّحقُّق ، فعندما تؤمن بذلك فإنّ عقلك يبحثُ عن وسائلَ تجعلُها تتحقّق ، لا تجعل التّردُّد يهزِمُك”.
“كُلًّ يومٍ هو بمثابةِ هديّةٍ من الله، وكُلَّ يومٍ هو بمثابةِ ولادةٍ روحيّةٍ ثانيةٍ لنا”، تضيف يارا، وبوجودِ الأحلامِ نبقى على قيدِ الأملِ والعملِ والإيمان، وعلى الإنسان أن يبدأ كُلَّ يومٍ من جديد ويصنع قدَره بنفسِه ويمضِي وراءَ حُلمِه حتى يحقّق أُسطورتَه الشّخصيّة، فلولا الأحلام لما بقينا على قيدِ الحياة”.
عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر – حمص