طرطوس تستعد للموسم السياحي وأسعار الحجوزات الفندقية تنافس درجات الحرارة
يبدو أن أجور ارتياد المنشآت السياحية في طرطوس هذا العام تترافق مع حرارة الطقس الشديدة المنتظرة، وباتت صفحات التواصل الاجتماعي تضج بالحديث عن الأسعار الخيالية التي وصلت إليها بعض المنشآت.
ووصل متوسط أسعار بعض الحجوزات الفندقية إلى 800 ألف ليرة سورية مقابل جناح صغير يتسع لشخصين من أجل قضاء ليلة واحدة فقط، ليرتفع هذا الرقم وصولاً إلى مليون وخمسمئة ألف ليرة بالنسبة للجناح الكبير.
ويقف الموظف الحكومي ذو الدخل المحدود الذي لا يتجاوز راتبه 150 ألف ل.س حالماً بقضاء ليلة واحدة في هكذا منشآت، متسائلاً عن ماهية الأشخاص المرتادين لها وإمكانياتهم المادية التي تسمح لهم بذلك.
بالمقابل وصلت أسعار الحجوزات في منتجع الكرنك الشعبي الذي تم إطلاقه من قبل الشركة السورية للنقل والسياحة إلى 125 ألف ليرة لأكواخ النسق الأول و 100 ألف ليرة للنسق الثاني فيما يتراوح سعر الجناح بين 100-200 ألف ليرة.
يقول “أبو أحمد” وهو رجل أربعيني لتلفزيون الخبر “متهكما”ً : “راتبي الشهري 70 ألف ليرة سورية بعد اقتطاع أقساط القروض، كيف لموظف مثلي الدخول إلى هكذا منتجعات؟، وبالرغم من هذه الأسعار أغلب الفنادق شبه ممتلئة ومحجوزة”.
أما الشاب العشريني “علي” فروى كيف يستغل موسم الصيف من كل عام لقضاء الوقت مع مجموعة من الأصدقاء حيث يقصدون الشواطئ المفتوحة في المحافظة نظراً لأسعارها الرمزية ويتقاسمون التكاليف سويةً.
فيما اعتبرت السيدة “أم سلمان” أن الحديث عن السياحة بالنسبة لأبناء المحافظة أصبح من الماضي حيث بات الأمر يقتصر على نزهة قصيرة بالقرب من الشاطئ خلال أيام العطل، فالهم الأكبر لمعظم أفراد الطبقة العاملة هو تأمين لقمة العيش اليومية، حسب قولها.
وفي هذا السياق، أوضح مدير سياحة طرطوس المهندس “بسام عباس” لتلفزيون الخبر أنه “مع اقتراب الموسم يتم تكثيف الجولات الرقابية على المنشآت السياحية للتأكد من التزامها بتصديق لوائح الأسعار الصادرة عن الوزارة وفق القرار رقم /92/ تاريخ 25/1/2022 والإعلان عنها بشكل واضح”.
مشيراً إلى أن “الوزارة قامت بإصدار تسعيرة حددت بموجبها الحدود العليا في منشآت المبيت السياحية من الدرجة الممتازة والدرجة الأولى والثانية والثالثة بحسب القرارين رقم /832 – 833/ لعام 2022”.
وأكد “عباس” أنه “يتم التشديد على عدم تجاوز الأسعار للسقوف المحددة بحسب سوية التصنيف، كما يتم تنظيم الضبوط بهذا الخصوص ويتم معالجة أي شكوى ترد إلى المديرية فيما يتعلق بالأسعار بشكل عاجل وفق الأنظمة وتعليمات الوزارة”.
وفيما يتعلق بالسياحة الشعبية وتوفر شواطئ مفتوحة بأسعار رمزية، بين “عباس” أن وزارة السياحة افتتحت مشروع شاطئ الكرنك العائلي بمرحلته الأولى من خلال الشركة السورية للنقل والسياحة كمشروع تدخل إيجابي.
ووفقاً لمدير السياحة فإنه “انطلاقاً من نجاح هذه التجربة، سيشهد هذا العام توسعات أخرى بالمشروع، حيث تمّ خلال الأشهر الماضية توقيع اتفاقية بين الوزارة ومجلس المدينة لإقامة مشروع سياحي في القسم الشرقي من مخيم الكرنك بمرحلتيه الأولى والثانية”.
كما أكد “عباس” لتلفزيون الخبر أنه “يتم التنسيق مع الوحدات الإدارية الشاطئية للتحضير لطرح مواقع مناسبة كشواطئ مفتوحة منها الموقع A ضمن منطقة شاليهات الأحلام”.
ومن المتوقع أن يتم وضع مشاريع جديدة في الخدمة هذا العام، منها منتجع مشتى الحلو الذي تملك وزارة السياحة الحصة الأكبر فيه مع شركاء آخرين بالإضافة إلى فندق طرطوس الكبير من سوية 5 نجوم والذي سيشكل عامل جذب سياحي هام، بحسب ما ذكر “عباس”.
كريم حسن – تلفزيون الخبر – طرطوس